فولكسفاغن تعود إلى الجزائر؟ وفد رسمي يلتقي المسؤولين

فولكسفاغن تعود إلى الجزائر؟ وفد رسمي يلتقي المسؤولين - الجزائر

وسط تحولات كبرى يشهدها قطاع السيارات في الجزائر، بدأت مجموعة “فولكسفاغن” الألمانية زيارة رسمية تمتد من 17 إلى 23 فيفري، تهدف إلى استكشاف فرص الشراكة والاستثمار في السوق الجزائرية. تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه الحكومة الجزائرية إلى إعادة بعث قطاع السيارات، وتعزيز قدرات المناولة المحلية، وتحويل الجزائر إلى قاعدة صناعية إقليمية تنافسية.

جولة ميدانية لمعاينة مصانع المناولة

تشمل زيارة الوفد الألماني، الذي يضم مسؤولين بارزين من مجموعة “فولكسفاغن” والجمعية الألمانية للسيارات (VDA) والجمعية الإفريقية لصناعة السيارات (AAAM)، معاينة عدد من المصانع الجزائرية المتخصصة في تصنيع قطع الغيار والمناولة لصناعة السيارات.

ويتضمن البرنامج:

  • زيارة مصنع إيريس للعجلات بولاية سطيف، والذي يُعتبر من أبرز المنتجين في هذا المجال.
  • معاينة مصنع “أورو موتورز” بنفس الولاية، المختص في إنتاج قطع غيار السيارات.
  • التوجه إلى ولاية عين امليلة لمعاينة مصنع “فابكوم” للبطاريات.
  • زيارة مصنع “كريتا أوتوماتيف” في قسنطينة، والذي يختص بإنتاج قطع الغيار المصنوعة من المطاط.
  • زيارة المركز التقني للصناعة الميكانيكية “سيتيم” في قسنطينة أيضًا، والمتخصص في البحث والتطوير الميكانيكي.

لقاءات رسمية لبحث مستقبل الشراكة

بالإضافة إلى الجولات الميدانية، سيلتقي وفد “فولكسفاغن” بمسؤولي وزارة الصناعة الجزائرية يوم السبت 22 فيفري، يليه اجتماع مع لجنة السيارات على مستوى كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين يوم الأحد 23 فيفري.

ويهدف هذا اللقاء إلى مناقشة آفاق التعاون الصناعي، وتحديد آليات إدماج المؤسسات الجزائرية في سلاسل التوريد العالمية، والاستفادة من التجربة الألمانية في تطوير قطاع السيارات.

الرهان على المناولة لتعزيز الإنتاج المحلي

تُعتبر هذه الزيارة محطة مهمة في مسار تطوير قطاع السيارات في الجزائر، حيث أكد رشيد بخشي، نائب رئيس كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين وممثل الجمعية الإفريقية للسيارات في الجزائر، أن الهدف الأساسي من الزيارة هو إبراز القدرات الوطنية في مجال المناولة، وتمكين الشركات الجزائرية من الاندماج في السوق الإفريقية والعالمية.

وأشار بخشي إلى أن هذه الجولة تأتي امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي نظمتها كنفدرالية الصناعيين، والتي تهدف إلى وضع خارطة طريق واضحة لصناعة السيارات في الجزائر، عبر إجراء دراسة معمقة للقطاع، وحصر جميع المناولين المحليين، وتحديد التحديات التي تعيق تطوير هذه الصناعة.

كما تسعى الجزائر من خلال هذه الشراكات إلى تعزيز إدماج المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين في سلاسل القيمة القارية والعالمية، والاستفادة من الخبرات الدولية لتحسين جودة الإنتاج وتوفير معايير مطابقة للمواصفات العالمية.

الجزائر في سباق المنافسة على الاستثمار في السيارات

تأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه صناعة السيارات تحولات جذرية على المستوى الدولي، مع تزايد المنافسة بين الدول الساعية إلى استقطاب الاستثمارات الكبرى في مجال الإنتاج والتجميع. وتسعى الجزائر إلى إثبات أنها ليست مجرد سوق استهلاكية، بل قادرة على أن تكون فاعلًا صناعيًا مهمًا في القارة الإفريقية.

وفي هذا السياق، تستعد الجزائر لاستضافة معرض التجارة الإفريقي “IATF 2025” في قصر المعارض بالعاصمة خلال سبتمبر 2025، وهو ما سيمثل فرصة لتعزيز مكانتها كمركز صناعي واستثماري، وجذب المزيد من الشركات العالمية للاستثمار في البلاد.

فولكسفاغن: عودة محتملة إلى السوق الجزائرية؟

من الجدير بالذكر أن “فولكسفاغن” كانت قد غادرت السوق الجزائرية في أعقاب قضايا الفساد التي طالت قطاع السيارات خلال العهد السابق، مما أدى إلى غلق مصنعها في غليزان. ومع الإصلاحات التي يشهدها القطاع حاليًا، فإن الزيارة الحالية قد تمهد الطريق لعودة محتملة للعلامة الألمانية إلى الجزائر، سواء عبر مشاريع استثمارية جديدة أو شراكات صناعية مع الشركات المحلية.

تشكل زيارة “فولكسفاغن” إلى الجزائر خطوة حاسمة في مساعي الجزائر لاستعادة موقعها في خارطة صناعة السيارات العالمية. ومن خلال تعزيز الشراكات، وتطوير قطاع المناولة، وإدماج المؤسسات الوطنية في سلاسل التوريد العالمية، تسعى الجزائر إلى تحقيق تحول جذري في القطاع، وجعل البلاد مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات في شمال إفريقيا.

اقرأ المزيد