مركب تكرير البترول المكثف بسكيكدة: دعامة أساسية للإقتصاد والأمن الطاقويين

مركب تكرير البترول المكثف بسكيكدة: دعامة أساسية للإقتصاد والأمن الطاقويين

سكيكدة – تعتبر مصفاة تكرير البترول المكثف “الكوندونسات” بسكيكدة و التي دخلت حيز الاستغلال سنة 2009 “ورقة رابحة” في استراتيجية شركة سوناطراك الرامية إلى دعم الاقتصاد والأمن الطاقويين في الجزائر ووسيلة فعالة في الالتزام بتعهداتها تجاه الزبائن الأجانب من حيث موارد و منتجات الطاقة ما يجعلها ” قيمة مضافة للاقتصاد الوطني”, حسبما أكده مديرها, السيد حسان بوعظم.

وأوضح السيد بوعظم ل/واج أن هذه المصفاة تعالج 5 ملايين طن سنويا من البترول المكثف “الكوندونسات ” و هو نوع من النفط الخفيف و ”مادة نظيفة لا تحتوي على الكثير من الملوثات”, مشيرا إلى أن المصفاة تستخدم التكرير عن طريق التقطير الجوي و هي متحصله على شهادة ايزو 9001 عام 2015 الخاصة بمعايير الجودة.

و حسب ذات المسؤول فإن مصفاة “الكوندونسات” لسكيكدة تعد “الوحيدة من نوعها التي تعالج البترول المكثف الخفيف على المستوى الوطني” و بمعايير دولية تقوم بمعالجة 5 ملايين طن من الكوندونسات سنويا و الذي تتحصل عليه من منطقة حوض الحمراء بولاية ورقلة, حيث تنتج سنويا 4 ملاين طن من “النافتا” (مادة وسيطة موجهة إما لصناعة البتروكيماويات مثل تصنيع الإيثيلين أو إنتاج العطريات أو لإنتاج البنزين) “الموجهة بالأساس للتصدير”.

و تقوم المصفاة أيضا بإنتاج حوالي 1 مليون طن من المنتجات الطاقوية الموجهة للسوق المحلي و التي تساهم في الأمن الطاقوي للبلاد على غرار غاز “البيتان” بإنتاج يقدر ب 150 طن يوميا بالإضافة إلى مادتي “الكيروزان” (وقود الطائرات) و “الغازوال” (المازوت).

و تضم مصفاة “الكوندونسات” لسكيكدة التي تتواجد بالمنطقة الصناعية, شرق عاصمة الولاية والتي تتربع على مساحة تقدر ب 45 هكتار, عدة وحدات على غرار وحدة تقطير المكثفات و وحدة فصل مادتي “البروبان” و “البيتان” و وحدة المعالجة تحت الضغط للمازوت الثقيل ووحدة التخزين و تحويل المواد فضلا عن وحدة إنتاج

المستلزمات و معالجة المياه حيث تسهر على السير الحسن لكل هذه الوحدات غرفة التحكم أو المراقبة و التي تعتبر “القلب النابض للمصفاة” كونها تقوم بمراقبة كل الوحدات وفق السيد بوعظم, الذي أفاد ان مصفاة “الكوندونسات” تستخدم ”احدث التكنولوجيات في مجال المراقبة عن بعد” من خلال غرفة التحكم و التي تعمل 24/24 ساعة و تسهر على مراقبة كل الوحدات الموجودة في قسم الإنتاج بتركيز دائم.

و أشار في ذات السياق الى أن المصفاة زودت خلال عملية انجازها بحوالي 300 كاشف موزع على جميع وحدات المصنع وذلك لمراقبة الانبعاثات الغازية والدخان و السوائل حتى يتسنى اكتشاف أي تسرب فور وقوعه للتحكم فيه و هذا لضمان سلامة الهياكل و العمال و البيئة.

 

 جودة المنتوج، الأمن والوقاية، الصيانة و حماية البيئة أولويات مجمع سوناطراك

 

 

تعتبر شركة سوناطراك رائدة في مختلف الصناعات على غرار البيتروكيماويات و تعمل على ضمان امن الطاقة و التقليل من البصمة الكربونية لأنشطتها دون أن تغفل العامل الأساسي لنشاطها و هو جودة منتوجاتها باعتباره بالإضافة إلى الأمن و الوقاية و حماية البيئة من أولويات المجمع.

و في هذا الصدد, أوضح السيد فاتح بوشامة, رئيس مصلحة المخبر التابع لمركب تكرير البترول المكثف, أن للمصفاة مخبر مهمته مراقبة جودة المواد البترولية وفيه يتم القيام بالتعييرات اليومية الروتينية كالكثافة و اللون و الضغط و غيرها للتأكد من نوعية و جودة كل منتج ومدى مطابقته للمعايير المعمول بها وطنيا ودوليا .

