ماذا يحدث على الحدود الجزائرية – المالية؟

ماذا يحدث على الحدود الجزائرية – المالية؟ - الجزائر

شهدت منطقة الأزواد تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، بعد تنفيذ الجيش المالي ضربات جوية بطائرة دون طيار، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين. وأعلن الناطق باسم جبهة تحرير الأزواد، محمد المولود رمضان، صباح اليوم، أن القصف استهدف سيارة منقبين عن الذهب قرب منطقة تين زواتين الحدودية مع الجزائر.

وأكد رمضان، عبر منشور على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، أن الضربة جاءت دون سابق إنذار، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة التي تشهد اضطرابات متزايدة خلال الأشهر الأخيرة. ولم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول ملابسات القصف أو هوية الضحايا، وسط تزايد المخاوف من تداعيات هذا التصعيد على استقرار المنطقة.

التصعيد يأتي بعد اختراق المجال الجوي الجزائري

جاء هذا القصف بعد يومين فقط من إعلان وزارة الدفاع الوطني الجزائرية عن تمكن قوات الجيش من إسقاط طائرة مسيرة مجهولة اخترقت المجال الجوي الجزائري على بعد كيلومترين داخل الحدود. وأكد بيان الوزارة أن القوات المسلحة الجزائرية تعاملت بسرعة مع التهديد، مما يطرح تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن اختراق الأجواء الجزائرية، خاصة في ظل تزايد استخدام الطائرات المسيرة في النزاعات الإقليمية.

ويعد هذا التصعيد امتدادًا لسلسلة من العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المالية في شمال البلاد، والتي أصبحت أكثر تواترًا في الأشهر الأخيرة. حيث سبق أن نفذت الطائرات المسيرة المالية عدة ضربات جوية ضد أهداف وصفتها الحكومة المالية بأنها “معادية”، إلا أن الضحايا في كثير من الأحيان يكونون من المدنيين أو الفصائل الأزوادية المعارضة.

جبهة تحرير الأزواد: كيان سياسي في قلب الصراع

تعتبر جبهة تحرير الأزواد الكيان السياسي الذي جمع تحت لوائه مختلف الفصائل الأزوادية، بعد سنوات من العمل تحت إطار “الإطار الإستراتيجي للسلام والتنمية والأمن”، أو بالتنسيق مع لجنة الحوار الدولية التي تتزعمها الجزائر. وقد تم الإعلان عن اندماج الحركات الأزوادية في كيان موحد قبل نحو أربعة أشهر، في محاولة لتوحيد الجهود السياسية والميدانية في مواجهة التحولات التي تشهدها المنطقة.

ورغم أن اتفاق السلم والمصالحة الذي تم توقيعه في الجزائر عام 2015 كان قد نجح في تحقيق استقرار نسبي بين الأطراف المتصارعة في مالي، إلا أن التوترات عادت إلى الواجهة العام الماضي، بعد قرار تجميد العمل بالاتفاق بسبب تصاعد الأعمال العدائية بين الجيش المالي والفصائل الأزوادية، مما جعل المنطقة ساحة مفتوحة للصراع، وفتح المجال لتدخلات خارجية محتملة.

هل تتجه المنطقة إلى مزيد من التصعيد؟

يبدو أن التطورات الأخيرة تنذر بمزيد من التوتر، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف مستقبل اتفاق السلم والمصالحة، وتزايد استخدام القوة العسكرية كخيار رئيسي لحل النزاع. كما أن تصاعد وتيرة الضربات الجوية بطائرات مسيرة يعكس تحولًا في استراتيجيات الجيش المالي، وهو ما يثير قلق الدول المجاورة، خاصة الجزائر، التي تتابع عن كثب أي تحركات قد تؤثر على أمنها الحدودي.

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الجهود الدبلوماسية من احتواء التصعيد في الأزواد، أم أن المنطقة مقبلة على موجة جديدة من الصراع المسلح؟

اقرأ المزيد