في الذكرى الــ 57 لبسط السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون..تحديات ورهانات

في الذكرى الــ 57 لبسط السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون..تحديات ورهانات - الجزائر
تحيي الإذاعة الجزائرية هذا الاثنين الذكرى الـ 57 لبسط السيادة على الإذاعة و التلفزيون الجزائريين والتي تصادف الــ 28 أكتوبر من كل سنة،حيث يلتقي القائمون عليها من كوادر و تقنيين و إطارات سامية للترحم على كل من قضى نحبه و هو يذود عن هاتين المؤسستين و كذا اللذين رفعوا التحدي ذات العام 1962 لتبقى صورة الجزائر وصوتها عاليا فوق سماء الإعلام العالمي ..صوت الجزائر الفتية .. صوت الجزائر المستقلة.

وبالمناسبة يحي عمال الإذاعة من صحفيين وتقنيين وإداريين وجميع ورثة الإعلام الإذاعي هذا الحدث بوقفة تذكر و استلهام تحت لواء البقاء على العهد.

وفي مثل هذا الموعد من كل سنة تسترجع الأجيال المتعاقبة ممن ينتسبون إلى هذا الصرح الإعلامي الكبير ذكرى  الرهان الذي كسبه  الجزائريون في وجه المستعمر الفرنسي لتسيير هاتين المؤسستين رغم قلة الخبرة ، حيث شكل هذا التاريخ تحديا حقيقيا رفعه الإعلاميون والتقنيون الجزائريون في ذلك اليوم وبرهنوا على قدرتهم التسييرية بكل احترافية بعد مغادرة التقنيين والصحفيين الفرنسي المبنى احتجاجا على استبدال علم بلادهم بالعلم الوطني خفاقا عاليا.

ويمثل تاريخ 28 أكتوبر من كل سنة مناسبة تاريخية هامة يحتفل بها التلفزيون والإذاعة، كون استرجاع السيادة على قطاع السمعي البصري يعد إنجازا عظيما في تاريخ الجزائر المستقلة، بالنظر إلى الدور الذي تؤديه المؤسستان في الترويج والإعلام، خاصة أثناء الثورة حيث عمد الاستعمار إلى التركيز على إيجابيات المستعمر ومشاهده الثقافية مقابل إبراز علاقات الهيمنة على المجتمع الجزائري مشوهة في أغلب الأحيان نضاله السياسي ورصيده الحضاري.

فذكرى استرجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون التي تصادف كل سنة تاريخ 28 أكتوبر، ليست مجرد وقفة عابرة وإنما موعدا للتذكير بدور هاتين المؤسستين وضرورة التأسيس لإعلام قوي قادر على مواكبة التحولات الجارية في البلاد والتطورات الحاصلة في العالم اليوم، خاصة بالنسبة للسمعي البصري لما يتميّز به هذا القطاع من ديناميكية وفعالية وسرعة في المعالجة والنقل والتأثير فضلا عن السعي إلى كسب رهانات كثيرة وفي واجهتها مواكبة التكنولوجيات الحديثة وتعزيز العمل الإعلامي الجواري والخدمة العمومية في نقل انشغالات المواطنين أمام التطورات التي يعرفها المشهد السياسي في الجزائر مع اقتراب موعد الرئاسيات.

ولا شك أنّ الحديث عن استعادة السيادة على التلفزيون يجر أيضا إلى الحديث عن فتح السمعي البصري للقطاع الخاص من اجل تعميق التجربة الإعلامية في الجزائر على غرار التنوع الموجود في الصحافة المكتوبة ، بعدما أثبتت تجربة الإذاعة الوطنية نجاحها بعد استحداث مجموعة من القنوات المتخصصة مثل ”إذاعة القرآن الكريم”، “الإذاعة الثقافية” و”الإذاعة الدولية” وعشرات الإذاعات الجهوية والمحلية في كل ولايات الوطن والتي تستقطب العديد من المستمعين ومكنتهم من الولوج إلى أعماق الجزائر.