ماكرون: “نحن نرافق النظام في تنظيم عملية الانتقال”

ماكرون: “نحن نرافق النظام في تنظيم عملية الانتقال” - الجزائر

قال الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، أن بلاده تعمل على مرافقة مسار الانتقال الديمقراطي في الجزائر، بالتعاون مع الذين يحكمون البلد. وذكر في رد على المؤرخ بنيامين ستورا، خلال نقاش مع نخبة من المفكرين والعلماء في بلاده، سهرة أمس: “لقد نأيت بنفسي عن هذا الموضوع (أي الوضع في الجزائر)، لكن ذلك لا يعني عدم وجود نقاش مع أولئك الذين يحكمون (بصيغة الجمع)، لأجل فهم ومرافقة إنجاح عملية الانتقال”، مضيفا “هناك تبادل دائم لمحاولة مرافقة انتقال القادة في الجزائر”. ورغم حساسية الوضع، حاول الرئيس الفرنسي، إضفاء جو من الفكاهة خلال رده على سؤال المؤرخ ستورا الذي دعا لدعم التيار الديمقراطي لقطع الطريق أمام الإسلاميين، قائلا “شخصيا أنا متناغم فكريا مع الطرح (دعم الديمقراطيين)، لكن سياسيا أنا، من موقعي، في وضع مختلف، فأي موقف آيا كان شكله سيعتبر تدخلا (في الشأن الداخلي). مضيفا “لو كنت سأختار من موقعي، (أي كرئيس لفرنسا)، من أحاورهم من المعارضة أو الشارع سيكون ذلك خطأ كبيرا مني، لأني سأمس مصداقيتهم وسأبعث الجدال بخصوص التدخل في الشأن الداخلي”. أعاد ستورا طرح السؤال بخصوص الحاجة لدعم الثورة الثانية للجزائريين لقطع الطريق أمام سيناريو استحواذ الإسلاميين على الساحة، لكن الرئيس الفرنسي لم يرد عليه. رافضا الكشف عن خططه للجزائر، باستثناء ما تحدّث به سابقا، من خلال منح الحماية للفريق الرئاسي في مواجهة ضغط الشارع والجيش وعصب مهمشة في السلطة تعمل على غلق قوس البوتفليقية وعلاج آثامها. وأعلن ماكرون، من جهة أخرى، عن اعتزامه تنظيم ندوة إقليمية في شهر جوان المقبل بعنوان قمة “الضفتين” وتجمّع فضاء 5+5 الذي يضم دول جنوب غرب أوروبا وهي فرنسا، إيطاليا، مالطا، البرتغال ودول الاتحاد المغاربي الخمسة لإطلاق فضاء بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني والشباب. وفهم الدبلوماسي الجزائري السابق، حليم بن عطا الله، في المواقف الجديدة للرئيس الفرنسي، بأنه اعتراف فرنسي بـ “لعب دور أساسي في صياغة الفترة الانتقالية وكموجه للعملية”. وتوقّف الوزير والسفير السابق في مدريد وبروكسل عند حديث ماكرون عن اتصاله برجال النظام المكلفين بالمرحلة الانتقالية “الذين هم في الحقيقة حزب فرنسا ليس إلا، في مفهوم أحد قدماء المجاهدين”. وتابع “رفع ماكرون الستار حول التنسيق الجاري بين النظام وفرنسا، وفضح بشكل علني هذا التدخل المقبول من الجانب الجزائري”. مضيفا “لعمامرة (وزير الخارجية) لا ينفي هذا التنسيق ولهذا لم يذهب لفرنسا حتى لا يزيد الطين بلة”. وتابع بن عطا الله “رسالة ماكرون الضمنية، هي أن السلطة تتشكل من الأندجينا التي هي بحاجة إلى توجيه، ولكن إذا ترك لحاله سيكون هناك خطر في فقدانه السيطرة على الوضع. الأمر حينها يصبح خطيرا جدا. مضيفا “وقد أطلّ ماكرون بضماناته لتمرير العهدة الخامسة، كما لو أنها شربة ماء وقد صدّقناه ودعمناه، ولكن ضلّل لنا الطريق. والآن نجد أنفسنا مجبرين على مرافقته بنصائحنا، بينما هو يعطي لنفسه حق التدخل في شؤوننا، إننا بصدد التعامل مع تدخل محل تراض.. بعبارة أخرى تدخل بين أصدقاء”. وأثارت المواقف الفرنسية ردود فعل غاضبة في الجزائر، واتهم المرشح للانتخابات الرئاسية الجنرال المتقاعد علي غديري في تصريحات له فرنسا بمساندة السلطة على حساب الشعب الجزائري. ولم يستبعد رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، بدوره، وجود لمسة فرنسية في رسالة بوتفليقة في 11 مارس الماضي. وقال “رست قناعة لديّ بعد الاستماع لماكرون ووزير خارجيته لودريان، أنهم كانوا على علم بمضمون الرسالة قبل نشرها”. وقال بلعباس ما إن تم نشر الرئاسة التي أعلن فيها بوتفليقة تخليه عن خطط الذهاب لعهدة خامسة والدخول في مرحلة انتقالية، حتى صدر موقف فرنسي مرحب بالرسالة، وأضاف “كانت فرنسا الدولة الوحيدة التي سارعت بإصدار موقف لصالح الخطة بعكس دول أخرى”.

اقرأ المزيد