عيد الفطر المبارك: تقاليد وعادات متنوعة يحييها سكان غرداية

عيد الفطر المبارك: تقاليد وعادات متنوعة يحييها سكان غرداية

غرداية – يعتبر عيد الفطر المبارك الذي يحتفل به الشعب الجزائري عامة على غرار الشعوب الإسلامية من المناسبات الدينية التي يحرص فيها سكان ولاية غرداية على إحياء عادات متنوعة متوارثة عن الأجداد بغرض المحافظة عليها وغرسها في أوساط الأجيال الناشئة. 

 وتتنوع مظاهر الإحتفال بعيد الفطر المبارك حسب كل منطقة بالولاية، حيث عادة ما تنطلق التحضيرات لأجل إحياء هذه المناسبة الدينية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل.

ففي بلدية القرارة (135 كلم شمال/ شرق عاصمة الولاية) تتسابق العائلات عشية العيد لشراء أبهى الملابس والهدايا للأطفال، فضلا عن حرصها على اقتناء ألبسة العيد للأيتام و المعوزين، حسب ما أوضح رئيس جمعية ”الشيخ بن علي طالب مبارك” لمين بن علي.

ويقول لمين بأنه في الليالي الأخيرة من شهر رمضان المعظم تقوم ربات البيوت بعد كل آذان فجر بعجن الخبز” المطلوع” وطهيه، وتوزيعه على المارة من قبل الأطفال.

ويعتبر ارتداء العباءة البيضاء مع الشاش أو القبعة البيضاء (شاشية) يوم العيد من أكثر الألبسة التي يتميز بها السكان بولاية غرداية خاصة الرجال و الأطفال، حيث تجدهم يتوافدون على المحلات التجارية مع اقتراب العيد من أجل شراء هذه الألبسة التقليدية، وهم يعتقدون أن ارتداء اللباس الأبيض يدل على التسامح وصفاء القلوب، مثلما صرح من جهته رئيس جمعية ”تاجمي ن تضفي” التراثية بغرداية، إدريس الشيخ صالح.

كما يتم ببلدية متليلي (45 كلم جنوب مقر الولاية) تجهيز قفة العيد في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الفضيل من طرف أسرة العريس من أجل تقديمها لأهل العروس الجديدة، حيث تحتوي القفة على كسوة لأم العروس و والدها، مع بعض الحلويات ومقتنيات أخرى متنوعة تقدم كهدية لأهل العروسة، حسبما شرح الباحث في علم الإجتماع التربوي، بن عمار عبد الكريم.

 

                  –عيد الفطر المبارك… مناسبة لإحياء عادات قديمة —

 

ومن عادات السكان أيضا أنه وفي ليلة الشك يتم إطلاق البارود ثلاث مرات في حالة ما إذا تم رؤية هلال شوال الذي يحدد دخول مناسبة عيد الفطر المبارك، على خلاف شهر رمضان الذي كان يطلق فيه البارود مرة واحدة إعلانا عن دخول موعد الإفطار، حيث يهتف الأطفال بأناشيد يتغنون بها فرحا بدخول عيد الفطر السعيد” إكتمل الشهر .. غدا العيد، إكتمل الشهر .. غدا العيد” باللهجة الميزابية، ويجوبون بهتافاتهم البريئة كافة الأحياء الشعبية، كما ذكر إدريس الشيخ صالح.

ومن بين العادات التي تتشابه فيها العائلات الغرداوية أيضا التوافد الكبير على المحلات التقليدية من أجل شراء الحناء لتزيين أيادي النساء و الأطفال الصغار احتفالا بهذه المناسبة الدينية، سيما في ليلة العيد بعد تحري هلال شهر شوال، وهناك من يقومون بتحضيرها في المنزل خلال أيام شهر رمضان المعظم.

ويقول رئيس جمعية ”الشيخ بن علي طالب مبارك”، أن الحناء تعد من أهم طقوس العيد بالمنطقة، كما أن هذه العادة مجال تنافس بين الأطفال، خاصة من حيث لون الحناء و نوع النقوش بالنسبة إلى الفتيات الصغيرات اللواتي تطلى بها أياديهن وباطن أقدامهن، في حين يكتفي الصبيان بأصبع السبابة أو على كف اليد.

وأضاف ذات المتحدث أنه من بين الحلويات المشهورة بمنطقة غرداية التي يتم تحضيرها بمناسبة عيد الفطر المبارك هي المقروض بالتمر وحلوة الطابع و الطمينة يضاف لها طبق الحليب مع التمر، وبعضهم يقوم بتوزيع بعضا من تلك الحلويات ليلة العيد على العائلات المعوزة و غير القادرة على صناعة حلوياتها، دلالة على التكافل الإجتماعي الذي يتميز به السكان.

وفي صبيحة العيد و بلباس موحد يرسمه البياض، يتوجه الجميع نحو المساجد لإقامة صلاة العيد في أجواء بهيجة تعلو فيها أصوات التكبير و التحميد، وبعدها يتم تبادل التهاني والتبريكات بين المشائخ و المصلين.

ويشتهر لدى السكان أيضا زيارة المقابر للترحم على الموتى بعد حملة تنظيفها من طرف الجمعيات التي تنظم في الأسابيع الأخيرة من شهر رمضان الكريم، حيث يتم خلالها توزيع الخبز التقليدي الذي يتم تحضيره بالمنزل على زوار المقابر.

ومن جهته، يقول يوسف يحي رئيس جمعية ”الفن و الإبداع” ببلدية متليلي أنه وفي اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك، تنظم زيارات للمرضى بالمستشفيات من قبل الجمعيات الخيرية وتقديم لهم هدايا رمزية بهدف جبر الخواطر والتخفيف من معاناتهم.

اقرأ المزيد