قسنطينة: مرشحو البكالوريا في آخر مرحلة من التحضيرات قبل الموعد الحاسم

قسنطينة: مرشحو البكالوريا في آخر مرحلة من التحضيرات قبل الموعد الحاسم

قسنطينة – يلجأ عديد التلاميذ إلى حصص لا متناهية من دروس الدعم باهظة الثمن سعيا للفوز في امتحان شهادة البكالوريا التي تعد المنعرج الأخير في مرحلة التعليم الثانوي.

وتكثر “عروض” الدروس الخصوصية عبر شبكات التواصل الاجتماعي و الجرائد وغيرها … مستهدفة على وجه الخصوص تلاميذ الأقسام النهائية على اختلاف مستوياتهم لخوض هذه “المسابقة الكتابية الكبرى”.

فتلجأ فئة من التلاميذ ذوي المستوى العالي الى دروس الدعم من أجل ضمان النجاح ي هذا الامتحان بنتائج جيدة  تتيح للمترشحين إمكانية اختيار أفضل الاختصاصات الجامعية. أما الفئة الأخرى فتسعى الى تغطية بعض نقاط النقص لديها وبالتالي الظفر بهذه الشهادة مع الإشارة الى أن  الدروس الخصوصية أضحت ظاهرة ترسخت في سلوكيات المجتمع.

وفي هذا السياق، إلتقت “وأج” بالطالب رسيم،  واحد من أنجب تلاميذ بالقسم النهائي “شعبة رياضيات” والذي اعترف بأنه يتابع دروس الدعم من أجل “سد الثغرات الكثيرة التي تتراكم عليه في القسم كون الأساتذة يظلون في غالب الأحيان سطحيين في شروحهم ، سواء بسبب نقص الوقت أو لأسباب أخرى، تجبر التلاميذ على التوجه نحو دروس الدعم” .

وعند الاقتراب من واجهة أحد الأماكن المخصصة للدروس الخصوصية أعرب بعض الأولياء الذين كانوا يرافقون أبناءهم لأخذ دروس دعم عن انشغالاتهم بخصوص “فعالية هذه الدروس باهظة الثمن التي من المفروض أن تقدم في الثانويات “على حد تعبيرهم.

و حسب رأي السيد محمد متقاعد من الوظيف العمومي تشكل دروس الدعم “تجارة حقيقية ” كون التلاميذ الذين يجدون صعوبة في استيعاب دروسهم في المؤسسة يجدون أنفسهم مضطرين لأخذ دروس خصوصية لاسيما أولئك المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا.

وأشار ذات المتحدث الذي التقت به “وأج” بحي فيلالي بقسنطينة رفقة ابنته (17 سنة) التي تتابع دروس دعم في مادة الفلسفة الى موقف “بعض الأساتذة الذين يهددون التلاميذ بالإقصاء في حال الغياب لمرتين متتاليتين وذلك للضغط للتخلي عن ثانوياتهم”. قائلا ” إن دروس الدعم بالنسبة لابنتي تشكل ضرورة مطلقة لمراجعة شاملة لما تتلقاه داخل مؤسستها التعليمية “.

من جهته يرى السيد هشام لمشنق عضو المكتب الولائي و المجلس الوطني للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية “كنابيست” بأنه “يتعين على الأساتذة إنهاء البرنامج الذي يظل في جزئه الأكبر نظريا و خلال دروس الدعم يقوم التلاميذ بكثير من التمارين مما يحثهم على التخلي تدريجيا عن مؤسساتهم التعليمية”.


إقرأ أيضا: تسخير أزيد من 62 ألف شرطي لتأمين مراكز امتحانات نهاية السنة الدراسية


كما سلط ذات النقابي الضوء على “مسؤولية الأولياء و الأساتذة و لكن التلاميذ أيضا في تفاقم ظاهرة دروس الدعم” التي أضحت -حسبه-  “مشكلا” مبديا أسفه لانعكاسات الميزانية المرتفعة لدروس الدعم على الأولياء لاسيما عندما “يضاعف الأساتذة  من عدد الحصص و تقديم البرنامج البيداغوجي لشهر في مدة أسبوع”.

 

                         المراجعة الخاصة ب…50 ألف د.ج

 

وفي هذا الإطار، أوضح ل”وأج” الطالب إسلام في القسم النهائي الذي اعتاد على دفع مبلغ 8 آلاف د.ج خاصة ب4 حصص دعم في العلوم الطبيعية بمدة 3 ساعات و نصف لكل حصة  أنه يتحتم عليه الآن تسديد مبلغ  50 ألف د.ج بالنسبة لحصص “المراجعة الخاصة” و ذلك لفائدة فوج بأكثر من 40 تلميذ .

وأردف قائلا “توقفت عن الذهاب الى الثانوية منذ فبراير المنصرم و أتابع دروسا خصوصية في عدة مواد و في نهاية الشهر تكون الفاتورة جد مرتفعة لكن ليس لدي خيار  آخر كون الأمر يتعلق بحاجة حيوية من أجل التحكم بشكل جيد في الدروس من أجل النجاح في امتحان البكالوريا بمعدل  سيمكنني من الالتحاق بشعبة من اختياري” ، معربا عن أسفه في ذات السياق من “جشع بعض الأساتذة”.

وبدوره اعتبر السيد يوسف مريمش رئيس مصلحة المالية و الوسائل بمديرية التربية بقسنطينة أن “الأمر يتعلق قبل كل شيء بمسألة ضمير”، مفيدا بأنه يحدث في بعض الأحيان أن يقدم بعض الأساتذة دروس دعم “مجانا” داخل ذات المؤسسة لكن هذا الأمر يظل نادرا.


إقرأ أيضا: بكالوريا 2019: تسخير المكلفين باختيار وطبع مواضيع الامتحانات بداية من يوم السبت


واستنادا لذات المسؤول فإن “أبواب المؤسسات تظل مفتوحة أمام الأساتذة الذين يرغبون في تقديم دروس دعم لتلاميذهم خارج ساعات العمل حتى يوم الجمعة إن رغبوا في ذلك”.

وبعد أن وصف هذا النشاط الموازي ب”التجارة غير الشرعية” صرح نفس المصدر أنه يتعين على الأولياء من جانبهم  تحمل مسؤولياتهم و عدم تقبل أن يلجأ أبناؤهم لدروس الدعم التي يدفعون فيها أموالا معتبرة ، مشيرا الى أنه يتعين وجود “إرادة  حقيقية” من أجل وضع حد لهذه الممارسات.

وفي هذا الصدد كشف مسؤولون بمديرية التجارة بقسنطينة عن أن “هؤلاء الأساتذة لا يملكون صفة التاجر” ،  وأكدوا  بأنه “على اعتبار أن هذا النشاط غير شرعي فلا يمكن لأي شخص القيام بعملية مراقبة بشأن غياب السجل التجاري”.

وبرسم السنة الدراسية الحالية سيجتاز 19 ألف و 22 تلميذ في القسم النهائي امتحان البكالوريا بولاية قسنطينة من بينهم 7172 مرشح حر حسب مصالح المديرية المحلية للتربية.

اقرأ المزيد