غليزان: إقبال كبير للزوار على وعدة سيدي امحمد بن عودة

غليزان – تعرف الوعدة السنوية للولي الصالح سيدي امحمد بن عودة التي انطلقت فعالياتها اليوم الثلاثاء بالبلدية التي تحمل نفس الاسم (20 كلم جنوب غليزان) إقبالا كبيرا للزوار من مناطق مختلفة من الوطن ومن أفراد الجالية الوطنية المقيمة في الخارج.

و يقبل الزوار على هذا التقليد السنوي الذي توارثوه أبا عن جد، حيث يحظى زوار ضريح هذا الولي الصالح بإكرام من سكان المنطقة الذين يجتهدون في تقديم طبق “الكسكسي” على مستوى الخيم التي تقام بالمناسبة.

كما يستمتع الحضور أيضا بعروض الفنتازيا التي يقدمها مئات الفرسان يمتطون الأحصنة العربية الأصيلة والعربية البربرية من ولايات عين الدفلى و معسكر وتيارت والشلف و مستغانم وغليزان والتي تجلب جمهورا غفيرا.

و يستغرق الوصول إلى بلدية سيدي امحمد بن عودة مكان هذه التظاهرة الكبرى ذات الشهرة الوطنية ما يفوق ساعة من الزمن جراء ازدحام حركة المرور بالمركبات والحافلات التي تقل الأعداد الغفيرة للزوار.

و يعتبر هذا الموعد التقليدي السنوي مناسبة لاقتناء بعض المنتجات التي تعرض خلال الأنشطة التجارية المنظمة كالألبسة التقليدية والمنتجات الحرفية والحلي والحلويات التقليدية و الفواكه المجففة وغيرها.

كما تم تخصيص معرض خاص بالصناعة التقليدية و الحرف بمشاركة حوالي 30 عارضا من ولايات مختلفة بمبادرة من المديرية الولائية للسياحة وكذا غرفة الصناعة  التقليدية و الحرف بمناسبة الوعدة و احتفالا باليوم العالمي للسياحة.

و يعد اليوم الثاني من التظاهرة التي دأب مواطنو المنطقة على إحيائها منذ أربعة قرون خلت أهم يوم، حيث يتميز بقيام عروش قبيلة “فليتة” ال25 بنصب الخيمة التي يتم خياطتها قبيل الوعدة بقطع منسوجة من الوبر الخام تمثل كل قطعة فيها عرشا من هذه القبيلة.

و تتنافس عروش القبيلة (فليتة) على نقل الخيمة ونصبها في جو بهيج ممزوج بأصوات ضرب العصي وزغاريد النساء، علاوة عن مشاركة الفرق الفلكلورية.

و للتذكير فإن الولي الصالح سيدي امحمد بن عودة الذي تدوم وعدته أربعة أيام هو امحمد بن يحي بن عبد العزيز وسمي “امحمد بن عودة” نسبة إلى مربيته عودة. وقد ولد سنة 972 هجرية بنواحي وادي “مينا” وتوفي عام 1034 هجرية.

و عرف عنه أنه كان عالما وأسس زاوية للتدريس وإيواء الفقراء وعابري السبيل وجاهد إلى جانب قبائل مجاهر في منتصف القرن السادس عشر في معركة “مزغران” الشهيرة (مستغانم) التي هزموا فيها المحتل الإسباني.

اقرأ المزيد