في اليوم العالمي للتعليم.. الكيان الصهيوني يواصل تنفيذ مخططاته الممنهجة بإستهداف المؤسسات التعليمية بغزة

الجزائر- يواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية تنفيذ مخططاته الممنهجة بإستهداف المؤسسات التعليمية والثقافية، للقضاء على التعليم وتعميم ثقافة الجهل، وذلك في إنتهاك صارخ للقانون الدولي الذي يكفل الحق في التعليم في جميع الأوقات والظروف ويحظر تماما المس بالمدنيين أو بالأهداف المدنية.

و تزامنا مع اليوم العالمي للتعليم المصادف ل24 يناير من كل عام, والذي يؤكد على “أهمية التعليم في تحقيق السلام والتنمية للوصول إلى أعلى درجات التقدم باعتباره حقا من حقوق الإنسان”, تشهد البنية التعليمية في غزة وحتى الضفة الغربية دمارا غير مسبوق, له تداعيات خطيرة بعيدة المدى على واقع المنظومة التعليمية وعلى جيل كامل من الطلبة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

و ألحق العدوان الصهيوني -الذي يعد الاكثر دمارا ودموية على الاطلاق- بالتعليم خرابا كاملا, في وقت ترفع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) شعار “التعلم من أجل سلام دائم” في الذكرى السنوية للتعليم, بينما تؤكد الأمم المتحدة على أن أهداف خطة التنمية المستدامة “لن تنجح دون توفير التعليم للجميع وضمان التعليم الجيد الشامل والمنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع” بحلول عام 2030.

و في خرقه لمبادئ الأمم المتحدة التي تدعو الى ضرورة حصول الأطفال والطلبة على حقوقهم في التعليم للقضاء على الفقر والانطلاق نحو مستقبل واعد, يواصل الاحتلال استهداف المدارس والجامعات والمراكز الثقافية والعلمية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت الجامعة الإسلامية ضمن أول استهدافاته الأكاديمية, بالإضافة الى قصف منازل شخصيات أكاديمية و علمية وفكرية دون سابق انذار. ومن بين الأكاديميين الشهداء, 17 شخصية يحملون درجة الأستاذية, و59 يحملون درجة الدكتوراه, و18 يحملون درجة الماجستير, في حصيلة غير نهائية في ظل استمرار العدوان الوحشي.

و تعمد الكيان الصهيوني استهداف عميد كلية الطب في الجامعة, الطبيب عمر فروانة, الذي استشهد في أكتوبر الماضي, ورئيس الجامعة الإسلامية, سفيان تايه, الذي تم تصنيفه عام 2021 ضمن أفضل 2 % من الباحثين حول العالم, لكونه يحمل درجة الأستاذية في تخصص الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية, وتم اختياره لشغل مقعد منظمة “اليونسكو” لعلوم الفيزياء وعلوم الفضاء في فلسطين في عام 2012, ما أثار غضب الاحتلال وقتها وتعرض لحملة ممنهجة من التحريض عليه وعلى الجامعة الإسلامية بعد قرار “اليونسكو”. وكانت جامعة الاسراء, جنوب غزة, آخر استهدافات الاحتلال الاسبوع الماضي.

كما ألحق العدوان دمارا هائلا بالمكتبات والمؤسسات الثقافية ورياض الاطفال والطلبة والمعلمين, حيث تعرضت نسبة 90 % من الابنية المدرسية والتربوية الحكومية لأضرار بليغة.

و بحسب مركز الاحصاء الفلسطيني, استهدفت غارات العدوان الجوية 239 مدرسة حكومية في القطاع, بينما تم استخدام 70 مبنى مدرسيا حكوميا و145 مبنى مدرسيا تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”, كمراكز ايواء للنازحين في القطاع, تم تدميرهم, الى جانب قصف 215 روضة أطفال, وهي احصائية غير نهائية.

و قدرت حصيلة الشهداء من الطلبة والتلاميذ والاساتذة والمعلمين والكودار التعليمية, بأكثر من 4500, مع اصابة حوالي 9 آلاف آخرين منذ بدء العدوان الصهيوني, وحرمان حوالي 608 آلاف طالب وطالبة من حقهم بالتعليم المدرسي, وفق ما افادت به وزارة التربية الفلسطينية اليوم الثلاثاء.

و يرتفع عدد المعتقلين في الضفة الغربية الى المئات من أسرة التعليم العالي, وتبقى آثار العدوان المدمرة للحالة النفسية للطلبة و التلاميذ, الذين نجوا من مجازر الاحتلال أو كانوا تحت القصف وعايشوا العدوان أو أصيبوا بإعاقات جسدية, على مدى الحياة.

كما سعى الكيان الصهيوني, وفق مسؤولين فلسطينيين, إلى تدمير المراكز الثقافية والمكتبات التي تستوعب المئات من الموارد الفنية والثقافية المساهمة في تعزيز الثقافة المحلية الفلسطينية, وتعتبر مخازن للمخطوطات والمقتنيات الأثرية والتاريخية الفلسطينية, باستهداف نسبة 70 % من المكتبات العامة والخاصة في القطاع وعشرات المراكز الثقافية و أكثر من 140 موقعا تاريخيا و استشهاد 15 من المثقفين المبدعين.

و دعت الامم المتحدة الى احياء هذه المناسبة إيمانا منها بأهمية التعليم “في تحقيق السلام والتنمية, كونه الأساس الذي تبني عليه الدول الخطوات الأولى للوصول إلى أعلى درجات التقدم وهو حق من حقوق الإنسان (…) والتركيز على حق الفرد في التعليم وجعل التعليم العالي بجميع البلدان متاحا للجميع بحسب ما جاء في التشريعات الدولية”, وهو الامر الذي ينتهكه الاحتلال الصهيوني, ضاربا بعرض الحائط القانون الانساني الدولي دون محاسبة و أمام صمت المجتمع الدولي.