“فعاليات قوى التغيير ” تنفجر من الداخل

“فعاليات قوى التغيير ” تنفجر من الداخل - الجزائر

الصراعات الشخصية والايديولوجية تطفو على السطح

تعيش فعاليات قوى التغيير، التي ضمت عددا من الأحزاب السياسية المعارضة والشخصيات والمجتمع المدني، أسوء أيامها، وتتجه للانفجار داخليا، بعد أن توارت عن الظهور الإعلامي والنشاط الميداني، عقب الخلافات التي طفت للسطح أثناء وبعد لقاء ”عين البنيان”.

هذا وتعود خلفية الأزمة إلى انطلاقة حوار وندوة ”عين البنيان” التي نظمت مطلع شهر جويلية الماضي، حيث اتهمت قيادة جبهة العدالة والتنمية، عبد العزيز رحابي، بعدم احترام ما تم الاتفاق عليه، ليتطور الأمر في المساء إلى ”محاولة قتل الندوة وحتى فعاليات قوى التغيير عن طريق بيان بديل عن أرضية الندوة”، حسب تصريحات سابقة للقيادي لخضر بن خلاف. ومنذ ذلك الحين، تعمقت الخلافات بين بعض الأطراف المشكلة لفعاليات منتدى التغيير، الذي بدأ بالتشكل مباشرة بعد انطلاق الحراك الشعبي السلمي بتاريخ 22 فبراير 2019، حيث فشل أعضاء الفعاليات والمشاركين في ندوة عين البنيان في الالتقاء للمصادقة على عمل اللجان الفرعية المشكلة.

وفي هذا السياق، كشف لخضر بن خلاف، رئيس مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية، وأحد مهندسي فعاليات التغيير وندوة عين البنيان، أنه ”كانت هناك إرادة لنسف المنتدى ببيان مجهول المصدر عقب اختتام فعاليات ذلك اليوم”، مضيفا ”تلتها إرادة لغلق فضاء فعاليات قوى التغيير وإبعاده عن المشاركة فيما هو قادم”، واتهم في ذلك من أسماهم ”الذين كانوا يرفضون انعقاد ندوة عين البنيان وعارضوا ذلك بشدة”.

وأضاف بن خلاف في تصريح لـ«البلاد” أن هناك ”جهات تآمرت لتصبح الأولوية لندوة عين البنيان على حساب فضاء فعاليات قوى التغيير”، ما انجر عنه ـ حسب بن خلاف ـ ”عدم حضور عدد كبير من الأحزاب جلسة المصادقة على عمل اللجان، مباشرة بعد اختتام ندوة عين البنيان”. وذكر المتحدث على سبيل المثال عدم حضور كل من ”عبد العزيز رحابي، حركة مجتمع السلم، طلائع الحريات، حركة النهضة، بن بعيبش عن الفجر الجديد، نور الدين بحبوح، وأيضا حركة البناء الوطني”، مشددا على أنه ”كانت هناك رغبة واضحة لإقصاء الفاعلين السياسيين والأكاديميين، ليتم القضاء على هذا الفضاء”.

وبخصوص إمكانية إعادة إحياء هذا الفضاء من جديد، في ظل تواصل الانسداد السياسي الحاصل، وعدم استشارة هذا الفضاء الجامع لعدد كبير من المكونات، في أي شيء يتعلق بالحوار الوطني، قال بن خلاف ”من أراد أن يعيد إحياءه فليتقدم”، مضيفا ”نحن بالنظر لكل هذه التصرفات والمؤامرات والخيانات التي تعرضنا لها بعد أن كنا المبادرين إلى هذا الفضاء نفضل أن نبقى متفرجين”، موضحا ”بكل صراحة كل هذه التصرفات الغريبة جعلتنا متحفظين ونطرح العديد من التساؤلات”.

وأكد بن خلاف، أن جبهة العدالة والتنمية، ستعقد دورة مجلس الشورى، اليوم السبت، للنظر في العديد من المستجدات السياسية، وما تعلق بلجنة الحوار وأيضا دراسة النقطة المتعلقة بندوة عين البنيان وما انبثق عنها من أرضية والنظر في فضاء فعاليات قوى التغيير واتخاذ القرار الذي يراه المجلس مناسبا للتعامل مع مختلف هذه القضايا”.