متظاهرون يحاصرون أويحيى بـ”الياغورت” - الجزائر

متظاهرون يحاصرون أويحيى بـ”الياغورت”

غادر محكمة سيدي امحمد بعد 5 ساعات من السماع له
نزل من على متن مركبته بكل أريحية.. لم تبد علامات القلق على محياه.. وما زاد المشهد إثارة تلك التحية التي قدمها له أحد ضباط الشرطة، عند مدخل الباب الخلفي لمحكمة سيدي أمحمد، كأنه مازال في منصبه أو أن المناسبة كانت افتتاح معرض الكتاب بقصر المعارض أو عرض بيان السياسة العامة للحكومة، أو اجتماع قيادة حزبه، وليس مواجهة قاضي التحقيق في شبهة فساد، وهو ما أثار فضول الحاضرين بالمكان.
آخر ما كان لا يتمناه الوزير الأول الأسبق، حتى مما كان يأتيه في كوابيس النوم أن تستدعيه العدالة، وسط محاصرة المواطنين الذين قدموا منذ الصباح الباكر من يوم الثلاثاء إلى شارع الشهيد عبان رمضان ويحتشدون أمام مبنى محكمة سيدي أمحمد، حيث قوبل باستهجان من خلال رفع علب وقارورات الياغورت، مرددين بصوت واحد “كليتو لبلاد.. ياسراقين”، “أويحيى أويحيى .. الحراش في انتظارك”، مصرين على محاسبة كل رؤوس النظام الفاسد وعلى رأسهم “السعيد بوتفليقة” عندما رددوا “أويحيى جيبو جيبو ..السعيد جيبو” بمعنى يجب إحالتهما على سجن الحراش.

أويحيى يواجه قدره
عقارب الساعة تشير إلى الساعة التاسعة و26 دقيقة، صباحا عندما ركنت سيارة سوداء اللون من نوع سكودا، ظنا من الجميع سواء ضباط الشرطة أو المواطنين أو الصحافة التي صوبت الكاميرات وآلات التصوير اتجاه المدخل الخلفي لمحكمة سيدي أمحمد أن المسؤول الكبير سيخرج من مركبته، إلا أن رجال أمن هم من نزلوا من على متن السيارة الفاخرة، مرتدين أقمصة حمراء وزرقاء ونظارات يبدو أنها مزودة بكاميرات المراقبة، قاموا بالفحص الجيد للمكان، قبل أن تركن سيارة أخرى من نفس العلامة واللون “سكودا سوداء اللون”، وإذا بأويحيى يخرج من السيارة، ويبدو ببذلته السوداء ونظراته الطبية، بينما كان “فخامة الشعب” يحاصر محكمة سيدي أمحمد منذ الباكر، رافعين لافتات، مطالبين بمحاسبة كل الفاسدين.
تمر ساعتان من الزمن، لكن أويحيى مازال عند قاضي التحقيق ولم تظهر بوادر خروجه، إلا أن المواطنين لم يغادروا المكان بل حناجرهم لم تتوقف في ترديد الهتاف المشهور “كليتو لبلاد يا سراقين”، كما زاد عدد المتظاهرين الذين حملوا علب وقارورات الياؤورت. وفي مشهد استهزائي، حمل أحد المتظاهرين قفة المساجين معبأة بقارورات وعلب الياؤورت.

المغادرة عقب 5 ساعات من الاستماع
وفي حدود الساعة الثانية بعد الزوال، أي بعد 5 ساعات كاملة، غادر أحمد أويحيى المحكمة وسط هتافات المواطنين والطلبة، فيما أكدت مصادر “الشروق” أن الوزير الأول الأسبق تم الاستماع إليه في جلسة أولى فقط، إلى حين مثوله مع موعد الجلسة الثانية التي سيحددها قاضي التحقيق لاحقا.
وقد غادرت عائلة أويحيى الجزائر يوم الأحد 28 أفريل الفائت متوجهة إلى مدينة أليكانت الإسبانية عبر مطار هواري بومدين، حيث كانت زوجة هذا الأخير مرفوقة بابنها وحفيديها، إذ يرجح أن العائلة لم تصدر أوامر بمنعها من المغادرة من أية جهة.
ومعلوم، أن أويحيى ومحمد لوكال مدير بنك الجزائر سابقا وزير المالية حاليا، يشتركان في إدارة ملف حساس للغاية، يتعلق بطبع الأموال في إطار التمويل غير التقليدي، كما يواجهان شبهة تبديد الأموال العمومية ومنح مزايا غير قانونية، إذ أن النيابة العامة لدى محكمة سيدي أمحمد وجهت استدعاءات لكل واحد منهما يوم السبت 20 أفريل المنصرم، لكن بعد تماطل الرجلين في الحضور، وتزامنا مع توقيف اسعد ربراب والإخوة كونيناف يوم الأحد 21 أفريل، قام أفراد فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الإقليمية لدرك الجزائر، مرفوقة بعناصر من المفرزة الخاصة للجهاز، بتسليم استدعاء مباشر لهما، للمثول أمام وكيل الجمهورية مقابل محاضر رسمية تم التوقيع عليها.

اقرأ المزيد