كلية الآداب والفنون لجامعة وهران 1: تسمية قاعة المحاضرات بإسم الراحل عبد الملك مرتاض

كلية الآداب والفنون لجامعة وهران 1: تسمية قاعة المحاضرات بإسم الراحل عبد الملك مرتاض

وهران – سميت يوم الخميس قاعة المحاضرات بكلية الآداب و الفنون لجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” بإسم الأكاديمي والناقد اللغوي الأستاذ الراحل عبد الملك مرتاض الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي.

و قد أشرف مدير جامعة وهران 1 , أمين عبد المالك, وعميد كلية الآداب والفنون, محمد عرابي, على مراسم التسمية عرفانا لما قدمه الفقيد للغة والأدب العربي في الجزائر, بحضور أبناء الراحل و جمع غفير من أصدقائه و تلامذته و طلبة الأدب العربي.

و أكد مدير جامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” خلال تأبينية للراحل أن “هذه الالتفاتة التي تعد تكريما لفارس اللغة العربية لن تكون الأولى وستتبعها خطوات أخرى من أجل إيفاء هذا الناقد اللغوي الكبير حقه من التكريم والإعتراف”.

و خلال هذا اللقاء التأبيني للفقيد, ذكر نفس المسؤول أنه كان “أحد أعمدة اللغة العربية في الجزائر ومربي الأجيال و هو قامة أدبية وثقافية كبيرة جدا، فهو واحد من أهم آباء الأدب الجزائري الحديث الذين بفضلهم تأسس وجود هذا الأدب، فتجلى في كتاباتهم ودراساتهم”.

و من جانبه, ذكر عميد كلية الآداب و الفنون بجامعة وهران 1 أن “العلامة عبد الملك مرتاض عرف بتواضعه وكرم أخلاقه وحسن معاشرته ما جعله مقصد محبي اللغة العربية من كافة أنحاء الجزائر و الوطن العربي كونه لم يبخل طوال حياته بأي مقدار من علمه”.

و أشار السيد عرابي الى أن “الأستاذ مرتاض رحل جسدا وبقي أثرا وفكرا وأدبا ومسيرته تشع بأسمى أنواع القيم وكان منفتحا على عديد الحقول المعرفية”. “فهو, كما أضاف, نموذج المثقف الجزائري الأكاديمي الذي حظي باعتراف كل النقاد والمثقفين الجزائريين والعرب بل تفوق على الكثير منهم بعلمه الغزير، وامتلاكه ناصية اللغة العربية وهضمه لكل آثار الأولين من تراث العرب شعرا ونثرا، إضافة إلى إحاطته التامة بكل المدارس النقدية”.

أما أصدقاء الفقيد فقد أبرزوا خصاله ومساهمته في خدمة لغة الضاد وتكريسها في الجامعات الجزائرية. فقد وهب -حسب صديقه الأستاذ بوغربة الشيخ – حياته لخدمة لغة القرآن وكون أجيالا من أساتذة الجامعة والباحثين والكتاب إما على نحو مباشر، وإما من خلال مؤلفاته الغزيرة كما ساهم في فتح عديد أقسام اللغة والأدب العربي بجامعات الوطن”.

و من جانبه, ثمن ابن الراحل, الدكتور هشام مرتاض, هذه المبادرة التي لمس فيها حب الناس لوالده, معرجا على الحياة العائلية للفقيد الذي حرص على تنشئة أبنائه على التمكن من أسرار اللغة العربية.

و يعتبر عبد الملك مرتاض, وهو من مواليد سنة 1935 بتلمسان, من أهم الباحثين الجزائريين والعرب في مجالات دراسة اللغة العربية والنقد الأدبي والفكري المتصل بها, إذ في رصيده عشرات المؤلفات التي أثرى بها المكتبة الجزائرية والعربية منذ ستينيات القرن الماضي.

و قد عين أستاذا للأدب العربي بجامعة وهران في 1970 بعد تحصله على شهادة الدكتوراه في الآداب من جامعة الجزائر. وفي 1983 عين مديرا للثقافة والإعلام بولاية وهران, كما حاز في نفس العام شهادة الدكتوراه في الأدب من جامعة السوربون بباريس (فرنسا).

و قد ترأس عدة مجلات أكاديمية وأدبية, كما كان عضوا باتحاد الكتاب الجزائريين, وفي العديد من الهيئات الاستشارية العربية على غرار الهيئة الاستشارية لمجلة “كتابات معاصرة” ببيروت بلبنان (1988), والهيئة الاستشارية لمجلة “أصوات” بصنعاء باليمن في 1993, والهيئة الاستشارية لمؤسسة “البابطين للإبداع الشعري” بالكويت في 1997.

و حاز الفقيد في 1987 على شهادة تقدير من رئيس الجمهورية, وفي 1998 عين عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى, وفي 1999 عين عضوا في المجمع الثقافي العربي بيروت بلبنان, وفي 1998 عين رئيسا للمجلس الأعلى للغة العربية, وفي 2022 رئيسا للمجلس لوطني للفنون والآداب.

كما نال عضوية العديد من المجالس واللجان على غرار المجلس العلمي للمركز الوطني للأبحاث التاريخية والحركة الوطنية والمجلس العلمي لأكاديمية جامعات الغرب الجزائري واللجنة والوطنية لإصلاح التعليم العالي. وكان أيضا عضوا في لجنة تحكيم مسابقة “أمير الشعراء” العربية بالإمارات العربية المتحدة.

للراحل عشرات المؤلفات الأكاديمية النقدية والفكرية على غرار “القصة في الأدب العربي القديم” و”نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر” و”فن المقامات في الأدب” و”العامية الجزائرية وصلتها بالفصحى” و”الألغاز الشعبية الجزائرية” و”الأمثال الشعبية الجزائرية” و”النص الأدبي من أين إلى أين” و”الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثر” و”معجم موسوعي لمصطلحات الثورة الجزائرية” و”فنون النثر الأدبي في الجزائر”.

اقرأ المزيد