لماذا يُمنع التقاط الصور في المتاحف والأماكن التاريخية

لماذا يُمنع التقاط الصور في المتاحف والأماكن التاريخية - الجزائر
هل سبق ورفعت كاميرتك أو هاتفك في متحف أو في مكان تاريخي وفجأة وجدت أحد العاملين يخبرك بسرعة «التصوير ممنوع»؟ ومع أنك تدفع أحياناً مبالغ كبيرة في المزارات العالمية، إلا أنك تجد نفسك في النهاية محروماً من أخذ الصور التذكارية فيها فهل سألت نفسك عن أسباب منع التصوير في الأماكن الأثرية؟

نعرض لك في هذا التقرير خمسة أسباب لمنع التصوير، ويرجع موقع The Conversation الأسترالي، إلى أن أغلب هذه الأسباب مادية.

الأسباب الخمسة:

أولاً، وميض الكاميرا، الذي يبعث ضوءاً كثيفاً، يُعتقد أنه قد يضر بالرسومات، وبالمظهر القديم للأشياء الرقيقة. فإبعاد الوميض حتى لو كان عارضاً، يحافظ على اللوحات في حالتها الأصلية، ويقلل تكاليف الترميم المكلفة، بالرغم من أن تقريراً صدر عن جامعة كامبريدج  يشير إلى أن «استخدام الوميض الإلكتروني من العامة يشكل خطراً ضئيلاً على معظم معروضات المتحف».

ثانياً، التخلي عن الكاميرات يجعل تجربة الزوار أفضل. والزوار الذين يستمتعون بالمتحف سيعودون مرة أخرى غالباً، ويكونون أعضاءً في المتحف، ويرشحونه لأصدقائهم. من الصعب الاستمتاع باللوحات عندما يكون الناس متزاحمين أمامها ليتخذوا وضعية السيلفي باستخدام العصيان، التي تصطدم من وقت لآخر بالأعمال الفنية وبالزوار الآخرين.

بالإضافة إلى أن توقف الناس لالتقاط الصور يتسبب في ازدحام المرور. فضمان إمكانية زيارة عدد أكبر من الأشخاص بأمان والاستمتاع بوقتهم تزيد من العائدات.

منع الصور أيضاً يقلل من تكاليف تأمين المتحف، إذ يتخذ المصورون أحياناً وضعيات خطيرة، مثل التعلق من البلكونات، للحصول على اللقطة السليمة. فتقليل فرص الإصابة يجعل إدارة المتحف أسهل وأرخص.

ثالثاً، يؤكد منع التصوير على احتكار بيع الصور لمحلات الهدايا. فإذا كان التصوير محظوراً داخل المتحف أو المكان التاريخي فالمصدر الوحيد للحصول على صور عالية الجودة للرسومات والتماثيل والغرف المشهورة، هي الكتب واللوح والبطاقات البريدية الموجودة في محل الهدايا الملحق بالمتحف.

رابعاً، يُعتقَد أن التقاط الصور يعزز من الأمن عن طريق منع السارقين أو السياح من التقاط صور مرئية لتحديد نقاط الضعف في نظام الإنذار وكاميرات المراقبة.

السبب الخامس هو أن التقاط الصور عادةً ما لا يراعي حماية حقوق النشر. صُمِّمَت حقوق النشر لحماية المؤلفين، والملحنين، والفنانين. عند تطبيقها، فإنها تؤمن أن الصُناع يُدفع لهم في كل مرة يريد أحدهم «صناعة نسخ من أعمالهم».

تستمر حقوق النشر عادةً طول حياة الفنان وبعدها بحوالي سبعين عاماً. وهذا يعني أن الغالبية العظمى من مجموعات المتحف التي تعود لعصر النهضة، والتماثيل الإغريقية، واللوحات الانطباعية فقدت حقوق النشر منذ سنوات.

وحقوق النشر هي عادةً مسألة تخص الأعمال الفنية الحديثة، خاصة عندما تكون القطعة الفنية مُعارة للمتحف.

أفكار بديلة لمنع التصوير 

هناك فكرة مثيرة أخرى تُطبَّق في نيوبورت مانشنز، وهي منازل صيفية مبنية على أيدي نخبة من الفنانين في العصر الذهبي (بدأ هذا العصر مع التوحيد السياسي لدولة إسبانيا منذ عام 1500)  وفي هذه البيوت يُسمَح بالتصوير بكاميرات الهواتف الذكية. وتُحظر الكاميرات الأكبر في محاولة لمنع الحصول على صور عالية الجودة، مما يفسح المجال لعائدات متجر الهدايا. لسوء الحظ، في ظل التحسن المستمر في جودة تصوير الهواتف الذكية، فلن تكون هذه السياسة سوى حلٍ مؤقت.

اقرأ المزيد