كوفيد-19: سطيف بين غياب الوعي و القلق بعد تزايد حالات الاصابة - الجزائر

كوفيد-19: سطيف بين غياب الوعي و القلق بعد تزايد حالات الاصابة

سطيف – يسجل تناقض بين عدم وعي بعض مواطني سطيف أمام التزايد المقلق لعدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا مقابل قلق عدد كبير لدى غيرهم من سكان الولاية الذين يجدون أنفسهم عاجزين أمام لامبالاة و تقصير الأولين و كأنهم غير معنيين بالأمر.

و في هذا السياق, قال الشريف, سائق سيارة أجرة في الخمسينيات من العمر: ” ماذا يمكن أن يفعل القناع الواقي إذا تم وضعه تحت الذقن” ثم أضاف و علامات التذمر بادية على ملامح وجهه “لقد حرصت أنا على احترام تعليمات السلطات من خلال تطهير سيارتي وتركيب ستار لعزل الزبون لكن هناك أشخاصا لا يتوقفون عن لمس قناعهم الواقي ليضعوا بعدها أيديهم على المقعد”، مشيرا في ذلك  إلى بعض الزبائن  الذين “لا يتحلون بروح المسؤولية و لا يتقبلون أدنى ملاحظة توجه لهم”.

ويكشف هذا الحوار مع سائق سيارة الأجرة الفرق الكبير بين أولئك الذين يحرصون على المساهمة بفعالية في وضع حد للفيروس والبعض الآخر الذين لا يعيرون أهمية لتدابير بسيطة موجهة أساسا لحماية أنفسهم و أقاربهم.

يذكر على سبيل المثال أن في يوم 19 يونيو أعلنت اللجنة العلمية لرصد تطور وباء الفيروس التاجي عن تسجيل 119 حالة مؤكدة جديدة بكوفيد-19 في الجزائر من بينها 25  في سطيف أي ما يمثل ما يقرب من ربع عدد هذه الحالات.

فالأطباء بسطيف يؤكدون و يكررون كل يوم عبر شبكات التواصل الاجتماعي و عبر موجات الإذاعة أن “عدم الانضباط والإهمال و التراخي في تنفيذ تدابير الوقاية هي السبب في نسبة 90 ? من زيادة حالات الإصابات بالولاية”.

و يشير الأخصائي في الطب الداخلي, الدكتور كمال بودوخة, إلى أنه “يتعين الاعتراف بحقيقة مفادها أن الأرقام ترتفع بشكل كبير في كل مرة تقوم فيها السلطات بتخفيف الإجراءات و التدابير”.

و أضاف: “لقد تم التحقق من ذلك قبل أيام قليلة من شهر رمضان عندما سمح لبعض التجار بإعادة الفتح وما زال ذلك مؤكدا اليوم”.

يذكر أيضا أن والي سطيف قد قرر وفقا لمعطيات الوضع الوبائي إغلاق العديد من المحلات التجارية وعدد من الأسواق التي لا تلتزم بتطبيق التوجيهات الصادرة عن السلطات الصحية و هي إجراءات اعتبرها العديد من  سكان سطيف مفيدة” لكنها “غير كافية” أمام عدم انضباط جزء كبير من المواطنين على حد تعبير آخرين.

عبلة ج, الموظفة ببريد الجزائر, صرحت في هذا السياق أنها لا تفهم أن الناس يواصلون “التجمع” هنا وهناك عبر المدينة دون أدنى احترام لقواعد التباعد الجسدي و الكمامة موضوعة أسفل الفم”.

و فيما يتعلق بالوقاية من الفيروس التاجي ومكافحته، فيجب على السلطات حسب المتحدثة “أن تمر إلى السرعة القصوى” و أن تبدي “مزيدا من الصلابة ” أمام أي تراخ و مخالفات.

وتساءلت هذه السيدة وهي مستاءة باستغراب عن “تفسير العدد الكبير لمواكب الزفاف التي تتكون من سيارات مملوءة بالركاب و هي تجوب شوارع المدينة على وقع أصوات المنبهات” معلقة أن ذلك “هو دليل آخر على عدم الشعور بالمسؤولية”.

ومع ذلك فإن الصورة ليست كلها قاتمة بهذه الولاية، بحيث أن إجراءات التباعد التي تم اتخاذها على متن ترامواي سطيف الذي عاد إلى الخدمة منذ يوم الخميس الماضي، والتدابير التي اتخذها العديد من التجار الذين يفعلون كل شيء من أجل فرض قواعد الحذر و الحيطة كما أن الترتيبات التي تتم في سيارات الأجرة وحافلات النقل الحضري وكذلك ارتداء الأقنعة من قبل معظم المواطنين تعد كلها دليل على وجود وعي واضح مرشح لأن يعمم و يؤدي إلى فرض احترام أكثر صرامة من قبل جميع المتعاملين والتجار والزبائن و المستعملين لبروتوكولات الوقاية الصحية الخاصة بكل نشاط.

اقرأ المزيد