فيلم “196 متر/ الجزائر” يمثل الجزائر في سباق الأوسكار

فيلم “196 متر/ الجزائر” يمثل الجزائر في سباق الأوسكار - الجزائر

أعلنت اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام عن اختيار الفيلم الروائي الطويل “196 متر/ الجزائر” للمخرج شكيب طالب بن دياب لتمثيل الجزائر في الدورة الـ97 لمسابقة جوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم روائي دولي. هذا الاختيار يعد بمثابة إنجاز كبير للفن السينمائي الجزائري، حيث يعكس الاهتمام المتزايد الذي يحظى به السينما الجزائرية على الساحة الدولية ويُبرز تقدم الصناعة السينمائية في البلاد.

تقدير دولي متزايد للفن السابع في الجزائر

في بيان رسمي، اعتبر المركز الجزائري لتطوير السينما أن هذا الإنجاز يُعد خطوة نوعية في مسيرة الأفلام الجزائرية نحو العالمية. ويعكس هذا الاختيار التقدير الدولي المتزايد للإبداع السينمائي الجزائري، الذي يشهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. إن المشاركة في مسابقة الأوسكار لا تمثل فقط فرصة لإبراز الفيلم الجزائري على الساحة الدولية، بل تؤكد أيضًا قدرة السينما الجزائرية على المنافسة مع أبرز الإنتاجات السينمائية العالمية.

دعم من وزارة الثقافة والفنون

فيلم “196 متر/ الجزائر” هو فيلم درامي ينتمي إلى نوع التحقيقات البوليسية، وتم اختياره من قِبل اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام المكلفة من طرف أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وبرعاية من وزارة الثقافة والفنون الجزائرية. يأتي هذا الاختيار في إطار الشراكة القائمة بين الوزارة والمركز الجزائري لتطوير السينما، والهادفة إلى دعم الإنتاج السينمائي المحلي وتقديمه للعالم من خلال مشاركات في محافل سينمائية دولية مرموقة مثل الأوسكار.

نجاح دولي: الجائزة الكبرى في مهرجان رود أيلند

حصد فيلم “196 متر/ الجزائر” الجائزة الكبرى في مهرجان فليكرز رود أيلند السينمائي الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تقديمه في عرضه العالمي الأول. يُعتبر هذا التكريم خطوة هامة في مسيرة الفيلم، ويُبرز جودته الفنية والإخراجية التي جعلته يتفوق على العديد من الأفلام المشاركة في المهرجان. إن هذا الإنجاز يفتح آفاقاً أوسع للفيلم على الساحة الدولية، ويزيد من فرصه في نيل التقدير خلال جوائز الأوسكار.

قصة درامية تمزج بين الإثارة والتحقيق

يدور الفيلم حول قصة اختطاف فتاة، وهو سيناريو كتبه المخرج شكيب طالب بن دياب بنفسه. الفيلم يجمع بين التشويق والإثارة في إطار من التحقيقات البوليسية، مما يجعله عملاً سينمائياً مشوقاً يجذب الانتباه. بالإضافة إلى ذلك، يشارك في بطولة الفيلم نخبة من الممثلين الجزائريين، من بينهم هشام مصباح، مريم مجقان، علي ناموس، ونبيل عسلي، الذين قدموا أداءً متميزاً أضاف الكثير إلى قوة العمل.

إنتاج مشترك جزائري – كندي

يُعد “196 متر/ الجزائر” إنتاجًا مشتركًا بين الجزائر وكندا، وقد بدأ تصويره في الجزائر العاصمة عام 2022. هذا التعاون الدولي يعكس انفتاح السينما الجزائرية على التجارب العالمية، ويتيح للمواهب المحلية الفرصة للعمل مع فرق إنتاج دولية محترفة. يُعتبر هذا الفيلم نموذجًا للتعاون السينمائي العابر للحدود، والذي يسهم في تبادل الخبرات والارتقاء بجودة الإنتاجات السينمائية الجزائرية.

سباق الأوسكار: التحديات المقبلة

من المقرر الإعلان عن الأفلام الدولية المقبولة للمنافسة في فئة أفضل فيلم روائي دولي في 17 ديسمبر المقبل. ومن ثم سيتم تحديد قائمة نهائية تضم خمسة أفلام ستتنافس على الجائزة الكبرى. هذه القائمة النهائية ستعلن في 17 يناير 2025، لتدخل هذه الأفلام مرحلة المنافسة الحاسمة. الحفل الختامي وتوزيع جوائز الأوسكار سيُقام في 3 مارس 2025، وهو اليوم الذي سيتحدد فيه مصير الفائز بالجائزة.

آمال كبيرة وآفاق واعدة

السينما الجزائرية تعيش لحظة متميزة بفضل مثل هذه الإنتاجات القوية التي تحمل قصصًا مؤثرة تعبر عن الواقع الاجتماعي والسياسي بأسلوب فني راقٍ. تمثيل الجزائر في الأوسكار بفيلم “196 متر/ الجزائر” يعزز من حضور السينما الوطنية في المشهد السينمائي الدولي، ويفتح الأبواب أمام فرص جديدة للإنتاج والتوزيع على نطاق عالمي.

هذا النجاح، الذي يأتي نتيجة جهد مشترك بين المخرج، طاقم التمثيل، ووزارة الثقافة، يعكس القدرة العالية للمواهب الجزائرية على التميز والإبداع في مجالات الفن السابع. كما يعزز من مكانة الجزائر كوجهة سينمائية قادرة على إنتاج أعمال ذات جودة عالية تستطيع أن تنافس على أرفع الجوائز السينمائية العالمية.

السينما الجزائرية نحو العالمية

الترشح لمسابقة الأوسكار يمثل فرصة ذهبية للترويج للسينما الجزائرية على الصعيد الدولي. من خلال أفلام قوية مثل “196 متر/ الجزائر”، يمكن للجزائر أن تستعيد مكانتها كواحدة من أبرز الدول المنتجة للأعمال السينمائية الراقية في المنطقة. إن الترشح والمشاركة في مهرجانات عالمية مثل الأوسكار لا يعزز فقط صورة السينما الجزائرية، بل يسهم أيضًا في تشجيع الأجيال الصاعدة من السينمائيين الجزائريين على الابتكار والإبداع.

في النهاية، فإن فيلم “196 متر/ الجزائر” يُعتبر رمزاً للنجاح السينمائي الجزائري ويعكس رؤية جديدة للفن السابع في الجزائر. إذا تمكن من الوصول إلى النهائيات أو حتى الفوز بجائزة الأوسكار، فإنه سيكون نقطة تحول في مسيرة السينما الجزائرية، مما سيعزز من قدراتها وفرصها في تحقيق المزيد من الإنجازات الدولية.

اقرأ المزيد