طارق خدير ونهى مطروح…عندما تبدع الطفولة الجزائرية في عالم الروبوتات

الجزائر- يعد الطفلين طارق خدير ونهى مطروح, الفائزين بالمرتبة الاولى بالمسابقة العالمية للروبوت “فيريست غلوبال روبوكو”, رغم صغر سنهما, مثالا للشباب الجزائري الذي لا يفوت فرصة التبوء في الابداع والابتكار في أحدث مجالات البحث والتكنولوجيا عندما توفر له الشروط والامكانيات.

شاب في مقتبل العمر, لا يتجاوز ال15 عاما, ويدرس بثانوية بضواحي العاصمة, تمكن طارق خدير من ولوج عالم الإعلام الآلي والروبوتات بعدما التحق بمركز التكوين المحلي, فرع للمنظمة غير الحكومية الأمريكية “وورد ليرنينغ”, أين اكتشف العديد من فرص التكوين المجانية في مجال الاعلام الآلي والبرمجة.

واعترف الطفل المبتكر ل/وأج, على هامش تكريمه من طرف, الوزير المنتدب لدى الوزير الأول, المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة, ياسين المهدي وليد, اليوم الثلاثاء, أن “تمكنه في تقنيات البرمجة والروبوت ليس بموهبة ولكن ذلك يعود إلى كفاءته في الرياضيات والمجهودات الشخصية المتواصلة بالمنزل للتعلم عن طريق الأنترنيت”.

أصغر من زميلها طارق بسنة وتدرس بمتوسطة ببوإسماعيل, غرب ولاية تيبازة, تنحدر نهى مطروح, التي كرمت هي كذلك من قبل السيد وليد, من أسرة من الطبقة الوسطى, حيث يشتغل والدها في مجال البرمجة والأم متقاعدة.

كانت بدايات نهى مع البرمجة والاعلام الآلي في سن العاشرة مع تعلمها لاستخدامات برنامج “سكراتش” بمساعدة أبيها وأخيها ثم التحقت بمركز التكوين “ألجيرز ستام سونتر” التابع ل “وورد ليرنينغ” في 2019 المتواجد ببلدية بئر خادم بأعالي الجزائر العاصمة أين اكتشفت عالم الروبوت والكيمياء والميكانيك والإلكترونيك.

وكشفت نهى ل/وأج أن مشاركتها في مسابقة “فيريست غلوبال روبوكو”, “لم تكن بالسهلة, لان ذلك تطلب منها التوفيق بين دراستها وانجاز المشاريع التي ترشحت بها”, مضيفة أن “ما كان أصعب هو تنقلها اليومي من بوإسماعيل إلى بئر خادم يوميا لمدة شهرين”.

كما أبرزت أنها تريد تعلم “المزيد” من تقنيات البرمجة والهندسة من أجل بناء روبوتات أكثر حركية ودقة ووظائف.

 

لقاء النابغتين … المنطلق

 

إلتقيت بنهى خلال عطلة الصيف بمناسبة التحضير لمسابقة “فيريست غلوبال” واشتغلنا لمدة ثلاثة أشهر, ثم, عندما قررت جمعية “فيرست كوميتي أنترنسايونال” المنظمة للمسابقة إدراج مسابقة “فيريست غلوبال روبوكو”, وهي مسابقة افتراضية, شاركنا فيها وفزنا بالمرتبة الأولى بعد شهر إضافي من العمل الدؤوب, يقول طارق خدير.

ورغم التحديات التي واجهها طارق خلال فترة تحضيره للمسابقة التي تزامنت مع فترة الامتحانات بالثانوية, تمكن الطفل المبتكر رفقة زميلته من افتكاك المرتبة الاولى وكذلك من تحسين مردوده الدراسي, اذ تحصل على معدلات جد مشجعة, يقول ذات المتحدث.

ومن جهته أثنى الاستاذ المكون للفريق الجزائري, بن حمدي عبد المالك, بقدرات ومجهودات طارق ونهى وذكر أن الطفلين عملا بجد بمعدل خمس ساعات في اليوم بمركز “ألجيرز ستام سونتر” ولم يكن بالأمر السهل لهما التوفيق بين الدراسة والتحضير للمسابقة.

وكانت المنافسة “جد شرسة” شاركت فيها 40 دولة, وكان التركيز على جانب الابتكار في الميكانيك, ما يؤكد الامكانيات الكبيرة لطارق ونهى في هذا المجال رغم صغر سنهما, يستطرد الاستاذ بن حمدي.

وذكر ذات المكون أن الشباب الجزائري “يتوفر على امكانيات كبيرة تستدعي فقط التأطير والتكوين والتشجيع لتنفجر ويحقق من خلالها الاهداف المنتظرة”.

و تعتبر “فيريست غلوبال روبوكو” مسابقة افتراضية, شارك فيها الفريق الجزائري بثلاث روبوتات ونجح في المراحل الثلاث للمسابقة.

و يقوم الروبوت الأول بايصال الشطائر وغسل الأواني, أما الثاني, فيحضر القهوة ويقدمها ويستخدم السلالم وينظف أرضيات القاعات, في حين يتمثل المشروع الثالث في  روبوت تخييم مبرمج لقطع الأشجار وجمع الحطب وإشعال النار وطهي وجبة وحتى رعاية النحل.

جدير بالذكر أن السيد وليد صرح خلال إشرافه على تكريم الفائزين “نحن جد سعداء باستقبال طارق ونهى اللذين شرفا الجزائر بنيلهم الجائزة الاولى في مسابقة دولية للروبوتيك”, مشيرا الى ان هكذا انجازات تؤكد “مدى تمكن الشباب الجزائري في التكنولوجيا”.

واضاف الوزير المنتدب ان “هذا يدفعنا للتفاؤل في ما يخص مستقبل بلادنا”.

اقرأ المزيد