لاعبون جزائريون صاروا مثل “الحراقة” في الدوريات الأجنبية - الجزائر

لاعبون جزائريون صاروا مثل “الحراقة” في الدوريات الأجنبية

حمزاوي ينشط في إيران وحدوش في القسم الثاني السعودي
العدد الكبير جدا للاعبين الجزائريين، الذين تنقلوا جماعات إلى الدوري التونسي ودوري المملكة العربية السعودية ولا يهم أي فريق ينشطون فيه، صار يعطي الانطباع بأن أي لاعب جزائري ما عاد همّه اللعب مع كبار الجزائر، وخاصة الفرق التي لها إنجازات كبيرة مثل شبيبة القبائل ووفاق سطيف، وإنما هدفه الأول هو الهجرة إلى الخارج ولا نقول الاحتراف في الخارج.

وقد أطلّ علينا الميركاتو الشتوي بأخبار غريبة عن تنقلات للاعبين إلى فرق لا أحد فهم كيف حدثت وكان آخرها تنقل اللاعب زكريا حدوش إلى فريق الخليج السعودي الذي يتواجد في القسم الثاني في البطولة السعودية وفي المركز ما قبل الأخير، أي إن حدوش الذي قال في عدة مناسبات بأن حلمه وهدفه هو اللعب في المنتخب الوطني واللعب تحت قيادة جمال بلماضي، بالإمكان أن يلعب في الدرجة الثالثة السعودية في حال سقوط ناديه الخليج السعودي، أما اللاعب حمزاوي الذي سبق له أن لعب لمنتخب الآمال وسبق له اللعب في فريق متواضع جدا في الدوري البرتغالي الممتاز وسجل مرة ثلاثية في مباراة واحدة، فقد انتقل إلى دوري غريب عن اللاعبين الجزائريين وهو الدوري الإيراني، ولم يلعب مع أندية إيران القوية مثل الاستقلال الذي يشارك في رابطة أبطال آسيا باستمرار وإنما انضم إلى فريق يدعى تراكتور الإيراني في ضاحية العاصمة طهران.

إذا كان الشائع لدى عامة الناس هو أن الجزائريين متواجدون في كل القارات وفي كل بلاد العالم، فإنه إن تواصل النزيف الكروي على هذا الشكل فسنجد اللاعبين الجزائريين في كل الدوريات وفي كل الأندية بما فيها المنتمية إلى فرق الدرجات السفلى من الثالثة إلى الرابعة وهو أمر يشبه الحرقة إلى الخارج والبحث عن أوراق إقامة في أي دولة ولا يهم إن كانت أوروبية أو غير أوروبية.

واضح بأن الجانب المالي هو الذي دفع الجزائريين إلى البحث عن أندية تمنحهم أموالا أكثر مما تمنحهم الفرق الجزائرية، لأن البعض ممن صاروا يتنقلون إلى تونس يقولون بأن هدفهم هو جعل دوري هذا البلد محطة إلى أوربا أو من أجل لفت انتباه المدرب جمال بلماضي الذي أشرك في كأس أمم إفريقيا في مصر اللاعب بلايلي كأساسي عندما كان ينشط مع الترج التونسي، لكن من غير المعقول أن يلتفت مدرب الخضر إلى لاعبين في الدرجة الثانية السعودية أو في الدوري الإيراني، وحتى بعض اللاعبين الذين انتقلوا من الدوري الجزائري ممن ظن كثيرون بأنهم مستقبل الكرة الجزائرية، مرت الآن السنوات وبقوا في دوريات وفي فرق ضعيفة وحالهم لا يختلف عن بقية الحراقة ومنهم أيوب عبد اللاوي الذي ما زال ينشط مع سيون السويسري مع فريق متواضع ودوري متوسط ولا تأثير له في أروبا، كما أن بقاء أسامة درفلو في هولندا مع فريق يتواجد في المركز ما قبل الأخير يوحي بأن هداف اتحاد العاصمة سابقا لا هدف له مع الخضر، وإنما الهجرة إلى هولندا فقط.

إلى زمن قريب كانت فرنسا بكل أقسامها هي الهدف الأول للعديد من نجوم الكرة الجزائرية، فعندما تنقل صالح عصاد إلى الاحتراف، اختار ميلوز في الدرجة الثانية الفرنسية واختار تاج بن ساولة لوهافر في الدرجة الثانية الفرنسة أيضا، واختار محمود قندوز مارتيغ في الدرجة الثانية الفرنسية، وحتى الأسطورة رابح ماجر دخل فرنسا من باب فريق راسينغ كلوب باريس المنتمي للدرجة الثانية الفرنسية، ولم ينجح سوى ماجر في القفز إلى فريق أوروبي محترم هو بورتو، كما لعب عصاد نصف موسم مع باريس سان جيرمان، أما البقية فعاشوا في دوري الدرجة الثانية من دون أن يسجلوا أي تطور يذكر، وعادوا جميعا إلى الجزائر في سن الاعتزال ببطاقات إقامة في فرنسا ولم ينعم سوى ماجر وعصاد بلعب المنافسة الأوربية.

وانتقل هوس الهجرة الآن، وليس الاحتراف في الخارج إلى كل الفئات حيث لم يعد في بال اللاعبين الجزائريين المحليين، وعددهم كبير جدا سوى التواجد في دوريات أوروبية، وبدأ البعض في التفكير في اللعب في دوريات مجهرية مثل فنلندا وقبرص ومالطا وحتى خارج القارة العجوز في إيران وفي جنوب إفريقيا والغابون بحثا عن الأموال، مما يعني أن البقرة الحلوب التي جفت أضلاعها، قد تمنحنا مئات الحراقة من لاعبي الكرة في دول لا تخطر على بال أحد.

اقرأ المزيد