محمد تجاديت.. الكشاف الصغير الطامح لتغيير النظام

محمد تجاديت.. الكشاف الصغير الطامح لتغيير النظام - الجزائر

غادر محمد تجاديت مجددا سجن الحراش وهو يستعد ل”مواصلة النضال” على حد تعبيره وهو يوجه نصيحته ل”الحراقة” عندما إلقتقت به “ليبرتي

“الحرقة ما تخرجش وبيع الزطلة والصاروخ ما تخرجش، لكن البقاء مكتوفي الأيدي أيضا ما تخرجش.. لا زم تناضلو” … هكذا يقول محمد الذي وجد ما لا يقل عن سبعة من أبناء حيه قد أخذوا طريق الحرقة

محمد جرب شق البحر ووقع في أيدي مصالح الأمن في الصفة الأخرى وشاهد “كيف يتلاعب هؤلاء بالمهاجرين” ولذلك يرد على وزير الشباب والرياضة “نبقى هنا وأنتما تبدو البلاد

شارع الحراك، وهو اللقب الذي اصبح يحمله محمد، يزعج مصالح الأمن بمنشوراته في “فيسبوك” وتحركاته في العاصمة وخارجها، وهو الذي إحتفل بعيد ميلاده ال27 في السجن منذ أيام، ويزعجها وهو لا يقود حزبا سياسيا يستعد للوصول إلى السلطة ولا لأنه يحمل طموحا ليترشح لرئاسة الجمهورية… بل يزعجها فقط لأن منشوراته وفيديوهاته تحظى بمتابعة آلاف الشباب وراد شبكات التواصل الاجتماعي، وحتى رئيسة الجلسة أثناء المحاكمة سألته من أين له كل هذه الشعبية، ما أثار دهشة المحامين الذين دافعوا عن محمد

وللمعني رأي آخر في أسباب انزعاج مصالح الأمن منه، إذ يعتبر ذلك راجع لكونه “متفائل ويجمع بين الناس ولم يحصر نفسه في فكرة أو توجه معين” فتارة يسأله أعوان الأمن إن كان من جمعية “راج” ثم يسألونه عن أسياده” أي من يقفون وراءه… ويجيب محمد “ألا يمكنكم تصور ناس ليس لهم أسيادا”؟

هكذا هو الوعي السياسي الذي بلغه هذا الشاب العائد من مغامرة الهجرة غير الشرعية قبل سبعة أشهر من انطلاق الحراك الشعبي. ويقول أنه عاد “من أجل ال”حرقة” من جديد لكن الحراك الشعبي أنقذني والآن قررت البقاء هنا والمطالبة بحقي ولن أرحل من هذا البلد بل النظام هو الذي سيرحل

محمد لم يكن من المبادرين بإطلاق الحراك الشعبي، حسبه، بل سمع بإنطلاق المسيرات وسارع نحو العاصمة دون أن يعلم حقيقة ما يجري. وبعد سنتين من 22 فيفري 2019، وتجربتين في السجن كمعتقل رأي، يقول “إلتقيت بسياسيين ومثقفين تعلمت منهم الكثير”. وآخر درس تعلمه محمد أن “لا يمنح مصالح الأمن الفرصة لسجنه مجددا” هل هذا يعني أنك ستظل هاربا من مصالح الأمن؟ يجيب محمد “لا، أقصد أنني لن أمنحهم المبرر القانوني لسجني

“ليبرتي” سألت محمد أيضا عن حالته الصحية التي أوصلته للمستشفى بعدما دخل في إضراب عن الطعان مع رفيقيه خيمود ونور الدين وبن رحماني عبد الحق وسألته أيضا عن ظروف إعتقالهم… وهنا فضل أن يحدثنا أكثر عن معاناة سجناء الحق العام ومعاناة حراس السجون الذين حثهم عن إنشاء نقابة لتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية. “إنهم سجناء أيضا بما أنهم يقصون ستة اشهر في السجن دون انقطاع” كما يصر على توجيه رسالة لعائلات سجناء الحق العام، قائلا لهم “أجروا على أولادكم

من بين الظروف التي يواجهها هؤلاء السجناء والتي أثرت في نفسية محمد كثيرا “الفلقة” وهي العقوبة التي تسلط على السجين إذا تشاجر مع سجين آخر مثلا. أما الأكل، فقال عنه “لا يليق بالكرامة الانسانية” وأحيانا “لا يعدو أن تكون وجبتنا ماء ساخن. ومن بين التهم الموجهة له ولم يتحملها، يقول “المساس بالوحدة الوطنية.. واش معناها ؟ معناها أنا حركي؟ أفضل الموت على أن أكون حركيا

“مدنية ماشي عسكرية” هو الشعار الراسخ في ذهن محمد، مع أنه حمل رتبة “عريف الطليعة” في الكشافة الاسلامية الجزائرية في سن السابعة. حينها إكتشف موهبته الشعرية وموهبته القيادية أيضا

اقرأ المزيد