فيروس كورونا : الاعلام الموازي مستمر في التحرك عكس الاتجاه و في تضخيم الأرقام

فيروس كورونا : الاعلام الموازي مستمر في التحرك عكس الاتجاه و في تضخيم الأرقام - الجزائر
فيروس كورونا : الاعلام الموازي مستمر في التحرك عكس الاتجاه و في تضخيم الأرقام

الجزائر- أبرزت يومية الشعب الصادرة اليوم الأربعاء مساعي ما أسمته ب” الاعلام الموازي” في التحرك عكس الاتجاه من خلال تضخيمها للأرقام الخاصة بالوضعية الوبائية في الجزائر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

و أوضحت افتتاحية الجريدة تحت عنوان “الحقيقية المغيبة” بأنه “رغم التقارير الطبية التي تعطي أدق التفاصيل عن الحالات المسجلة والوفيات، مذكرة بجدوى التدابير الاحترازية التي يراهن فيها على التزام المواطن بها بصفته الشريك الاساسي في انجاز العملية، يستمر “الاعلام الموازي” في التحرك عكس الاتجاه، مضخما الارقام عبر تصريحات يتم الادلاء بها عبر مواقع افتراضية، كل من “يدعي امتلاكه الحقيقية”.

وأضافت الافتتاحية بان هذه المنصات “المغرضة لم تكلف نفسها عناء التحري عند الحديث عن صعوبات في الميدان، لكنها تسعى عن قصد الى التأثير دون جدوى، على الجهد الوطني مفبركة معلومات مدسوسة بغرض بث الشكوك والمغالطة”.

و تابعت “الشعب” قائلة في هذا الشأن بأن المؤسسات الصحية “وجدت نفسها في طوارئ لمواجهة وضع آخر لا يقل خطورة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، المتمادي في حصد الارواح البريئة بلا تمييز مخترقا الاوطان والحدود”، مشيرة الى أن هذا الوضع “أحدثته المعلومة المغلوطة (فايك نيوز) التي تغذي الاشاعة وتكرس حالة من التهويل و تحمل المخاطر الاكيدة على النسيج الاجتماعي والتكاتف الوطني والجهد التضامني الذي تصنعه الجزائر في ظرف عالمي مضطرب”.

واشارت الجريدة الى انه لا تمر لحظة إلا “ونطالع أخبارا تكذب ما يتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي من أناس تحولوا في ظل الرقمنة الكاسحة الى إعلاميين، معطين لأنفسهم “حقوقا فوق العادة” ضاربين عرض الحائط اخلاقيات المهنة ومصداقية الوظيفة، همهم التأثير على الرأي العام وتوجيهه حسب نواياهم وأغراضهم، لا وفق ما تفرضه المصداقية والشفافية ، تطبيقا للقاعدة المعروفة ” الخبر مقدس”.

و في هذا الظرف الحساس الذي تخوض فيه البلاد معركة مصيرية لمواجهة أخطر وباء لم تالفه البشرية من قبل، فان الصورة –حسب الافتتاحية– “تتضح اكثر لكل متتبع للشأن الوطني يسجل تمادي بعض من ينتسب الى ما يسمى  (إعلام المواطنة) و (السماء المفتوحة) في إتخاذ الفضاء الأزرق منبرا للإشاعة والمضاربة، محاولا الاضرار بالجهد الوطني في التكفل بالمصابين بفيروس كورونا، من خلال التدابير الصحية المجندة والاجراءات الاحترازية التي أعتمدت مبكرا غداة الاعلان عن الوباء التاجي بمنطقة ووهان الصينية وهي إجراءات عرفت وتيرة متصاعدة حسب الظرف والطارئ”.

وخلصت جريدة “الشعب” في الافتتاحية إلى التأكيد على أن الاعلام الوطني -الذي يواجه هذا الواقع- ، وجد نفسه أمام “مسؤولية” رفع درجة اليقظة والتأهب في سبيل “مرافقة” العمل الصحي و”نشر معلومات دقيقة” عن الوضع الوبائي في الجزائر، “استنادا الى مصدرها ورصد عمليات التضامن التي يصنعها مواطنون ومؤسسات في الميدان بتقديم يد المساعدة الى سكان ولايات تحت الحجر الصحي وآخرين في مناطق الظل البعيدة والقريبة و مثلما توضحها القوافل الانسانية مقدمة “أروع صور التآخي”، معيدة الى الأذهان “قيمة التكافل الوطني وما يحمله من روح المواطنة وقيم الوطنية التي تعلو ولا يعلى عليها”.