مسؤول أممي: “صعوبات كبيرة في الاستجابة الإنسانية بغزة” جراء العدوان الصهيوني المتواصل

غزة – أكد مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جورجيو بتروبوليس، يوم الجمعة، أن القوافل الإنسانية والطبية الأممية تعاني عقبات كبيرة وظروفا صعبة جراء العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والذي يمنعها من أداء المهام الموكلة إليها.

وقال جورجيو بتروبوليس – في تصريح اعلامي – إن القصف المتواصل إلى جانب العقبات الأمنية في نقاط التفتيش الصهيونية “لا يسمح بتعزيز القدرات لإيصال المساعدات الإنسانية ولا يمكن من تقديم الرعاية الطبية السريعة اللازمة والاستجابة السريعة في حالة الطوارئ”.

واستنكر التعمد الواضح من الجانب الصهيوني في منع الفرق والقوافل من الوفاء بأعمالها وأداء المهام الموكلة إليها، مشيرا إلى أن “نحو 48% من محاولات الوصول إلى شمال قطاع غزة خلال الشهر الماضي فشلت” بسبب رفض الكيان الصهيوني لها.

وحذر المسؤول الأممي من تفاقم تردي الأوضاع في قطاع غزة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل النقص الحاد في المخيمات والمياه النظيفة وانتشار الأمراض، مشددا على “ضرورة ادخال الادوية والغذاء بشكل عام من خلال زيادة شاحنات المساعدات التي تدخل لتصبح 250 شاحنة يوميا على الاقل بدلا من 30 شاحنة التي تدخل حاليا”.

كما أكد مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الأمم المتحدة قدمت الكثير من الحلول لإدخال المساعدات بشكل أكبر، لكنها لا تجد تجاوبا فعالا من الجانب الصهيوني تجاهها.

من جهتها، شددت عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني، رتيبة النتشة، أن استخدام سلاح الجوع ضد الفلسطينيين وتحديدا بحق سكان غزة “أمر في غاية الخطورة خاصة على الأطفال وكبار السن”، مطالبة بتدخل دولي “حقيقي وسريع” لإنقاذ الارواح في القطاع.

وقالت النتشة -في تصريح اعلامي- إن كافة الأدلة التي جمعت من قبل المقررين الخاصين في الأمم المتحدة تؤكد أن جميع الجرائم الصهيونية التي ترتكب منذ 7 أكتوبر الماضي بحق الفلسطينيين “ممنهجة”، مشيرة إلى ارتفاع كبير في أعداد ضحايا منع الاحتلال حملات التطعيم ودخول الادوية في وقتها المناسب، “مما ينذر بوقوع كارثة صحية تسبب في انتشار الاوبئة والامراض في قطاع غزة”.

واستنكرت المسؤولة الفلسطينية ب”شدة” العراقيل التي تضعها قوات الاحتلال والاستهدافات لقوافل المساعدات المتكدسة عند المعابر قبل أن تصل إلى المتضررين من هذا العدوان الذي دمر جميع مناحي الحياة في غزة، والعمليات الممنهجة التي تستهدف موظفي الإغاثة، و آخرها استهداف مدرسة “الجاعوني” بمخيم النصيرات والذي أسفر عن استشهاد 18 شخصا، من بينهم ستة من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، و إصابة العشرات.

وشددت على ضرورة وقف العدوان بشكل كامل وانسحاب الجيش الصهيوني من داخل قطاع غزة، محذرة في الوقت نفسه من تداعيات استمرار هذا الوضع على جهود الإغاثة في غزة.

إلى ذلك، أوضحت النتشة أن الكيان الصهيوني “يسعى من خلال التصعيد المستمر على القطاع والضفة الغربية الى فرض واقع على الأرض والسيطرة على غزة وموارها الطبيعية، وتوسيع المستوطنات في غلاف غزة والقضاء على التطور الديمغرافي الفلسطيني الذي يشكل بالنسبة له تهديدا قوميا وبالتالي فهو يريد أن يحسم هذا الصراع بمبدأ القوة بفرض وقائع جديدة من خلال قتل السكان الفلسطينيين وتهجير الاخرين عندما تصبح الحياة غير ممكنة على الارض نتيجة تدمير كامل للبنية التحتية”.