عبر أنبوب الغاز الجزائري الإيطالي: سوناطراك تدخل السوق السلوفينية رسميًا

عبر أنبوب الغاز الجزائري الإيطالي: سوناطراك تدخل السوق السلوفينية رسميًا - الجزائر

في خطوة جديدة تعكس التوجه الاستراتيجي للجزائر نحو تنويع شركائها في قطاع الطاقة وتوسيع حضورها في السوق الأوروبية، أعلنت شركة سوناطراك، اليوم الثلاثاء، عن توقيع اتفاقية هامة مع الشركة السلوفينية “جيوبلين” لبيع وتوريد الغاز الطبيعي، وذلك بمقر رئاسة جمهورية سلوفينيا، تحت إشراف كل من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والوزير الأول السلوفيني روبرت غولوب.

تعزيز الشراكة الطاقوية الجزائرية السلوفينية

الاتفاق الموقّع بين الطرفين يُمثل خطوة نوعية في مسار التعاون الاقتصادي بين الجزائر وسلوفينيا، حيث ينص على نقل كميات من الغاز الطبيعي الجزائري نحو سلوفينيا، عبر أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا.
وبذلك تكون الجزائر قد أضافت دولة أوروبية جديدة إلى قائمة زبائنها في القارة العجوز، في وقت يشهد فيه الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي ارتفاعًا ملحوظًا، نتيجة للتحولات الجيوسياسية وارتفاع وتيرة البحث عن مصادر طاقة بديلة ومستقرة.

هذا الاتفاق يكرّس عودة الجزائر كفاعل طاقوي موثوق في السوق الأوروبية، ويعكس مدى قدرة سوناطراك على التكيّف مع التحولات الدولية في مجال الطاقة، من خلال البحث عن أسواق جديدة وتعزيز شبكة الزبائن خارج الحدود التقليدية.

سوناطراك توسّع نفوذها في أوروبا

بموجب هذا العقد، تُعزّز سوناطراك مكانتها في السوق السلوفينية، في الوقت الذي تعمل فيه على تلبية الطلب المتزايد على الغاز في الأسواق الأوروبية. ويُعدّ هذا الاتفاق بمثابة نقطة انطلاق لعلاقات استراتيجية أوسع في مجالات الطاقة، بما يتجاوز مجرد بيع الغاز إلى التفكير في استثمارات ثنائية، وتطوير مشاريع مشتركة، ونقل المعرفة والخبرات.

تجدر الإشارة إلى أن الجزائر، باعتبارها ثالث أكبر اقتصاد في إفريقيا، تواصل الاستثمار في بنيتها التحتية الطاقوية، حيث يشكّل أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تُمكّنها من تصدير الغاز إلى أوروبا بكفاءة ومرونة، ما يجعلها شريكًا طاقويًا محلّ ثقة بالنسبة للعديد من الدول الأوروبية.

الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية للاتفاق

الاتفاق الموقّع لا يحمل فقط بُعدًا تجاريًا صرفًا، بل يعكس إرادة سياسية واضحة من الطرفين لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وجعل قطاع الغاز نقطة ارتكاز أساسية للعلاقات الجزائرية السلوفينية في المستقبل. ويؤكّد هذا التوجّه ما صرّح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال زيارته إلى سلوفينيا، حيث دعا إلى ضرورة أن تكون العلاقات الاقتصادية في مستوى العلاقات السياسية الممتازة التي تجمع البلدين.

من جانبه، عبّر الوزير الأول السلوفيني عن ارتياحه لتوسيع التعاون مع الجزائر في مجال الطاقة، مؤكّدًا أن بلاده ترى في الجزائر شريكًا موثوقًا وقادرًا على المساهمة في تحقيق أمنها الطاقوي على المدى الطويل.

نحو تعاون أوسع في مجالات أخرى

الطرفان أبديا استعدادًا لبحث فرص التعاون في مجالات أخرى واعدة، مثل الطاقات المتجددة، وتكنولوجيا تحلية المياه، والصناعة الصيدلانية، وهي القطاعات التي تسعى الجزائر إلى تطويرها ضمن رؤيتها الاقتصادية الجديدة. وتُعزّز هذه الديناميكية الآفاق المستقبلية لشراكة متعددة الأبعاد، لا تقتصر فقط على تصدير الغاز، بل تتوسع نحو خلق استثمارات مشتركة ومشاريع تنموية تخدم المصالح الاقتصادية للبلدين.

الجزائر تثبّت أقدامها كمزوّد رئيسي للغاز في أوروبا

في ظل أزمة الطاقة التي تعرفها أوروبا منذ عام 2022، برزت الجزائر كأحد أبرز الفاعلين الطاقويين الذين يُعوّل عليهم لضمان أمن الطاقة في المنطقة المتوسطية، خصوصًا في ظل تراجع الإمدادات من مصادر أخرى. وتُعتبر سوناطراك حجر الزاوية في هذه المعادلة، بفضل خبرتها، وبنيتها التحتية، وشراكاتها طويلة الأمد مع مختلف الدول الأوروبية.

من خلال هذا الاتفاق الجديد مع سلوفينيا، تواصل الجزائر تثبيت موقعها كشريك استراتيجي في مجال الطاقة، وترسل إشارات قوية على قدرتها على تلبية احتياجات السوق الأوروبية والمساهمة في استقرارها الطاقوي.

اقرأ المزيد