فشل مشروع 43 محطة لتصفية المياه المستعملة

فشل مشروع 43 محطة لتصفية المياه المستعملة - الجزائر

فجرت مراسلة أحد نواب البرلمان موجهة إلى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية فضيحة من العيار الثقيل التي تخص تبديد أموال عمومية في مشاريع السقي بالمياه المستعملة المصفاة والتي تم اطلاقها بالتعاون ما بين وزارتي الفلاحة والديوان الوطني للتطهير سنة 2018 والذي كان هدفه إنشاء 43 محطة لتصفية المياه المستعملة بولايات الغرب الجزائري ، وضمان سقي المئات من الهكتارات وانجاز المحيطات المسقية دون التأثير على المياه الصالحة للشرب.

هذا وقد باشرت مصالح الديوان الوطني للتطهير بولايات الغرب آنذاك عمليات دراسة دقيقة لإعادة استغلال المياه المستعملة في السقي الفلاحي للتصدي إلى الجفاف الذي يجتاح الجهة الغربية من جهة والمحافظة على مياه الأنقاب والسدود لاستغلالها في الشرب خاصة في ظل تراجع مردود محطات تحلية المياه بالجهة الغربية وخاصة بتلمسان وعين تموشنت ومباشرة إنجاز بعض محطات التنصفية في اطار الدراسات المشتركة التي أقيمت ما بين وزارتي الفلاحة والري والتي نجحت سنة 2018 في تصفية 45 مليون متر مكعب من المياه المستعملة عبر 43 محطة تصفية المياه المستعملة و27 محطة للرفع إضافة إلى إنجاز محيط للسقي بنحو 500 هكتار ببلدية بوسفر غرب وهران ،و 9 ملايين متر مكعب خصصت للسقي الفلاحي بولايات مستغانم ،ومعسكر وسيدي بلعباس وعين تموشنت وتلمسان وهو رقم جيد مقارنة بسنة2017 والتي سجلت تصفية 41 مليون متر مكعب من المياه ، هذا المشروع الذي ترقب الفلاحون و إطارات الديوان في رفع كمية المياه المعالجة إلى أكثر من 60 مليون متر مكعب مع نهاية سنة 2018 خاصة في ظل دخول محطات جديدة لمعالجة المياه المستعملة التي كانت في المراحل النهائية من الإنجاز والتي تم خلال تلك السنة العمل على تطوير أدائها من خلال العمل على ضمان المياه المعالجة للسقي الفلاحي ،وهو ما لم يتم الى الان بعد مرور سنتين كاملتين خاصة في ظل الجفاف الذي يجتاح المنطقة هذه السنة كما كان من هذا المشروع يهدف إلى حماية سواحل البحر بالمدن الساحلية التي تصب فيها المياه القذرة من جهة أخرى والتي لاتزال إلى اليوم ، رغم ان إطارات الديوان اختاروا مواقع هامة على غرار بني صاف غرب عين تموشنت ومرسى بن مهيدي بتلمسان ، صابلات بغرب مستغانم والتي كان من شأن هذه المحطات منع تسرب المياه القذر إلى البحر وتوفير مياه مستعملة ما بين40 ألف و350الف مسكن بعد معالجتها لسقي مئات الهكتارات الفلاحية وهو ما لم يتم الى اليوم ، وبالمناطق الداخلية تم اطلاق مشاريع لاتزال في طور الإنجاز لمحطات وادي تليلات بوهران والمحمدية بمعسكر والرمشي وسبدو بتلمسان والتي بعضها توقف في بداية مرحلة الانجاز ، بالاضافة الى محطة سيدي بلعباس والتي كان ينتظر دعمها بمضخات للضخ لضمان سفي اكبر مساحة فلاحية بالسهول ، من خلال دفع المياه وتوفيرها على ان تتكفل المصالح الفلاحية بتوفير وسائل السقي لدعم الفلاح بها بغية تحقيق الاقتصاد الناشئ وتجاوز ازمة المياه من جهة وحماية البيئة من جهة أخرى وهو ما لم يتم منذ عامين خاصة بعد توقف اغلب المشاريع التي عولت عليها السلطات في انجاح مشروعها الذي يبدو انه لن يرى النور قريبا رغم ما استهلكه من اموال خصصت للدراسات دون تجسيد.

اقرأ المزيد