كمال بلطرش وماريا إيلتسوفا في معرض فني مشترك بالجزائر العاصمة

الجزائر- يعرض الثنائي التشكيلي كمال بلطرش وماريا إيلتسوفا أعمالهما الفنية بالجزائر العاصمة حيث تتقاطع نظرتهما لتفاصيل الحياة الملتقطة عبر مختلف مناطق الجزائر التي ألهمتهما في هذه المجموعة الهادئة والعميقة.

ويحتضن رواق محمد راسم هذا المعرض التشكيلي إلى غاية الثالث يوليو المقبل, حيث علقت 100 لوحة فنية بين تشكيلية وفوتوغرافية تحاكي روح المدن التي زارها الفنانان وتستعيد مشاهد الحياة اليومية والاحتفالات الجميلة عبر مختلف المناطق بما فيها الصحراء التي منحتهما فرصة التأمل في جمال الطبيعة والعمران وكذا اللباس والحلي التقليدي.

ويكشف هذا المعرض عن خصوصية التجربة الفنية التي يقدمها التشكيليان بصفتهما زوجان في الحياة اليومية وأيضا شريكان في الشغف الفني والتخصص الأكاديمي فكلاهما متخرجان من أكاديمية الفنون الجميلة سوريكوف بموسكو بروسيا حيث تخصص كمال بلطرش عند عودته إلى الجزائر في السينوغرافيا واشتغل على الجانب الجمالي للصورة السينمائية فيما واصلت عقيلته تأملاته الإبداعية بنزعة رومنسية ظهرت جليا في لوحاتها البديعة.

وعلى وقع حركة سفن الصيد وأمواج البحر المسالمة, التقطت عدسة كمال بلطرش عدة صور من ميناء الجزائر العاصمة واستغل مميزات ذلك المكان ليستوقف لحظات بعينها تليق بمشاهد عمل سينمائي ويمكن أن يثير اهتمام أي مخرج لاختيار تلك الزوايا ضمن خياراته الفنية و التقنية.

وعرض بلطرش مجموعة أخرى من لوحاته التي رسمها أثناء داء كورونا والتي عبر فيها عن شعور القلق والعزلة والألم الذي أصابه كغيره من الجزائريين, وكيف أن الرسم أنقذه من التشاؤم وخلصه من الموجات السلبية التي ظهرت في شكل دوامة من الأشياء الحادة أحاطت بأجساد متجردة من القوة ومن الحماية وسرعان ما تغير مزاج لوحاته في الجزء الثالث من أعماله حيث بدت تأملاته للأمكنة والحياة أكثر هدوء   وراحة و انسجاما من خلال ألوان زيتية باردة توحي بالربيع وأجواء الصيف وأماسي اللقاء والود.

وعلى الطرف الآخر من قاعة العرض, تصدرت لوحات ماريا إيلتسوفا بنزعتها الرومانسية وكأنها جزء من ألبوم باروكي جميل حيث تتشكل تفصيلات معمارية دقيقة لمدينة الجزائر في جزئيها القديم والحديث فأزهرت مربعات الزليج وتصاعدت على أعمدة الأبواب و أقواس منابع الماء العتيقة بالقصبة, وعلى درابيز الدويرات وسطوحها حيث البحر من بعيد يلوح مطمئنا في حوضه.

وقد ظهر جليا التزام إيلتسوفا بالمدرسة الكلاسيكية فنجد لوحات من الطبيعة الميتة وأخرى انطباعية تحاكي أمكنة مشهورة مثل بائع الورد بالبريد المركزي أو أزقة القصبة أو جسور قسنطينة المعلقة أو سوق تمنراست أو زقاق غرداية وبين كل تلك الدروب أطياف نسائية تمر باستحياء في ردائها الأصيل سواء حايك أو ملحفة أو رداء مطرز أو غطاء رأس بالفتول أو جبة قبائلية بألوان الشمس والربيع.