مجموعة الإيكواس تواصل الضغط على السلطة في بيساو وتحذر من خطر “الحرب الأهلية”

مجموعة الإيكواس تواصل الضغط على السلطة في بيساو وتحذر من خطر “الحرب الأهلية” - الجزائر
مجموعة الإيكواس تواصل الضغط على السلطة في بيساو وتحذر من خطر

الجزائر – تتسارع الأحداث في غينيا بيساو على بعد أيام من الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية نوفمبر الجاري، حيث أعلن رئيس الوزراء فوستينو ايمبالي، “المرفوض من قبل المجتمع الدولي” عن استقالته، تحت ضغط قادة دول مجموعة (الإيكواس) الذين حذروا من خطر اندلاع “حرب أهلية”  في البلاد على خلفية الأزمة السياسية الراهنة.

وخلال رسالة استقالته التي قدمها أول أمس الجمعة لرئيس البلاد المنتهية ولايته، خوسي ماريو فاز، إتهم ايمبالي المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الايكواس) ب”التدخل” وأكد أنه “لا يمكنه العمل في مثل هذه الظروف”.

وجاءت استقالة ايمبالي تحت ضغط مجموعة الايكواس، التي أمهلته وأعضاء حكومته “غير الشرعية” – عقب القمة الاستثنائية حول غينيا بيساو التي عقدتها المجموعة يوم الجمعة بالنيجر – مدة 48 ساعة “لتقديم الاستقالة وعدم القيام بأي مبادرة من شأنها تقويض مسار الانتخابات الرئاسية”، كما هددت بفرض عقوبات صارمة في حال التعنت.

وقد أعلنت المجموعة في بيان لها عن إرسال وفد بقيادة رئيسها، النيجيري محمدو يوسفو، يوم السبت المقبل إلى بيساو، من أجل تسليم القرار الصادر عن هذه القمة للرئيس فاز، مشيرة إلى أن وفدا من قادة أركان المجموعة سيتوجه إلى هناك قبل ذلك.

كما أعلنت الإيكواس عن تدعيم قواتها المنتشرة في غينيا بيساو – منذ العام 2012 والتي تم التمديد لها لستة أشهر إضافية اعتبارا من الفاتح أكتوبر المنصرم- “من أجل المساعدة على استعادة النظام الدستوري”.

وكانت (الإيكواس) قد وضعت خارطة طريق في شهر يونيو الماضي، يظل بموجبها الرئيس في السلطة، لكن بصلاحيات محدودة في انتظار إجراء الانتخابات الرئاسية، بإشراف من الحكومة الشرعية والمعترف بها دوليا، غير أن قرار الرئيس المنتهية ولايته، الصادر مؤخرا، والقاضي بإقالة حكومة أريستيد غوميز، بأثر فوري، بداعي “الأزمة السياسية الحادة التي تعيق عمل مؤسسات الجمهورية”، قد زاد من احتدام الأزمة السياسية المتجذرة أصلا في البلاد.

 

قادة الايكواس يحذرون من “حرب أهلية” محتملة في غينيا بيساو

 

ويرى قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” أن إقالة حكومة شرعية معينة من طرف الأغلبية البرلمانية، من قبل رئيس منتهية ولايته من شأنه أن يؤجج الوضع ويزعزع استقرار البلاد ويدفع بها نحو “الحرب الأهلية”.

وأوضح رئيس المجموعة، محمدو إيسوفو، في هذا الصدد، قائلا: “نحن أمام حالة زعزعة لاستقرار البلاد مع وجود مخاطر حقيقة لاندلاع حرب أهلية، فقد تمت إقالة حكومة شرعية – معينة من قبل الأغلبية البرلمانية، ومصادق على برنامجها من قبل الجمعية العامة للبرلمان، في 15 أكتوبر 2019 – من قبل رئيس منتهية ولايته”.

وبدوره، دعا رئيس لجنة الإيكواس جان كلود كاسي برو، إلى “تجنب حرب أهلية من خلال ضمان استمرار العملية الانتخابية وسد الفراغ الدستوري الراهن”.

وخلص قادة المجموعة – في ختام القمة الاستثنائية بالنيجر – إلى أن “المخرج من الأزمة في غينيا بيساو، يعتمد إلى حد كبير على الرئيس خوسي ماريو فاز”، باعتبار ان “تصرفاته تعرض البلاد لخطر الحرب الأهلية”.

وجددت الإيكواس – مدعومة من طرف الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي – مطالبتها باحترام موعد الانتخابات المقررة في ال24 نوفمبر الجاري.

وكانت قد انطلقت الحملة الانتخابية للمرشحين الإثني عشر (12)، يوم 3 نوفمبر الجاري، على أن تنتهي يوم الجمعة 22 من نفس الشهر.

ومن بين المترشحين الذين يخوضون غمار هذه الاستحقاق الرئاسي، الرئيس المنتهية ولايته، خوسي ماريو فاز (62 سنة)، والوزير الأول السابق، دومينغوس سيموس بيريرا، زعيم الأغلبية التي يقودها “الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر”.

وشهدت غينيا بيساو حالة من عدم الاستقرار السياسي المستمر منذ عام 2015، كما شهدت أربعة انقلابات، و16 محاولة انقلاب، وذلك منذ استقلالها عام 1974 بعد كفاح استمر 11 عاما.

اقرأ المزيد