فتح وصول البرلماني سليمان شنين إلى رئاسة المجلس الشعبي الوطني أمس بدعم من أحزاب الموالاة على رأسهم جبهة التحرير الوطني الذي إنفرد برئاسة الهيئة التشريعية وضاع منه مرة واحدة لصالح التجمع الوطني الديمقراطي سنة 1997 لما تولاه رئيس الدولة الحالي عبد القادر بن صالح.
ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء كانت عاصفة في تاريخ شنين جعلته يغادر بيته في باب الزوار على عجل ويلتقي بقيادات حركته لبحث مستجد يتعلق بترشيحه للمنصب، ويُبقي خط الهاتف مفتوحا مع زميله في الكتلة لخضر بن خلاف الذي يكون مهندس “رئاسة الأقلية لبرلمان الأغلبية” من خلال رفضه إقتراح ترشحه لمنصب رئاسة الغرفة السفلى وتفضيله لتقديم شنين.
رئيس مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية كان في الخط الآخر يحاول إفتكاك دعم حزب جبهة التحرير الوطني عن طريق التواصل مع أمينه العام محمد جميعي الذي كان مصرا على تمسك حزبه برئاسة المجلس الشعبي الوطني الذي يملك فيه الأغلبية، وهو الرأي الذي استقر عليه صباح الثلاثاء بعد دخوله لمكتبه في المقر المركزي للحزب بحيدرة.
بالمقابل في مبنى زيغود يوسف وعلى العاشرة صباحا بدأ توافد النواب ومعه توالت الترشيحات للجلوس على كرسي معاذ بوشارب الذي غادره يوم 2 جويلية الجاري، مرشح التجمع الوطني الديمقراطي، عثمان سيدي لخضر، في مكتب كتلة حزبه للتشاور، نور الدين بلمداح المرشح الحر يوزع التصريحات للصحافة، ونقاش حاد بين مصطفى بوعلاق وعبد الحميد سي عفيف بخصوص مرشح الأفلان بعد تأكدهم من تراجع جميعي عن الترشح للمنصب.
العاشرة والنصف صباحا، كتلة الإتحاد من أجل النضهة والعدالة والبناء توزع بيانا تعلن فيه ترشيح النائب سليمان شنين لخلافة بوشارب، بدأ الخبر على أنه إنخراط من الكتلة الأصغر في سباق الترشيحات لا أكثر، ومع مرور الدقائق والساعات إتضح أن الأمر أكبر من إعلان الترشح وأن “طبخة” ما تم إعدادها مع توالي إعلان الإنسحابات.
لخضر بن خلاف الذي وزع وقته بين الحديث في الهاتف وزيارة مكاتب الكتل البرلمانية يصرح للصحافة بأن “المعارضة من حقها رئاسة المجلس”، لتكون أول إشارة لتغير موازين القوى إعلان رئيس كتلة الأرندي فؤاد بن مرابط بعد منتصف النهار سحب ترشيح عثمان سيدي لخضر ودعم شنين، في ذلك الوقت كانت الكتل البرلمانية للجبهة للحركة الشعبية الجزالئرية وتجمع أمل الجزائر والمستقبل مجتمعين ليخرج رئيس كتلة الأمبيا بربارة الشيخ ويؤكد دعم سليمان شنين.
الواحدة زوالا، الأمين العام للأفلان يصل إلى مبنى زيغود يوسف ويجتمع مع رئيس الكتلة وبعض القيادات البارزة ويستمع لآرائهم، رئيس الكتلة يبلغه بمواقف الكتل الأخرى التي أعلنت مساندة شنين ويبلغه أيضا رفض عدد كبير من نواب الحزب التخلي عن منصب رئاسة المجلس لأي حزب آخر، جميعي يقرر الإلتحاق بأحد القاعات التي تجمع فيها نواب الأفلان ويستمع لهم بماشرة، بروز إقتراح بعودة سعيد بوحجة لمنصبه والعودة لـ “الشرعية”، جميعي من خلال معطيات يكون قد حازها وإتصالات أجراها يخاطب نواب الكتلة ” لن نتنازل لشخص أو حزب سنتنازل للشعب والجزائر، الشعب أوصلنا لهذا المنصب وسيعيدنا إن أراد، لا أريد أن يكون حزبنا طرفا في الأزمة، لقد قلت لكم عندما توليت منصبي إن التعنت لن يوصلنا لشيء”، بعد نقاش طويل جميعي يفتك موافقة غالبية النواب لدعم شنين وبعدها يطلب من أحد النواب دعوة رئيس الكتلة البرلمانية للإتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء للقاعة أراد من خلالها الأمين العام للأفلان التأكيد أن “الحزب العتيد هو الأغلبية وهو من سينصب رئيس المجلس”، دخل شنين وأخذ مكانه في المنصة وخاطب نواب الافلان “استقرار الجزائر مرتبط باستقرار الأفلان، وأدعوكم للتعاون وتزكيتي في المنصب”، كما أعطى ضمانات غير مباشرة لنواب الأغلبية لعدم الدخول في مواجهة معهم خصوصا في الهياكل والمحافظة على الوضع داخل الغرفة التشريعية.
يخرج الأمين العام للأفلان ويعلن للصحافة على الساعة السادسة ونصف مساء دعم الكتلة البرلمانية لشنين بمبرر ” الحفاظ على استقرار المؤسسة التشرعية” ويندد بالمتمردين في إشارة إلى مصطفى بوعلاق الذي تمسك بترشحه إلى آخر لحظة قبل أن ينسحب قبل الدخول لقاعة الجلسات حوالي الثامنة مساء.
الثامنة مساء دخول النواب للقاعة وبداية الجلسة ثم المصادقة على تقرير اللجنة القانونية والإدارية والحريات لشغور منصب رئاسة المجلس الشعبي الوطني، وتوالي كلمات رؤساء الكتل والنواب المزكية لترشح سليمان شنين، ثم رفع الأيدي وتزكيته بالإجماع رئيسا برتبة 11 للغرفة التشريعية ويصعد شنين ليجلس على الكرسي الذي أسال لعاب عشرات النواب.
المهندس المعماري رضوان بن مبارك …"القصر العتيق بولاية ورقلة.. حضارة وتاريخ"