مدينة جميلة الأثرية تحفة فنية من تاريخ الرومان في الجزائر وواحدة من المعالم المهمة التي لا تزال تحافظ على أصالتها وشكل الحضارة الرومانية، وهي من أقدم المدن التي أطلق عليها الرومان في ذلك الوقت اسم مطمورة روما لأنها كانت منطقة للراحة والاستجمام والتأمل.
تتميز هذه المدينة الرومانية بهندسة عمرانية رائعة الجمال وبدقة متناهية والكثير من المرافق التي لا تزال واضحة المعالم حتى اليوم، ولاسيما الأعمدة والزخارف المتناسقة والشوارع والمنازل.
تتربع مدينة جميلة الرومانية على مساحة 42 هكتارًا، وهي تقع في ولاية سطيف وتبعد عن عاصمة الولاية 35 كيلومترًا وعن العاصمة الجزائرية حوالي 300 كيلومترًا.
يعود تاريخ جميلة إلى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني من عهد الإمبراطورية الرومانية تحت قيادة الإمبراطور نيوفا، وقد صنفت ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو نظرًا للآثار الرومانية التي ما زالت بارزة في المنطقة والتي أشهرها مدرج كويكول العتيق.
توجد في جميلة ساحتان عموميتان أولهما محاطة بالكابيتول وقاعة اجتماع المجلس البلدي والمحكمة ومعبد فينوس، والساحة الثانية يحيط بها قوس نصر كراكلا المعبد المشيّد تكريمًا لأسرة سيفيروس والحمامات والسوق والمنازل الأنيقة.
لعل موقع المدينة الجغرافي الممتاز في ولاية سطيف أو ستيفيس والذي يعني الأرض السوداء أو الخصبة قد لعب دورًا كبيرًا في تطور المدينة فجاءت في أرض وعرة جرداء كانت تغطيها في الماضي الغابات الكثيفة والسهول والهضاب العليا الشاسعة والغنية بالقمح وتوفرها على حقول كبيرة للمياه الجوفية ثم شيئًا فشيئًا وصلت المدينة إلى أوجها في عهد أسرة الأنطونان.
لا بد للزوار أن يقفوا بذهول واستمتاع بتاريخ المدينة الذي يعود إلى القرن الأول للحضارة الرومانية، فكل من زار المدينة أُعجب بها واندهش من التصميم العمراني في ذلك الوقت.
سوق أهراس : الرحالة القطري خالد الجابر في جولة استكشافية لمعالم الولاية الأثرية