لا داعي للتهويل.. 98 بالمئة من المصابين بـ “كورونا” يتعافون منه

لا داعي للتهويل.. 98 بالمئة من المصابين بـ “كورونا” يتعافون منه - الجزائر

رئيس مصلحة علم الأوبئة والوقاية بمستشفى بوحجار صبري جرو:

لا يزال الجزائريون يعيشون هالة هلع كبيرة، إلى غاية يومنا هذا، جراء فيروس كورونا الذي اكتشفت حالة منه في الجزائر لرعية إيطالي، ورغم ترحيله إلى بلده إلاّ أن حالة الرعب لا تزال تسيطر على الجزائريين الذين ألهبوا مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن السبل والطرق الصحيحة لمكافحة الفيروس وعدم انتشاره.

وللاستفسار عن التوصيات والإرشادات الواجب اتخاذها للوقاية من الفيروس، اتصلنا برئيس مصلحة علم الأوبئة والوقاية بمستشفى بوحجار بولاية الطارف، صبري جرود، الذي صرّح في حديثه مع “الشروق”، بأنّ فيروس كورونا شائع وليس حديث الظهور بل إنه مستجد، ويحتوي على 42 طفرة كما يهاجم الرئتين والجهاز الهضمي كما كشف أنه ليس مثل الفيروسات الشائعة التي تتكاثر في الجسم، حيث قال المتحدث إنه ليس بإمكانه الاستحواذ على خلايا الجسم، وإنما فيروس كورونا متطفل ويبدأ باستنساخ نفسه، ويتكاثر فقط إذا استحوذ بصفة كاملة على خلايا الجسم، وينتمي حسب الدكتور صبري إلى عائلة فيروسات الكورونا.

يجب تفادي التهويل ونشر المعلومات الخاطئة

ودعا رئيس مصلحة علم الأوبئة والوقاية بمستشفى بوحجار، إلى الابتعاد عن التهويل وترويج المعلومات الخاطئة والمسبقة عن الفيروس، وعدم تهويل الجزائريين به، فدخول حالة إلى الجزائر لا يعني إصابة جميع الناس، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي ظهر فيها الوباء، فقد واجهته الصين سنة 2002 و2003 ووصل عدد ضحاياه آنذاك إلى 700 ضحية، وكان اسمه آنذاك “سارس”، وظهر بعدها في سنة 2013 في السعودية وأطلق عليه “متلازمة الشرق الأوسط”، وهذا ثالث ظهور له إذ سُمي “كوفيد” 19، كما كشف صبري أن الدراسة الأخيرة التي أجريت قبل يومين في لندن، وضحت أن الفيروس الأخير سببه هو الخفاش بمعنى أنه مرض مشترك بين الحيوان والإنسان، إذ إن هناك وسيطا بينهما، كما أن آكل النمل الخصوصي الذي يطلق عليه اسم “البنغل” هو من قام بنقله إلى الإنسان. وفي ما يتعلق بطرق العدوى، ذكر المتحدث أنها الإفرازات التنفسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالعدوى أو مخالطة شخص مريض، وتتمثل الأعراض حسب المصدر السابق، في أن المريض يمر بفترة حضانة بمعنى أن الفيروس يتواجد في جسمن الإنسان، لكنه لم تظهر عليه أعراض بعد، وهناك أعراض أخرى كالأنفلونزا الموسمية أو نزلة البرد كالحمى، العطس، السعال، احتقان الأنف، تعب عضلي، إرهاق ومن الممكن أن يحدث إسهال، وهناك أعراض أكثر حدة تتمثل في التهاب رئوي حاد، صعوبة التنفس ثم فشل كلوي وفشل عضلة القلب، وشدة الأعراض قد تؤدي إلى الوفاة، حيث ترتبط بقوة المناعة وتنمية الفيروس والتاريخ المرضي.

هذه هي سبل مواجهة فيروس “كورونا”

وأضاف الدكتور صبري أن 80 بالمئة، من الناس يشفون دون مضاعفات، في حين إن 2 بالمئة يتعرضون للوفاة إذا أصيبوا بالفيروس و18 بالمئة يتعرضون لحالات حرجة قد تؤدي بهم إلى الموت، وقدم في سياق ذي صلة العديد من النصائح لمكافحة جميع أمراض الفيروسات وليس الكورونا فقط، ومن أهمها أن يكون الإنسان يمتلك جهاز مناعة قويا، وحسب دراسة خاصة بلندن أعدت أول أمس، يجب على الإنسان الإكثار من الصوم، والابتعاد عن أكل الحلويات باعتبار أن جميع أنواع الفيروسات تتغذى من السكريات وخاصة المصابين بالحمى والسعال الحاد ونزلات البرد، تناول الفيتامين D والتعرض لأشعة الشمس بقوة، باعتبار أن الفيتامين D يقوي الخلايا البيضاء التي تساعد في القضاء على مختلف الفيروسات، مع تناول الزنك بكثرة والتقليل من تناول الدهون المشبعة، وأخذ قسط كاف من الراحة، وغسل اليدين وفرك الأصابع بشكل جيد مع تجنب ملامسة العين قبل غسل اليدين والاحتفاظ بمسافة لا تقل عن متر عن الأشخاص الذين يعانون من الحمى ونزلات البرد والسعال، ناهيك عن النظافة التنفسية الجيدة بمعنى الاستنشاق والاستنفار، مع ضرورة استخدام الأشياء ذات الاستعمال الواحد مثل المناديل الورقية، عدم تناول اللحوم النية وطهيها بشكل جيد، تجنب الاتصال.

وفيما يتعلق بالأشخاص الذين كانوا في البلدان التي انتشر فيها الوباء، دعا الدكتور صبري إلى الامتثال بتوصيات معينة على رأسها عدم ملامسة الحيوانات الحية أو الميتة في البلدان الأخرى، وعند وصولهم إلى الجزائر مع تجنب الاتصال بالآخرين أثناء فترة العزل وكذا ارتداء الكمادات، كما حذر المصدر نفسه من الذهاب لمصلحة الاستعجالات عند ظهور أعراض الحمى الشديدة والسعال والتعب، وطالب في هذا الشأن بالاتصال بالحماية المدينة أو مديرية الصحة، وفيما يتعلق باستخدام الكمامة، ذكر المتحدث، أنّ الكمامات ليست ملزمة للجميع ولكن فقط للذين يعانون من حمى شديدة، أمّا عن الطريقة الصحيحة لاستخدامها فتمثل في وضع الشريط المعدني فوق الأنف شرط أن تكون الجهة الملونة من الخارج والبيضاء من الداخل مع إنزال الجزء السفلي لتغطية الفم والذقن وبعدها يتم وضعها في الأذن، وكما أكّد الدكتور صبري يتم رميها بعد استخدامها لمدة من 3 إلى 4 ساعات كأقصى تقدير.

وفي سياق آخر حول ما إذا كان الفيروس خلال فترة الحجر الصحي المقدرة بـ14 يوم معديا، صرّح المصدر السابق، بأنّ فترة العدوى تختلف حسب كمية الفيروس الموجودة في الجسم، مضيفا أن الدراسات لم تؤكد بعد إن كان معديا خلال فترة الحضانة أم لا.