وصل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، مساء اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة، بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لتمثيل الجزائر في أشغال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
قمة عربية تبحث تداعيات العدوان على غزة
تُعقد هذه القمة الطارئة، المقررة يوم 4 مارس، وسط تطورات متسارعة وخطيرة تمسّ القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة وما يرافقه من تهديدات وجودية للشعب الفلسطيني. ويأتي هذا الاجتماع الاستثنائي في سياق المساعي العربية للبحث في ما يُعرف بـ “مرحلة ما بعد العدوان”، حيث يتطلب الوضع الراهن تحركًا موحدًا من الدول العربية لمواجهة التداعيات السياسية والإنسانية التي خلفتها الحرب.
محاور القمة.. إعادة الإعمار والموقف العربي الموحد
تُركز أشغال القمة على اعتماد خطة عربية متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، بهدف التخفيف من الأضرار الكارثية التي لحقت بالبنية التحتية والمرافق الحيوية نتيجة العدوان الإسرائيلي. كما ستناقش القمة مسار الدعم الإنساني للقطاع، الذي يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تزداد الحاجة إلى تدخل عربي ودولي عاجل لإنقاذ المدنيين وإعادة تأهيل المناطق المنكوبة.
إلى جانب ذلك، ستسفر القمة عن بيان سياسي يُجسّد الموقف العربي المشترك إزاء المستجدات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن يُؤكد البيان على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للصراع العربي-الإسرائيلي، وفقًا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، باعتبارها شرطًا أساسيًا لإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
الجزائر.. موقف ثابت ودعم مستمر لفلسطين
لطالما كانت الجزائر من الدول الأكثر دعمًا للقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية، حيث تؤكد باستمرار على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. وفي هذا السياق، يعكس تمثيل الوزير أحمد عطاف لموقف الجزائر الراسخ في مساندة فلسطين، والدفع نحو اتخاذ قرارات جادة ومؤثرة داخل الجامعة العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية التوسعية والانتهاكات المستمرة لحقوق الفلسطينيين.
تحركات دبلوماسية مكثفة قبل القمة
عشية انعقاد القمة، شهدت الساحة الدبلوماسية العربية تحركات مكثفة بين وزراء الخارجية العرب، حيث عقدت اجتماعات تحضيرية في القاهرة يوم 3 مارس، بهدف تنسيق المواقف وضبط مسودة البيان الختامي للقمة. ويسعى القادة العرب إلى التوصل إلى رؤية موحدة تُحدد آليات التعامل مع المستجدات على الأرض، سواء من خلال الدعم السياسي أو المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة.
تحديات القمة.. هل تنجح في توحيد الصف العربي؟
رغم أهمية القمة والتحديات التي تفرضها المرحلة الراهنة، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى قدرة الدول العربية على التوصل إلى موقف موحد وفعّال تجاه القضية الفلسطينية. فبين المواقف المتباينة، والانقسامات التي شهدتها الجامعة العربية في السنوات الأخيرة، يظل التحدي الأكبر هو الانتقال من الخطابات السياسية إلى إجراءات ملموسة تُترجم الدعم العربي لفلسطين على أرض الواقع.
ختامًا، يُنتظر أن تكون هذه القمة محطة مفصلية في المسار العربي لدعم فلسطين، فإما أن تُشكّل انطلاقة جديدة لعمل عربي موحد وفعّال، أو تبقى مجرد اجتماع دبلوماسي بلا تأثير يُذكر على مجريات الأحداث في الأراضي الفلسطينية.
الجزائر : كلمة وزير الخارجية أحمد عطاف في القمة العربية بالقاهرة