مجمع سوناطراك يطلق استراتيجيته الجديدة للمناخ

مجمع سوناطراك يطلق استراتيجيته الجديدة للمناخ

الجزائر – أطلق مجمع سوناطراك, اليوم الاثنين, استراتيجيته الجديدة المتعلقة بالمناخ, والتي تتضمن جملة من التدابير والمشاريع للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة, ورفع مستوى إدماج الطاقات المتجددة وكذا تطوير حلول احتجاز الطبيعي والتكنولوجي للكربون.

وجرى التوقيع على الاستراتيجية بمقر المديرية العامة للمجمع, من طرف الرئيس المدير العام لسوناطراك, رشيد حشيشي, وذلك تحت إشراف وزير الطاقة والمناجم, محمد عرقاب وبحضور وزيرة البيئة والطاقات المتجددة, فازية دحلب.

كما عرفت مراسم التوقيع حضور رؤساء كل من سلطة ضبط المحروقات والوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات “ألنفط”, وممثلين عن مؤسسات معنية بمسألة المناخ, بالإضافة إلى إطارات مسيرة لمجمع سوناطراك.

وتعتمد استراتيجية سوناطراك على الاستثمار, تعزيز القدرات, نقل التكنولوجيا, والتركيز على الحد من حرق الغاز وانبعاثات الميثان, فضلا عن القيام بإدماج تدريجي لمزيد من الطاقات المتجددة في المزيج الطاقوي, وتطوير مجالات جديدة مثل الوقود منخفض الكربون والهيدروجين الأخضر.

فضلا عن ذلك, سيعمل المجمع على تفعيل البحث والتطوير وتعزيز الابتكار في المجالات ذات الصلة من خلال إبرام جملة من الشراكات الاستراتيجية, بالموازاة مع العمل على إرساء “حوكمة مناخية” تشمل مجمل العمليات والسياسات والممارسات الضرورية لإدارة تأثير أنشطة الشركة على المناخ والتقليل من مخاطرها على البيئة.

كما تستهدف الاستراتيجية أيضا العمل على تحسين الفعالية الطاقوية للمنشآت وتطوير خزانات الكربون الطبيعية من خلال برنامج تشجير طموح, ودراسة الحلول التكنولوجية الأكثر أمانا ونجاعة لاحتجاز الكربون.

وتسعى من خلال ذلك إلى امتصاص الغازات الدفيئة المنبعثة وإزالتها عبر بواليع الكربون “بشكل كلي” وهذا في غضون مطلع النصف الثاني من القرن, حسب الشروح المقدمة بالمناسبة.

وتتضمن الاستراتيجية عمليا جملة من الحلول لاسترجاع الغازات المحترقة في وحدات التشغيل, ستضاف إلى المشاريع ال19 التي تم إطلاقها تباعا منذ 2020, وهو ما سيسمح بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار 785 ألف طن ثاني أكسيد الكربون مكافئ سنويا.

علاوة على ذلك, ستعتمد سوناطراك على وكالة الفضاء الجزائرية لتقدير أحجام الغاز المحترق, وفقا لما تم عرضه في مراسم التوقيع.

وفي إطار مشروع غرس سوناطراك لأزيد من 400 مليون شجرة والذي تقدر تكلفته ب 1 مليار دولار, سيتم إطلاق مشروع نموذجي لغرس 13 ألف هكتار ب10 ملايين شجرة وذلك خلال مدة سنتين, لاكتساب الخبرة بهدف إنجاح هذا المشروع.

بهذه المناسبة, أكد السيد عرقاب في كلمته أن قطاع الطاقة عبر شركة سوناطراك, يبدي من خلال التوقيع على هذه الاستراتيجية “التزاما ملموسا وواضحا بتناول قضايا المناخ والبيئة بشكل فعال”, لافتا إلى أن هذه الاستراتيجية ستسمح بإبراز التزامات سوناطراك في مجال مكافحة تغير المناخ بشكل أوضح, بما يتماشى مع التزامات الجزائر الدولية, لا سيما في إطار اتفاقية باريس.

كما أشار الوزير إلى أن هذه الاستراتيجية ستضفي مزيدا من الوضوح على مختلف الإجراءات التي تقوم بها سوناطراك منذ سنوات في مجال مكافحة تغير المناخ, مذكرا بمشاركتها في عدد من المبادرات العالمية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري, مع تعاونها مع البنك الدولي ووكالة الفضاء الجزائرية لتحسين تقنيات القياس والحد من الانبعاثات الناجمة عن أنشطة النفط والغاز.

وترتكز استراتيجية الشركة في مجال المناخ على الانتقال “التدريجي” في مجال الطاقة, مع دمج عنصر الابتكارات التكنولوجية للحد من البصمة الكربونية, حسب السيد عرقاب الذي أكد بأن هذا الانتقال يكتسي “أهمية حاسمة” بالنسبة للقطاع.

من جهتها, اعتبرت وزير البيئة والطاقات المتجددة الإعلان عن الاستراتيجية المناخية الجديدة لسوناطراك بمثابة “حدث هام” في مجال مكافحة تغير المناخ بالجزائر, باعتبارها فاعلا “رئيسيا” في قطاع الطاقة على الصعيدين المحلي والدولي.

وتمثل استراتيجية سوناطراك الجديدة خطوة رئيسية في التزام الجزائر بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والمساهمة في مكافحة تغير المناخ, تضيف السيدة دحلب التي أشارت إلى أن التزام سوناطراك بالتخفيض من الغاز المحروق ودعمها لمختلف المبادرات يمثل “خطوة قوية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في بلدنا والتي ينبغي دعمها والاستفادة منها في تقاريرنا الدولية, لاسيما في اتفاقية باريس”.

اما السيد حشيشي, فقد أكد في كلمته أن سوناطراك مدركة للمسؤولية الملقاة على عاتقها بخصوص تحديات التغيرات المناخية, وكذا الدور الذي ينبغي أن تضطلع به في خضم الاستجابة العالمية للمخاطر المناخية, لافتا إلى أن المجمع عازم على توظيف كل القدرات المتاحة للتخفيف من وطأة التغيرات المناخية وحماية البيئة.

كما أكد الرئيس المدير العام على أن سوناطراك, “بصفتها المؤسسة الرائدة في القطاع الوطني للمحروقات, تتطلع إلى إعطاء المثل في هذا المجال, لتكون بمثابة القدوة على صعيد المسؤولية البيئية والمناخية, وتلتزم بتعزيز الشفافية مع كل الشركاء والأطراف المعنية, من خلال الإبلاغ بانتظام عن الإجراءات المتخذة والأهداف المسطرة والنتائج المحققة”.