جنيف- كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن وجود أكثر من 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين، منهم موجودون تحت الأنقاض, و منهم شهداء في مقابر جماعية عشوائية, وآخرون أخفوا قسرًا في سجون ومراكز اعتقال تابعة للاحتلال الصهيوني، وفقا لتقديراته.
و ونبه المرصد الحقوقي في بيان له تداولته وسائل الإعلام يوم الأربعاء, إلى أن “هذا التقدير مبني على حجم البلاغات الأولية للمفقودين”, مستدركًا أنه “من الصعب تقدير الأعداد الحقيقية للمفقودين في هذه المرحلة, نظرًا للهجمات العسكرية الصهيونية المتواصلة, وحصار العديد من المناطق التي ينفذ فيها جيش الاحتلال عملياته العسكرية.
ضف الى ذلك -يؤكد المرصد- ممارسات الاحتلال الهادفة إلى تشتيت الأسر الفلسطينية من خلال إجبار العائلات على النزوح المتكرر دون تأمين ممرات آمنة, وفصل أفراد العائلات وإجبارهم على النزوح إلى مناطق مختلفة أو اعتقال بعضهم ومن ثم إخفائهم قسريًّا.
و على ذلك, دعا المرصد الحقوقي إلى الكشف عن مصير آلاف المفقودين من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة ممن يحتجزهم جيش الاحتلال, بمن في ذلك من ارتكبت بحقهم جرائم الاختفاء القسري والإعدام غير القانونية في السجون ومراكز الاعتقال التابعة للاحتلال.
كما طالب المرصد, بتحرك دولي عاجل لإدخال آليات خاصة وفرق متخصصة لرفع ركام المنازل والمباني التي قصفها جيش الاحتلال, وإنقاذ المحاصرين تحت أنقاضها وما يزالون على قيد الحياة, وانتشال آلاف الجثامين لآخرين ممن قضوا تحتها منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر الماضي.
و دعا المرصد الحقوقي ,أيضا إلى “تشكيل ضغط دولي حاسم على الكيان الصهيوني, لتأمين عمل الأشخاص والطواقم العاملة في إزالة هذا الركام, بما في ذلك طواقم الدفاع المدني.
و أشار الأورو متوسطي إلى أن “فرقه الميدانية واكبت عمل طواقم الدفاع المدني وفرق الإنقاذ التي انتشلت بإمكانيات بدائية جثامين 422 فلسطينيًا من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غرب مدينة غزة ومن خانيونس جنوب القطاع, بعد انسحاب جيش الاحتلال منهما خلال الأيام الماضية”.
و لفت إلى أن “أفراد من ذوي الضحايا يشاركون في البحث عن ذويهم, وانتشالهم, فيما يجري أحيانًا نقلهم للمشافي المحلية أو دفنهم قرب تلك المنازل أو في مقابر عشوائية جماعية”.
و شدد المرصد على “ضرورة وجود تحرك سريع لانتشال الجثامين”, محذرًا من أن “استمرار بقائها بالشكل الحالي ينذر بنشر المزيد من الأوبئة وسيكون له تداعيات خطيرة جدًا على الصحة العامة والبيئة, وهي أمور بدأت تلمس منذ عدة أشهر”.
و جدد مطالبته للمجتمع الدولي “بالاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال, ضد سكان قطاع غزة, وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على التوقف عن ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وكافة جرائمها فورًا و الامتثال لقواعد القانون الدولي ولقرار محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من خطر الإبادة الجماعية في غزة”.
كما جدد المرصد الحقوقي, مطالبته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال والتأكد من ظروف احتجازهم, والبحث عن المفقودين, مشددا على ضرورة قيام الصليب الأحمر بتبني المواقف العلنية وإصدار البيانات في كل مرة ترفض فيها سلطات الاحتلال السماح لها بالقيام بمهامها المنوطة بها, وعلى رأسها زيارة المعتقلين والأسرى الفلسطينيين.
الاحتلال يستخدم سلاح تجويع المدنيين وتعطيشهم.. أكثر من 1800 شهيد، 4 آلاف جريح ومئات المفقودين في شمال غزة