لهذه الأسباب ترفض الرئاسة الفرنسية تقديم الاعتذار للجزائر

لهذه الأسباب ترفض الرئاسة الفرنسية تقديم الاعتذار للجزائر - الجزائر

تعدت الخلافات الناشبة بين الجزائر وفرنسا بشأن الماضي الاستعماري لهذه الأخيرة، حدود الاهتمام الثنائي، ووصل الأمر حد انخراط الإعلام البريطاني في هذه القضية التي صنعت الجدل ولا تزال، والذي حاول التعمق في أسباب الرفض الفرنسي لتقديم الاعتذار للجزائر.

صحيفة “الغارديان” الشهيرة خصصت افتتاحية لها لقضية الاستعمار الفرنسي للجزائر، وخلصت إلى أن باريس لا تملك مخرجا من هذه القضية، إلا الاعتذار، مستلهمة من قرار الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، الاعتذار لليهود عن تخلي فرنسا عنهم خلال الحرب العالمية الثانية.

وكتبت الغادريان في افتتاحيتها: “في خطاب له عن الانفصالية الإسلامية قبل فترة، وصف إيمانويل ماكرون فرنسا بأنها بلد بتاريخ من الماضي الاستعماري والكدمات التي لم يتم التخلص منها بعد. وبوقائع مغروسة في نفسيتنا الجماعية، وحرب الجزائر هي جزء منها”.

وأضافت: “وقدم ماكرون تصريحات مماثلة خلال فترته الرئاسية، فهناك حوالي خمسة ملايين فرنسي لهم علاقة من نوع ما بالجزائر، وظل التجربة الاستعمارية طويل وانقسامي مع حنين المنفيين والمحاربين العسكريين القدماء بقيادة المظلي السابق جان ماري لوبان، الذين كانوا أدوات مهمة في تشكيل الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرفة”.

وتابعت الافتتاحية: “عادة ما ابتعد الرؤساء السابقون عن الحرب المرتبطة بالمهانة الوطنية والعنف الوحشي والعنصرية الاستعمارية لكن في بلد لديه أكبر عدد سكان مسلمين في أوروبا توصل ماكرون إلى أن التعامي الرسمي عن هذا لم يعد مقبولا”. وتحضيرا لذكرى مرور 60 عاما على استقلال الجزائر التي ستحل في العام المقبل، تضيف الجريدة، فقد قرر بأن تبدأ عملية فتح الماضي ومن قمة الهرم السياسي.

وتحدثت الصحيفة عن فتح الأرشيف السري كجزء من الاعتراف بالحقائق والتصالح مع الذاكرة، واستعاد القطع الأثرية والوثائق من باريس إلى الجزائر. كما سيتم الاعتراف ولو متأخرا بمعاناة مناضلين مثل المحامي علي بومنجل الذي أدى اغتياله في 1957 لاحتجاجات من الكاتب فرانسوا مورياك.

وبرأي الصحيفة البريطانية، فإنه وعلى الرغم من النقد الواسع والتصريحات الغاضبة من الحكومة الجزائرية إلا أن ماكرون يرفض الاعتذار ومن ثم التعويض، لأنه يخشى من إثارة جدل وطني قبل انتخابات الرئاسة في العام المقبل والتي سيواجه فيها بالتأكيد جولة إعادة أمام مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف.

اقرأ المزيد