تحوّل النجم الجزائري محمد أمين عمورة إلى مادة دسمة للصحافة الألمانية، بعد تألقه اللافت مع ناديه الجديد فولفسبورغ في الدوري الألماني (البوندسليغا). لاعب المنتخب الوطني لم يحتج وقتًا طويلًا ليثبت نفسه بين نجوم الدوري، بفضل أدائه الكبير وإسهاماته الحاسمة في تسجيل وصناعة الأهداف.
في حوار مع صحيفة “بيلد” الألمانية، كشف عمورة عن محطات مؤثرة من مشواره الكروي، مسلطًا الضوء على لحظات عصيبة كادت أن تنهي حلمه في عالم كرة القدم.
قرار مصيري في عمر السابعة عشرة
تحدث عمورة بصراحة عن مرحلة مظلمة في حياته، حين قرر التوقف عن ممارسة كرة القدم وهو في عمر السابعة عشرة. وأوضح أن الظروف الاقتصادية الصعبة، وافتقاده لعائلته أثناء رحلته الكروية، دفعته لاتخاذ هذا القرار.
قال النجم الجزائري: “لم أكن أملك المال الكافي واشتقت لعائلتي كثيرًا. قررت وقتها التوقف عن اللعب والعودة إلى المنزل.” وأضاف أن خبر توقفه كان بمثابة الصدمة لمدربيه ومحيطه الذين كانوا يؤمنون بقدراته.
دعم محفّز لإنقاذ الحلم
لم يقف المدربون وأفراد العائلة مكتوفي الأيدي أمام قرار عمورة. بل تدخلوا سريعًا لإقناعه بالعدول عن فكرته ومواصلة السعي وراء حلمه. وأكد اللاعب أن دعمهم كان حاسمًا في تخطي تلك الفترة الصعبة، حيث أعادوا إليه شغفه باللعبة وشجعوه على المضي قدمًا في مسيرته.
المرونة سر النجاح
وصف عمورة تلك المرحلة بأنها درس علّمه الكثير عن الحياة والعمل. قال: “تعلمت أن الأوقات الصعبة ليست نهاية المطاف، بل مجرد مرحلة يمكن تجاوزها.”
أضاف أنه يستمد إلهامه من قصص نجاح لاعبين كبار مثل زين الدين زيدان وإسلام سليماني، الذين لعبوا دورًا كبيرًا في إلهامه للوصول إلى المستوى الذي يقدمه اليوم.
رسالة أمل
اختتم لاعب المنتخب الوطني الجزائري حديثه برسالة ملهمة: “لا يجب على أي شخص أن يستسلم أبدًا، مهما بدا الطريق صعبًا. دائمًا هناك أمل.”
تألق مستمر في الملاعب الألمانية
اليوم، يواصل محمد أمين عمورة إثبات جدارته في واحد من أقوى الدوريات العالمية. ويعتبر تألقه في البوندسليغا دليلاً على قوته الذهنية والبدنية، التي مكّنته من التحول من لاعب على وشك الاستسلام إلى نجم ملهم يسطر إنجازاته بجهوده وإصراره.
عمورة ليس مجرد لاعب موهوب، بل قصة كفاح ونجاح تمثل مصدر إلهام لجيل كامل من الشباب، سواء في الجزائر أو خارجها.
أكبر تمرد في تاريخ كرة القدم .. تمرد ضد الفيفا