قصر “تافيلالت” بغرداية: نموذج عالمي في العمارة المستدامة يفوز بجائزة دولية

قصر “تافيلالت” بغرداية: نموذج عالمي في العمارة المستدامة يفوز بجائزة دولية - الجزائر

تحصلت مؤسسة “أميدول” ببني يزقن، ولاية غرداية، على الميدالية البرونزية ضمن الجائزة الدولية للسكن بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة – سكن، عن مشروعها الرائد “قصر تافيلالت تجديت”. هذا المشروع المبتكر يجمع بين العمارة التقليدية والتنمية المستدامة، ما جعله نموذجًا يحتذى به عالميًا في مجال السكن الإيكولوجي.

مشروع يعكس عبقرية التصميم والتكيف مع البيئة

يتربع قصر “تافيلالت تجديت” على مساحة 22 هكتارًا، ويضم 1,050 وحدة سكنية شُيّدت على هضبة صخرية جنوب الجزائر، على بعد 600 كيلومتر عن العاصمة. المشروع صُمم وفق معايير معمارية محلية تأخذ بعين الاعتبار الظروف المناخية الصحراوية، مما يعكس مزجًا متقنًا بين تقنيات البناء التقليدية والحداثة العمرانية.

وفقًا للدكتور أحمد نوح، رئيس مؤسسة “أميدول”، فإن المشروع يسعى إلى تحقيق تناغم بين السكان والبيئة من خلال إشراك السكان في إدارة أحيائهم، مما يعزز شعورهم بالانتماء والملكية.

الاستدامة والبيئة في صلب المشروع

استطاع قصر “تافيلالت” مواجهة تحديات التغيرات المناخية بفضل تبني خصائص الفعالية الحيوية والمتانة البيئية. اعتمد المشروع على استخدام مواد محلية في البناء، تقنيات التبريد السلبي، وزراعة الأشجار لخلق بيئة مستدامة. كما يُعد المشروع مرجعًا للحفاظ على التراث المعماري المحلي المصنف تراثًا عالميًا من قِبل منظمة اليونسكو.

جوائز عالمية وإشادة دولية

لم يكن التتويج بالميدالية البرونزية الجائزة الأولى التي يحصدها مشروع “تافيلالت”. فقد حصل سابقًا على:

  • الجائزة الأولى للبيئة من جامعة الدول العربية (2014).
  • الجائزة الأولى للمدينة المستدامة بناءً على تصويت عالمي عبر الإنترنت (2016).
  • جائزة “إنرجي غلوب الدولية” (2020)، واحدة من أرقى الجوائز في مجال البيئة.
  • جائزة الطاقة العالمية (2023).

وجهة سياحية ومجتمعية مميزة

لم يقتصر دور قصر “تافيلالت” على كونه مشروعًا سكنيًا فحسب، بل أصبح وجهة سياحية جذابة في منطقة غرداية. يحتوي القصر على مساحات خضراء وحظيرة للحيوانات، مما يعزز من جاذبيته للسياح المحليين والدوليين. يضاف إلى ذلك القصر المجاور ببني يزقن والنظام التقليدي لتقسيم المياه، مما يُثري التجربة السياحية والثقافية.

رؤية للمستقبل

منذ انطلاق المشروع في عام 1997 وحتى تدشينه في 2006، يسعى قصر “تافيلالت تجديت” إلى ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة والحفاظ على التراث. يمثل هذا المشروع نموذجًا مبتكرًا يُظهر كيف يمكن للتصميم المعماري أن يخدم الإنسان والبيئة في آن واحد.

إن تتويج قصر “تافيلالت” بجوائز عالمية يعكس الجهود المبذولة لجعل غرداية واحة للابتكار المعماري والبيئي. يبقى هذا المشروع مصدر فخر وطني، ومرجعًا عالميًا في كيفية بناء مجتمعات مستدامة ومتكاملة مع الطبيعة.