لا انتخابات دون إشراكنا في الحوار

لا انتخابات دون إشراكنا في الحوار - الجزائر

الطلبة غيروا وجهة المسيرة نحو مقر البرلمان
تحت شعار “لا انتخابات دون إشراكنا في الحوار”، واصل الطلبة مسيرتهم للأسبوع الـ28، دعما للحراك الشعبي ومطالبه السياسية المتعلقة برحيل رموز الفساد وما سمي شعبيا بـ”العصابة” مع التأكيد على ضرورة التعجيل في حل الأزمة والاستجابة لمطالب الشعب، مجندين أنفسهم لمواصلة النضال لغاية سقوط النظام وإشراكهم في الحوار باعتبارهم حجر زاوية الحراك الشعبي، إلى جانب مواصلة القضاء محاسبة رؤوس الفساد وناهبي المال العام.

ككل يوم ثلاثاء، بدأ تجمع الطلبة في حدود الساعة العاشرة صباحا بساحة الشهداء، قادمين من مختلف أحياء الجزائر العاصمة وما جاورها، ليلتحق بهم عدد كبير من المواطنين الداعمين لمسار وحراك الطلبة، حيث أعلن الجامعيون بافتتاح نقاشهم المعهود والمتعلق بالأوضاع السياسية الراهنة للبلد، خاصة وأن الكثيرين يعتبرون الحراك الشعبي في منعرجه الأكثر أهمية، كما تطرق المحتجون لمختلف الصعوبات التي تعرقل مسار الحراك إجمالا والحراك الطلابي خصوصا، مناقشين مختلف التقييمات الإيجابية والسلبية، لتفادي أي انزلاق بعيدا عن مطالب الحراك، مع التركيز على عدم المساس بالثوابت الوطنية والتمسك بخدمة الحراك بعيدا عن أي اختراقات ومحاولات استغلال الطلبة من طرف بعض الأطراف والجهات، باعتباره “شريان الانتفاضة الشعبية”.

وفي حدود الساعة العاشرة و34 دقيقة قرر المحتجون السير نحو قلب العاصمة وبالضبط إلى البريد المركزي وساحة موريس أودان مرورا بالجامعة المركزية، وسط إجراءات أمنية مشددة تخللها الانتشار الكثيف لعناصر الأمن بالزي المدني والرسمي، وكالعادة لم تفوت النخبة فرصة الاحتجاج قرب مقر هيئة الحوار والوساطة بشارع العربي بن مهيدي، إذ بمجرد اقترابهم صدحت حناجرهم بصوت واحد “ما كاش الفوط يا صحاب الكسكروط”.. “كريم يونس ما يمثلناش”، وبالمقابل تميزت مسيرة أمس بتغير المسار المعتاد للطلبة، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام المجلس الشعبي الوطني، الذي قرر استئناف أشغاله أمس الثلاثاء، مرددين شعار “ماكانش الانتخابات يالعصابات”، “النواب إلى المزبلةّ”.

ومن أهم الشعارات التي رفعها الطلبة في مسيرتهم الـ 28″الحرية للطلبة الأحرار.. الحرية للشعب العظيم.. الحرية للجزائر الحبيبة.. الله يحفظك يا بلادنا”.. وكذا “السلطة والشرعية للشعب” و”الجيش جيشنا والشرطة والدرك إخواننا.. ترحلوا قاع ونقطة إلى الصفر”، فيما رفع أحد المواطنين الذي شارك في مسيرة الطلبة لافتة كتب عليها “هذا جزء من خطاب قايد صالح.. الشعب وحده من يختار بكل حرية وشفافية، الرئيس القادم ولا يحتاج لأية وصاية مهما كانت، لا يحتاج لمن يملأ عليه ما يجب فعله”، فيما رفع آخر يافطة كبيرة مكتوبة بالبنط العريض عبارات “المجد والخلود لشهدائنا الأبرار”.

وبالمقابل، جدد المتظاهرون في المسيرة مطالبهم المرفوعة منذ بداية الحراك الشعبي والمتمثلة في تطبيق المادتين 7 و8، حيث أكدوا أنه “انطلاقا من أن الشعب هو مصدر السلطة وحاميها طبقا للمواد 7 ـ 8 من الدستور ينتخب من يشاء ويعزل من يشاء وأن إرادة الشعوب تعلو ولا يعلى عليها، وفق آليات متعارف عليها لدى فقهاء القانون الدستوري”، مؤكدين أن الشعب الجزائري مازال في منتصف الطريق ويجب أن يشمر على سواعده وينظم نفسه لتحقيق مكاسب أخرى والذهاب إلى مرحلة أخرى تكون مبنية على المطالب الشعبية التي تجمع الجزائريين، من خلال الشعارات التي رفعوها على غرار “التتويج الحقيقي للشعب الجزائري، هو حين ينتخب رئيس مدني شعبي كفء بآلية انتخابية نزيهة”.