من جهته, أفاد السيد محمد سعيود, رئيس دائرة الأمن و الوقاية بالمصفاة, أنه خلال انجازها ركزت سوناطراك على وضع أجهزة تضمن أمن المصفاة و العمال و البيئة على حد سواء, مشيرا إلى أن مصلحة الأمن و الوقاية قامت ”بتصور كل سيناريوهات الأخطار التي يحتمل وقوعها بالمصفاة وضمان كيفية معالجتها”.

و أشار السيد سعيود الى أن أهداف هذه المصلحة منبثقة من سياسة شركة سوناطراك الرامية إلى حماية الإفراد و الممتلكات و الأجهزة و كذا البيئة و هي تتوفر على امكانيات بشرية مؤهلة تم تكوينها على مستوى معاهد التكوين التابعة لسوناطراك وتعمل بإمكانات مادية جد متطورة, موضحا في ذات السياق أنه منذ دخول مصفاة “الكوندونسات” حيز الاستغلال “لم يتم تسجيل أية حوادث خطيرة “, مرجعا ذلك الى كون المركب حديث الانجاز و ”ذو مواصفات عالمية و مجهز بتكنولوجيات جد متطورة”.

و يعتمد مركب تكرير البترول المكثف, من أجل السير الحسن لكل الوحدات و المعدات لضمان استمرارية الإنتاج, على 80 بالمائة من الصيانة الوقائية المبرمجة كل شهر, وفقا لما أكده السيد فوزي بوكروش, رئيس دائرة الصيانة بالمركب, مشيرا إلى وجود برنامج صيانة مبرمج كل ثلاثة سنوات يتم خلاله توقيف وحدات المر كب كليا مدة شهر كامل, مبرزا أن ”عملية الصيانة تنجز من قبل يد عاملة جزائرية مؤهلة ذات خبرة عالية في الميدان” .

تلتزم سوناطراك من اجل تنمية مستدامة بمعالجة نفايات مركب تكرير البترول المكثف لسكيكدة عبر محطة لمعالجة النفايات السائلة سعيا منها لحماية البيئة و المحيط الخارجي وتجسيد فكرة “شركة مواطنة ” على ارض الواقع, حيث يفصل رئيس منطقة بمصلحة الوحدات التابعة لمصفاة “الكوندونسات”, السيد فيصل قايدي, أن طاقة معالجة المحطة تقدر ب 60 متر مكعب في الساعة الواحدة يتم ضمنها إزالة، جميع الرواسب و السموم و النفايات المؤثرة على البيئة عبر عدة مراحل فيزيائية وأخرى كيميائية و بيولوجية, أين يتم ازالة كل الملوثات قبل صب المياه بواد الصفصاف في حين يتم استرجاع الزيوت و إعادة تدويرها لاستخراج مواد بترولية .

ما تجسد فكرة ”شركة مواطنة” عبر الترويج الدائم و التشجيع للإنتاج الوطني و ذلك باقتناء في الكثير من الحالات معدات و قطع غيار محلية الصنع، وفقا للسيد عثمان سامي, رئيس دائرة التموين بهذا المركب الذي أوضح أن ”هناك شركات وطنية تعمل في صنع قطع الغيار الميكانيكي بجودة و دقة عاليتين”.

و في مجال تكنولوجيا المعلومات, تؤكد رئيسة مديرية الإعلام الآلي في مصفاة “الكوندونسات”, السيدة مسعودة بوروبة, أن سوناطراك و لاقتناعها بأهمية البنية التحتية المثلى لتكنولوجيا المعلومات, عملت على ”إنشاء بيئة عمل مشتركة تهدف إلى تعزيز وتوحيد وترشيد مواردها في الإعلام الآلي” وذلك عبر بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات تهدف إلى زيادة الكفاءة التشغيلية, مضيفة أن مجمع سوناطراك يملك 5 مراكز بيانات عبر الوطن تعمل على ”ضمان خدمات عالية الجودة حسب المعايير الدولية”.

و أضافت السيدة بوروبة ان مركب تكرير البترول المكثف لسكيكدة يحوز على واحدة من هذه المراكز او ما يسمى ب “داتا سانتر” والذي يضمن لحوالي 4 آلاف من مستخدمي تكنولوجيا المعلومات التابعين لسوناطراك في منطقة الشرق الجزائري ”بيئة عمل تساهم في تعزيز إنتاجيتهم وتزويدهم بالخدمات الأساسية اللازمة” و يوفر أيضا ” بيئة عمل متطابقة لجميع المستخدمين في كل موقع، مما يسهل تبادل وتقاسم الموارد كما يوفر وصول شفاف وآمن لكل المعلومات المشتركة عبر جل أنشطة الشركة”.