عيد الأضحى: الكيان الصهيوني يواصل انتهاكاته لممارسات الشعائر الدينية في غزة

الجزائر – يحل عيد الأضحى على قطاع غزة, في ضوء تواصل عدوان الاحتلال الصهيوني وتوالي قوافل الضحايا التي ارتفعت إلى أكثر من 122 ألف شهيد وجريح, والتهجير القسري, وسط تفاقم الوضع الانساني والاقتصادي وحرمان الفلسطينيين من ممارسة شعائرهم الدينية, في محاولة لمحو مقومات الوجود الفلسطيني.

ويتعمد الاحتلال وبشكل ممنهج حرمان سكان غزة من مظاهر العيد, وممارسة الشعائر الدينية, لاسيما أداء صلاة العيد في المساجد بعد تدمير أمكان العبادة, ومنع مغادرة القطاع المحاصر لأداء فريضة الحج في الأراضي المقدسة, وذلك امتدادا لانتهاكاته وجرائمه التي تتزامن ومناسبات الاعياد الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة, منذ النكبة إلى النكسة و إلى اليوم في غزة.

عيد الاضحى هذه السنة يأتي محملا بأوجاع ألم الفقد للأهل والدار والأمان والاستقرار, فهو يتزامن مع جريمة التهجير القسري الذي فرضه المحتل على أهالي القطاع, ليعيد إلى أذهانهم مشاهد النكبة, على خلفية اجبار أكثر من 85 بالمائة أي ما يعادل 9ر1 مليون فلسطيني على النزوح للعيش في الخيم ومراكز الايواء غير الآمنة, اثر تدمير أكثر من 360 ألف وحدة سكنية في غزة, ضمن خطة “ابادة الوجود المكاني الاجتماعي”.

كما يلقي الوضع الانساني والاقتصادي المروع بظلاله المؤلمة على العيد, في ظل تحذيرات أممية من مخاطر المجاعة في شهر يوليو المقبل, ودعوات تطالب بإعلان قطاع غزة “منطقة مجاعة”, بالنظر الى ارتفاع نسبة البطالة الى 75 بالمائة وزيادة الفقر إلى أكثر من 90 بالمائة وتوقف 95 بالمائة من المنشآت الاقتصادية عن العمل, وخسائر أولية بقيمة 33 مليار دولار, حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

يأتي ذلك فيما حول الاحتلال الاستيطاني غزة كلها إلى مقابر, تلقي بظلال الحزن والحداد في كل مكان, كما قضى على وجود عائلات فلسطينية بكاملها, وسط فتاوى لإسراع الدفن في مقابر جماعية وعشوائية, لقلة المساحة و ارتفاع عدد الشهداء, في وقت لا تزال عائلات أخرى الى اللحظة تحصي شهدائها تحت الأنقاض, ومن بقيت على قيد الحياة تنتظر الاستشهاد, وبات من بين أفراد كل أسرة شهيد ويتيم وجريح ومفقود ومعتقل ونازح ومبتور أحد الأعضاء الجسدية.

واستهدف الكيان المحتل تفكيك النسيج الاجتماعي بين الفلسطينيين بتقسيم غزة الى شمال وجنوب, وتنفيذ اجراءات العزل والفصل بين القطاع والضفة الغربية والقدس المحتلتين, مما أدى الى انقطاع صلة الارحام وتبادل الزيارات بين الاهالي, لتقتصر شعائر العيد على الدعاء للشهداء والصلاة الى جانب ركام المساجد.

وفي الضفة الغربية والقدس المحتلتين, انتزعت حرب الإبادة على غزة والإعدامات الصهيونية بالضفة و اعتقالات الفلسطينيين و اعتداءات المستوطنين وانتهاكاتهم التي تطال المقدسات الإسلامية في مدينة القدس, فرحة وبهجة العيد وطمست معالمه.

وحسب تصريحات اعلامية لأهالي الضفة الغربية, “لم تعد هناك فرحة في العيد, ففي كل بيت عزاء و شهداء بالعشرات يوميا”, مضيفين أن حالهم “أسوأ مما كان في نكبة عام 1948” و “يقتصر العيد على الطقوس الدينية وصلة الأرحام والدعاء ومساعدة عائلات الشهداء”.

وبهذه العبارة “لا عيد وغزة تباد”, تستقبل القدس المحتلة عيد الأضحى, حيث جدد أهاليها للمرة الثانية على التوالي إعلانهم اقتصار طقوس العيد على الشعائر الدينية, بعيدا عن مظاهر الفرح والبهجة أسوة بعيد الفطر الماضي, احتراما لدماء شهداء غزة.

ويحل العيد على المقدسيين في وقت تتعرض المدينة المقدسة الى حصار صهيوني خانق يعزلها عن محطيها الفلسطيني ويؤثر سلبا على اقتصادها, حيث ارتفعت معدلات البطالة فيها ووصلت عائلات كثيرة إلى حافة الجوع.

و ازداد الطوق الأمني على القدس وتحديدا عند الحواجز الرئيسة قرب جدار الفصل العنصري, الذي يفصل مئات آلاف المقدسيين عن محيطهم ويقسم العائلات على جانبي الجدار, مما يجعل صلة الرحم في العيد شاقة.

وتضاعف حواجز مخيم قلنديا شمالي القدس, ومخيم شعفاط شمال شرقي القدس, وجبع, من التضييق على حياة المقدسيين وتؤدي إلى أزمات مرورية خانقة وإهدار ساعات طويلة من يومياتهم.

وتشكل صلاة العيد في المسجد الأقصى أبرز الشعائر في عيدي الفطر والأضحى, حيث يجمع المسجد عشرات آلاف الفلسطينيين من القدس والداخل الفلسطيني المحتل, لأداء الصلاة.

اقرأ المزيد