الجزائر – أعتبر وزير الأشغال العمومية و النقل، مصطفى كورابة، اليوم الثلاثاء بالجزائر، أن احتياجات التنمية الوطنية والإقتصادية تفرض دراسة الخيار التقني لاستعمال الإسمنت في انجاز و صيانة الطرقات.
و قال الوزير خلال يوم دراسي حول “انجاز الطرقات بخرسانة اسمنتية” نظمه الإتحاد الوطني للمقاولين العموميين، انه “لا وجود لطرق ابدية مهما كانت طريقة بنائها” لكن “هناك طرق أكثر ديمومة من أخرى بالنظر إلى التقنيات والمعايير التي أنجزت بها و كذا صيانتها”.
وفي هذا الصدد، أكد السيد كورابة انه أصبح من الواجب التفكير في استعمال تقنيات جديدة للإنجاز كاستخدام الإسمنت في بناء و معالجة مواد الطرق و الذي قد يكون حلا مناسبا لا سيما لإشكالية الاهتراء المبكر للطرقات، الناجم بالخصوص، حسب قوله، عن “عدم احترام الحمولة المسموح بها من طرف شاحنات الوزن الثقيل و كذا طبيعة المناخ في جنوب البلاد.
وقال الوزير، أن زيادة حظيرة المركبات الوطنية و الاحتياجات المتزايدة للتنمية الاجتماعية و الاقتصادية للبلاد و محدودية الميزانيات، “تفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، دراسة و بكل موضوعية الخيار التقني لاستعمال الإسمنت في انجاز الطرق وكذا المدارج المطارية، كطريقة مكملة للتقنية الكلاسيكية المعتمدة على الخرسانة الإسفلتية”.
كما أكد السيد كورابة، أن المعارف التقنية و الخبرات التي يتوفر عليها الحاضرون في اللقاء ستمكن من الوصول الى إجابات علمية، تستند إلى التجارب التي عاشتها بعض الدول في استخدام الإسمنت في تشييد الطرقات.
ودعا الوزير بالمناسبة، إلى مناقشة مختلف المبررات المتعلقة بالديمومة و الصيانة و المبررات الاقتصادية و تلك المرتبطة براحة و سلامة المستعملين، و هذا لمساعدة أصحاب القرار على الإعتماد على الخيارات اللازمة في مجال استخدام هذه التقنية.
كما أكد الوزير، أن قطاعه يولي اهتماما هاما لنتائج اليوم الدراسي حول “انجاز الطرقات بخرسانة اسمنتية” و الذي “سيسعى لاستغلالها و تنفيذها في الميدان بالنسيق مع مختلف الجهات المعنية”.
وقال السيد كورابة ان موضوع اللقاء هو في صميم اهتمامات قطاع الأشغال العمومية و النقل، الذي يعمل على تنويع تقنيات بناء المنشآت خاصة منها الطرق و هو كذلك انشغال مشترك مع قطاع الصناعة و المناجم، الذي استطاع بفضل الجهود المبذولة أن يوفر إنتاجا كبيرا من الاسمنت عبر مختلف مناطق الوطن و الذي يجب تسويقه داخل و خارج الوطن.
وأضاف الوزير ان اللقاء يسمح بجمع مختلف الجهات المعنية و المتدخلين المهتمين بموضوعه مما سيتيح “بدون شك” فرصة مناقشة مختلف جوانبه و تبادل و تقاسم المعارف و الخبرات المكتسبة من مختلف الأطراف في هذا المجال.
من جهة أخرى، ذكر السيد كورابة ان الجزائر عرفت في إطار المخططات التنموية المختلفة إطلاق ورشات و برامج تنموية في العديد من الميادين، و بالخصوص المنشآت الطرقية و الطرق السيارة، منها انجاز الطريق السيار شرق-غرب على امتداد 1.200 كم وطرق جديدة بطول 25.000 كم و كذا بناء 6.000 منشآة فنية و العشرات من الانفاق بالطرق السريعة و الطرق السيارة.
كما أشار الى انه زيادة على هذه الإنجازات، يوجد برنامج تنمية “هام” يوجد حاليا قيد الإنجاز يتضمن خاصة منافذ للطرق السيارة و إلى جانب الطرق الجديدة التي من شأنه تكثيف المنشآت الوطنية.
وفي هذا الصدد، اكد الوزير ان الجهود التي بدلتها الدولة سمحت بتوسيع طول شبكة الطرقات من 104.000 كلم الى 129.000 كم، مشيرا إلى أن هذا العدد سينتقل الى 132.000 كم بعد الانتهاء من البرنامج قيد الإنجاز.
وفي هذا السياق، أضاف الوزير ان الشبكة الطرقية لم تعرف زيادة في طولها فحسب، بل أيضا زيادة في قدرة استيعابها، من خلال مختلف اشغال العصرنة و الازدواجية و انجاز لطرقات ومنفذ جديدة لربطها بالطرق السيارة، بغية التكفل بكثافة حركة المرور المتزايدة.
وأشار السيد كورابة الى ان هذه الشبكة من الطرق السريعة و الذي يشكل الطريق السيار شرق-غرب عمودها الفقري، متكونة من طرق مزدوجة، بطول يقارب 6.000 كم و سيصل الى 7.000 كم بعد الانتهاء من البرنامج الذي هو حاليا في طور الإنجاز.
يذكر ان اللقاء الذي نظم تحت رعاية الوزير الأول، نور الدين بدوي، و بإشراف وزارة الاشغال العمومية و النقل و وزارة الصناعة و المناجم، حضره ممثلون عن مختلف الهيئات و المؤسسات العمومية ذات الصلة، و عن المؤسسات المنتجة الإسمنت العمومية والخاصة.
برج بوعريريج: الشروع في انجاز ازدواجية الطرقات.. خطوة للتقليل من حوادث المرور