ضرورة اعتماد برامج بيداغوجية حديثة للتكفل بالمصابين باضطراب التوحد - الجزائر

ضرورة اعتماد برامج بيداغوجية حديثة للتكفل بالمصابين باضطراب التوحد

ضرورة اعتماد برامج بيداغوجية حديثة للتكفل بالمصابين باضطراب التوحد

البليدة – أكد يوم السبت مختصون في مجال التكفل بالأطفال المصابين باضطراب التوحد المشاركون في ندوة علمية حملت عنوان “نظرة استشرافية للتكفل بذوي اضطراب التوحد بعيون الممارسين” على ضرورة اعتماد برامج بيداغوجية حديثة للتكفل بهذه الفئة التي تتمتع بقدرات خارقة للعادة.

ويرى المشاركون في هذه الندوة العلمية التي نظمت عبر تقنية التحاضر المرئي تطبيقا للاجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس كوفيد-19 أنه لابد من اعتماد برامج حديثة للتكفل بالمصابين بطيف التوحد تكون مخصصة لمختلف الفئات العمرية بهدف دعم منظومة التكفل الحالية وتطويرها, لاسيما ما تعلق منها بالجانب التأهيلي والتعليمي.

كما دعا المختصون في هذه الندوة العلمية التي بادرت إلى تنظيمها عدد من الجمعيات الرائدة في المجال إلى “ضرورة تكوين أنظمة بشرية متكاملة خاصة وأن هذه الأخيرة تعد الركيزة الأساسية التي تقوم عليها منظومة التكفل ورعاية المصابين باضطراب التوحد”.

وفي هذا الصدد أكدوا على “ضرورة استغلال الامكانيات الهائلة” المتاحة بالجزائر لتطوير منظومة التكفل بهذه الفئة والمتمثلة في الجمعيات والمراكز الوطنية المتخصصة في هذا المجال والتي تضم عددا من الممارسين الذين لديهم خبرة كبيرة في هذا المجال والذين عبروا عن رغبتهم في تبادل المعلومات مع الاولياء.

وفي هذا الصدد أكد مهندس اتصالات متخصص في الذكاء الاصطناعي بدبي عبد العزيز ثاني يوسفي على “ضرورة وضع خطة استراتيجية للتكفل بالاطفال المصابين باضطراب التوحد بهدف اعدادهم للمستقبل وجعلهم أشخاص مبتكرين”, مشيرا إلى أن “الدراسات بينت تمتعهم بقدرات خارقة”.


اقرأ أيضا:      مرض التوحد: ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية متعددة القطاعات


ويرى المهندس ثاني يوسفي في مداخلته أن هذا الهدف لن يتأتى إلا من خلال تجهيز المراكز المتخصصة في التكفل بهؤلاء الاطفال بأحدث التكنولوجيات للرفع من مستوى التأطير والمساعدة على تعديل وتحسين سلوكياتهم.

من جهته دعا الأخصائي النفسي حفيظ بوزيد الى اشراك الأولياء في عملية التكفل بالأطفال بحكم الوقت الطويل الذي يمضونه معهم, مؤكدا على أهمية التنسيق بين الجمعيات لتبادل الافكار والتجارب والتي تصب في مصلحة هؤلاء الاطفال.

واضافة الى الجانب التاهيلي ناقش المشاركون في هذه الندوة العلمية أيضا موضوع التشخيص المبكر لاضطراب التوحد, أين أكدت طبيبة الأمراض العقلية –الاطفال- بمستشفى بباريس (فرنسا) الدكتورة نجية ماحي أهمية العمل على الكشف المبكر بهدف التكفل بهم منذ السنوات الاولى لاخراجهم من عزلتهم.

وهو نفس الطرح الذي تبناه مختص العلاج الوظيفي من سلطنة عمان الدكتور عبد الحكيم الذي أكد أن تأكيد اصابة الطفل باضطراب التوحد لا يمكن أن يفصل فيها في جلسة أو جلستين بل تحتاج الى عدة جلسات وهذا بمعدل اثنين أو ثلاثة أسبوعيا.

للاشارة فقد خلصت هذه الندوة العلمية لجملة من التوصيات التي من شأنها تحسين التكفل بهذه الفئة مستقبلا أهمها اعطاء أولوية لاعداد مخطط وطني للتوحد ودعم عملية التكفل بالمصابين باضطراب التوحد للخروج بهم الى بر الامان بالاضافة الى توفير الخدمات والتدخل والرعاية.