غزة: النازحون يعانون مع الأمراض الموسمية وسط نقص حاد في الأدوية

غزة: النازحون يعانون مع الأمراض الموسمية وسط نقص حاد في الأدوية

غزة – تهدد الأمراض الموسمية و المعدية النازحين من الفلسطينيين المكدسين في مراكز الإيواء بقطاع غزة، على غرار الأنفلونزا و نزلات البرد القوية التي قد تؤدي للموت في حالات نقص المناعة و سوء التغذية، وفق أطباء و خبراء الصحة.

و قال الدكتور محمد زيارة, طبيب بالمستشفى الاوروبي في خان يونس, أن “الاكتظاظ الذي يعيش فيه النازحون من الفلسطينيين, مع عدم القدرة على الحصول على مياه نظيفة والصرف الصحي, أدى إلى زيادة حادة في انتشار الأمراض على غرار الانفلونزا الموسمية و نزلات البرد الحادة التي قد تودي بالحياة خاصة في اوساط الاطفال, نتيجة النقص الحاد في التغذية و الرعاية اللازمة لهذه الفئة الهشة”.

و أضاف الطبيب أنه “حتى موظفو المستشفى يصابون بشكل متكرر بنزلات البرد الحادة أو الفيروسات الموسمية”.

و قال الدكتور زيارة بأن مسكنات الألم أو أدوية البرد والأنفلونزا التي لا تتطلب وصفة طبية, غير متوفرة حاليا بسبب استمرار الحصار والحرب, والمستشفيات مثقلة بالأعباء ولا يمكنها علاج سوى المصابين بجروح خطيرة أو بأمراض مزمنة.

و تابع أن “معظم الحالات الطبية والأمراض هنا لا يتم الاعتناء بها. لقد انهار النظام الطبي بالكامل”, مضيفا بأن هذا النظام كان قبل الحرب ومع استمرار الحصار ونقص الأدوية أضحى “جاثيا على ركبتيه”.

و يعمل الدكتور محمد زيارة في الأصل بمستشفى الشفاء في شمال غزة, لكنه نزح بدوره جنوبا في نوفمبر الماضي بعد صدور الأمر بإخلاء أكبر منشأة طبية في القطاع.

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية لاحظت زيادة في الأمراض المعدية بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجرب واليرقان والإسهال. وفي الجنوب، يمكن لحالات متلازمة اليرقان الحادة المبلغ عنها أن تكون علامة على التهاب الكبد, الذي يلوح في الأفق في المنطقة, وفق خبراء صحة و أطباء.

و مع توقف خدمات الصرف الصحي عن العمل وتدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع, ساد الخوف من ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والأمراض المعدية, وسط ملاجئ مكتظة بالنازحين بما يفوق طاقتها الاستيعابية.

و من بين الامراض المعدية و الاكثر فتكا و انتشارا حاليا في قطاع غزة بين النازحين, وفق نفس الخبراء, الأمراض التنفسية حيث تسجل أعداد متزايدة في الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة, ضف الى ذلك الجرب حيث تم تسجيل حوالي 26 ألف حالة إصابة بهذا المرض الناجم عن انعدام النظافة, و كذا التقمل, حيث يبلغ عدد الحالات المصابة بهذا المرض 360014 حالة وفق مصادر اخبارية.

و كان مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط, ريتشارد برينان, أكد أنه و بسبب تراجع لبرامج التطعيم, يتوقع تفشي العديد من الأمراض المعدية في غزة.

و أضاف خبراء في الصحة و حقوقيون أن المراكز تعاني نقصا فادحا في الادوية و المرافق, و هذا ما زاد من معاناة النازحين الذين لا حول ولا قوة لهم في ظل هذه الظروف القاسية.

و أردف الخبراء أنه لابد من توفير الدعم الصحي والإنساني للمتضررين للحد من انتشار هذه الأمراض وتحسين ظروفهم المعيشية, غير أن تقديم المساعدة للنازحين في “القطاع المنكوب”, يتطلب تعاونا دوليا وجهودا مشتركة لتحسين ظروفهم المعيشية والصحية.

و من بين المطالب التي قد تساهم في انقاذ أرواح الاهالي النازحين من الفلسطينيين, توفير الغذاء والمياه النظيفة والأدوية الأساسية وكذا توفير مأوى وملابس للنازحين و تعزيز الرعاية الصحية أيضا, من خلال توفير الرعاية الطبية والأدوية و تقديم خدمات الصحة النفسية للتعامل مع الضغوط النفسية والصدمات.

و أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية, تيدروس أدهانوم غيبرييسوس, الأربعاء الماضي, أن الوضع الصحي في قطاع غزة “لا إنساني و مستمر في التدهور”, على خلفية عدم قدرة الفلسطينيين من الحصول على الغذاء والماء وكذا تعرض الطواقم الطبية لخطر القصف الصهيوني أثناء قيامها بعملها.

اقرأ المزيد