فلسطين المحتلة : تواصل العدوان الصهيوني وسط قلق دولي للتصعيد في المنطقة

فلسطين المحتلة : تواصل العدوان الصهيوني وسط قلق دولي للتصعيد في المنطقة

الجزائر – يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية في يومه الثالث على التوالي، مخلفا في حصيلة جديدة مؤقتة 576 شهيد وحوالي 2900 جريح، وسط قلق دولي إزاء التصعيد في المنطقة.

و قالت وزارة الصحة الفلسطينية ان عدد ضحايا العدوان في ارتفاع, جراء عشرات الصواريخ والقنابل الضخمة التي أطلقتها طائرات الاحتلال على عدد من البنايات والمؤسسات العامة والخاصة وممتلكات المواطنين.

كما ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرتين في مخيمي جباليا والشاطئ بقطاع غزة, راح ضحيتهما عشرات الشهداء والجرحى مع تسجيل دمار كبير في المنازل و الممتلكات.

و قال رئيس الحكومة الفلسطينية, محمد اشتية, في وقت سابق اليوم في كلمة خلال افتتاح الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية, إن قيادة البلاد تدير “حراكا دوليا” لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

و أكد اشتية انه “منذ زمن ونحن نقول للعالم إن سياسة حكومة الاحتلال ستؤدي إلى تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية, سواء كان ذلك في غزة أو القدس أو بقية الأراضي”, مضيفا ان “العدوان والإجراءات الأمنية لا يمكن لها أن تنتج سلاما (للكيان الصهيوني) ولا طمأنينة لشعبه”.

و استرسل قائلا : حكومة الكيان الصهيوني هي “حكومة عدوان و احتلال ومن حق شعبنا أن يدافع عن نفسه, وقد أوضحنا ذلك لكل الذين لا يرون إلا بعين واحدة”, مشيرا إلى أن “الرئيس محمود عباس والقيادة يديرون تحركا إقليميا ودوليا من خلال اتصالات مع زعماء العالم”, يهدف لوقف هذا العدوان الصهيوني.

و منذ بدء العدوان, دمرت طائرات الاحتلال بالكامل 4 مساجد في مدينة غزة, ومسجدا في خان يونس, وآخر في بيت لاهيا, وثلاثة مصارف في قطاع غزة, كما قصفت أربع مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”, ودمرتها تدميرا جزئيا.

كما أعلنت “الأونروا” أن ما يقرب من 74 ألف فلسطيني نزحوا إلى 64 مدرسة ومأوى تابع لها في قطاع غزة, ومن المرجح أن تزداد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية بما في ذلك على المناطق المدنية.

و في خطوة تصعيدية للعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني, قررت سلطات الاحتلال فرض حصار كامل على قطاع غزة, بما يشمل منع الغذاء وقطع الكهرباء والوقود عن القطاع.

و في السياق, أعرب برنامج الأغذية العالمي عن “قلقه العميق” إزاء صعوبات وصول المدنيين إلى السلع الغذائية الأساسية في قطاع غزة, و أوضح أن معظم المحال التجارية في المناطق المتضررة في فلسطين لديها مخزون من الغذاء يكفي شهرا واحدا, “إلا أن هذا المخزون قد ينفد بسرعة مع إقبال الناس على شراء المواد الاستهلاكية خوفا من طول أمد الصراع”.

كما أشار إلى أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يهدد بإتلاف الطعام.

 

تواصل الأصوات المنددة بالعدوان الصهيوني 

 

 

و تتوالى الأصوات المنددة للعديد من الدول والمنظمات بالعدوان المتواصل على ابناء الشعب الفلسطيني, حيث جدد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, خلال مكالمة هاتفية تلقاها من نظيره الفلسطيني, محمود عباس, اليوم الاثنين, “تضامن الجزائر الكامل, حكومة وشعبا, مع الشعب الفلسطيني الشقيق”, مشددا على أن “هذه التطورات تذكر الجميع بأن السلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لن يتأتى إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف, وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.

من جهته, قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القضية الفلسطينية “لم تعد تقبل التأجيل”, مؤكدا خلال مؤتمر صحفي عقده بموسكو بمعية الأمين العام لجامعة الدول العربية, أحمد أبو الغيط, أن “موقف روسيا المبدئي واضح, وهو دعم حل الدولتين”, وتنفيذ كافة القرارات الأممية ذات الصلة.

كما دعت حكومة جمهورية فنزويلا, سلطات الاحتلال إلى إنهاء جميع أنشطة الاستيطان والاحتلال في الأراضي الفلسطينية “فورا وبشكل كامل”, باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق السلام, وعبرت عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة.

من جانبها, حملت جيبوتي, الكيان الصهيوني, مسؤولية التصعيد الجاري بسبب اعتداءاته المتواصلة و انتهاكاته المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته, و آخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين, تحت حماية شرطة الاحتلال.

بدورها, أكدت سلطنة بروناي تضامنها مع الشعب الفلسطيني, داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتهيئة بيئة مواتية لمحادثات السلام دون تأخير, بعد التصعيد الصهيوني على قطاع غزة.

من جهته, أكد مجلس النواب التونسي دعمه المطلق للشعب الفلسطيني ولحقه الكامل في الدفاع عن حقوقه المشروعة وتقرير مصيره, و استعادة أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

كما أدان المجلس, الانحياز وسياسة الكيل بمكيالين لما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية, مؤكدا أن “الإرهابي هو المغتصب للأرض والعرض, وليس المدافع عن أرضه وهويته ومقدساته وحريته”.

و دعا البرلمانات الوطنية والاتحادات والمجالس البرلمانية الإقليمية والدولية إلى إدانة سلطات الاحتلال وما تقترفه يوميا من “اعتداءات وحشية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل, وتماديها في ممارساتها الاستفزازية و انتهاكاتها لحرمة الأماكن المقدسة”.