فيديو صادم يظهر سوء معاملة أطفال الوادي في مخيم صيفي

يتعرضون للضرب وينامون مفترشين الأرض
اهتز الشارع المحلي بولاية الوادي، على وقع فيديو صادم نُشر على موقع التواصل الاجتماعي، يوثق سوء المعاملة لبعض أطفال المنطقة، ممن تكفلت الدولة بتنظيم رحلات ترفيهية لهم ضمن ما أطلق عليه ”المخيمات الصيفية لأطفال الجنوب”، بإحدى ولايات الشمال.

وأثار محتوى الفيديو ردود فعل غاضبة من خلال التعبير عن السخط والتذمر الشديدين، محملين المسؤولية الكاملة لسوء معاملة الأطفال، للقائمين على هذه المخيمات، كما رفضوا أي تبرير لسوء المعاملة حتى ولو كان الأطفال مُشاغبين أو غير مُنضبطين مع التعليمات التنظيمية وأوامر المشرفين والمنشطين، حيث وصفوا هذا الأخير بأنهم غير مؤهلين للتعامل مع الأطفال..

وطالبت شريحة واسعة ممن شاهدوا الفيديو الصادم سالف الذكر، الذي يوضح سوء المعاملة، بفتح تحقيق معمق حوله، وكشف المخيم الذي وقعت فيه تلك الممارسات المُسيئة للطفولة، ومُعاقبة جميع القائمين عليه، بالأخص أن لهجة ولكنة الطفل الذي قام بتصوير الفيديو خلسة، توضح أنه من الوادي، حين كان يعلق على الوضع المأساوي وسوء المعاملة التي يتعرضون لها، من ضرب وحجز في غرفة وهم يجلسون على الأرض، دون أسرة أو أفرشة، وكان الطفل الذي صور مشهد ضرب أحد الأطفال الآخرين يقول: ”شوفوا الحقرة كيفاش”.

وذكرت تقارير إعلامية قبل أيام، عن سوء معاملة لأطفال الوادي، بأحد المخيمات بالجزائر العاصمة، وهو ما جعل مصالح ولاية الوادي تُفند تلك التقارير الإعلامية من خلال نشر تكذيب على صفحة الولاية على الفيسبوك، كما تم فتح صفحة أخرى على الفيسبوك من طرف القائمين على المخيم الصيفي بزرالدة لفائدة أطفال ولاية الوادي، حيث عُرضت فيها أهم النشاطات والرحلات الترفيهية والسباحة في البحر وكذا نوعية فطور الصباح ووجبة الغذاء والعشاء والسهرات الليلية الفكاهية، كما تم عرض شهادات مصورة لعدد من أطفال الوادي في مخيم الكرامة، تظهر حول مدى رضاهم عن المنشطين والفقرات المُقدمة لهم، حيث ذكر جميع الأطفال ممن ظهروا في الفيديوهات، بأنهم مُستمتعون بالرحلة وسعداء مع المنشطين كما عبروا عن رضاهم التام عن المخيم وحسن المعاملة من طرف القائمين عليه بالأخص المنشطين.

ويبقى الفيديو الذي نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي يُثير حفيظة الشارع المحلي بالوادي، لاسيما أنه سبق لأولياء أن هموا برفع دعاوى قضائية في سنوات ماضية، بسبب سوء معاملة أطفالهم في المخيمات الصيفية، بعد تعرضهم للضرب الجماعي والفردي بكوابل بلاستيكية وأحزمة، وكانت آثار الضرب واضحة على أجساد أطفالهم وقتها عندما رجعوا لبيوتهم، مما مكنهم من الحصول على شهادات طبية من عند الطبيب الشرعي آنذاك، وهو الأمر الذي جعل هاجس سوء المعاملة يخيم على الأذهان، حيث طالب العديد من المهتمين بهذا الموضوع، بفتح تحقيق في هذه القضية، وكشف في أي مخيم تم تصوير ذلك الفيديو مع مُعاقبة المتسببين فيما أطلقوا عليه بالفضيحة اللا إنسانية، كما طالبوا بإلحاق العقوبة بخلية الإعلام والاتصال بولاية الوادي، على تكذيبها للتقارير الإعلامية التي فضحت سوء معاملة الأطفال، ونشرها لصور لمخيمات نموذجية، دون الكشف عن جميع أماكن تخييم أطفال الوادي، وفتح تحقيق في أي مخيم وقعت تلك التجاوزات، قبل تفنيدها أو تكذيبها..