صناعة التمور الجزائرية تتوسع: تصدير إلى 90 دولة وتفوق عالمي

صناعة التمور الجزائرية تتوسع: تصدير إلى 90 دولة وتفوق عالمي - الجزائر

تحت إشراف الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، تم افتتاح الصالون الدولي الثاني للتمور في الجزائر، الذي أقيم في قصر المعارض بالصنوبر البحري. هذا الحدث الهام شهد حضور مجموعة من الشخصيات البارزة في مختلف القطاعات، بينهم الأمناء العامون لقطاعي التجارة الداخلية والبيئة، بالإضافة إلى مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتجارة والتموين، وكذلك ممثلين من السلك الدبلوماسي بالجزائر والهيئات المهنية المختصة.

التمور الجزائرية في طريقها للتوسع العالمي

في كلمته الافتتاحية، أعرب الأمين العام لوزارة الفلاحة عن فخره بالإنجازات التي حققتها صناعة التمور الجزائرية على المستوى العالمي، حيث استطاعت التمور الجزائرية، بمختلف أصنافها، أن تغزو أكثر من 90 دولة في جميع أنحاء العالم. هذه النجاحات تأتي نتيجة للإستراتيجيات المبتكرة التي اعتمدتها الجزائر في هذا المجال، حيث أشار بن ساعد إلى أن قطاع التمور في الجزائر شهد تطوراً مستمراً على مر السنوات الماضية.

زيادة في المساحات المزروعة وتطوير الإستراتيجية

أوضح المسؤول ذاته أن المساحات المزروعة بالنخيل في الجزائر قد تجاوزت الـ174.000 هكتار، موزعة عبر 33 ولاية منتجة للتمور في البلاد. وأضاف أن وزارة الفلاحة تعمل حالياً على إطلاق برنامج طموح لزراعة مليون نخلة إضافية في السنوات القليلة المقبلة، لزيادة الإنتاج وتعزيز قدرة الجزائر على تلبية الطلب المحلي والعالمي.

وأشار بن ساعد إلى أهمية تعزيز الموروث الجيني للتمور الجزائرية، حيث تم إحصاء حوالي 1000 صنف من التمور في مختلف المناطق، وهو ما يعكس التنوع الكبير في هذه المنتجات الطبيعية. كما أكد على أهمية استراتيجيات التسويق والتوسيم لزيادة شهرة المنتجات الجزائرية، مثل صنف “دقلة نور” الذي حظي بسمعة عالمية، في مسعى لتصدير التمور الجزائرية إلى المزيد من الأسواق العالمية.

استراتيجية متكاملة للنهوض بقطاع التمور

أحد أبرز أهداف الاستراتيجية الوطنية هي دعم الاستثمار في قطاع التمور، وهو ما يشمل توسيع المساحات المزروعة وتطوير طرق التحويل والتصدير. حيث أصبح قطاع التمور الجزائري يشكل دعماً مهماً للاقتصاد الوطني من خلال الإنتاج المحلي والتصدير إلى أكثر من 90 دولة حول العالم، ما يعكس النمو المتسارع لهذه الصناعة.

وقد ركزت الجزائر على تحسين جودة المنتج من خلال التوسيم، بما يعزز مكانة التمور الجزائرية في الأسواق الدولية. ويشمل هذا الجانب أيضا عمليات التحويل الصناعي للتمور بهدف زيادة القيمة المضافة للمنتج النهائي.

الصالون الدولي الثاني للتمور: منصة ترويجية ومبادرة للارتقاء بالصناعة

تحت شعار “تمورنا… أصالة واقتصاد مستدام”، انطلقت فعاليات الصالون الدولي الثاني للتمور في الجزائر. هذا الحدث الذي نظمته الغرفة الوطنية للفلاحة شهد مشاركة 180 عارضاً من مختلف ولايات الجزائر المنتجة للتمور، بالإضافة إلى مشاركين دوليين من تونس وليبيا وتركيا. كان الصالون منصة هامة للتعريف بالتطورات التي شهدها القطاع وتبادل الخبرات بين المنتجين والمستثمرين.

أفق مستقبلي واعد لصناعة التمور في الجزائر

من خلال هذه الفعاليات والمشاريع المستقبلية، تسعى الجزائر إلى تعزيز مكانتها كأحد أكبر منتجي التمور في العالم، مع استثمار أكبر في التحويل والتصدير إلى الأسواق الدولية. في ظل الدعم الحكومي المستمر والتوجه نحو زيادة الاستثمارات في القطاع، يبدو أن صناعة التمور الجزائرية ستحقق مزيداً من التطور والازدهار في المستقبل القريب.

ختامًا، إن قطاع التمور في الجزائر يمثل نموذجاً حياً للابتكار والتطوير في مجال الفلاحة، مع تحقيق نجاحات ملحوظة على المستويين المحلي والدولي. مع الاستمرار في استراتيجيات التوسع والتسويق، يُتوقع أن يصبح هذا القطاع من أهم المصادر الاقتصادية للبلاد، بما يعكس قدرة الجزائر على تصدير منتجاتها الزراعية بأعلى مستويات الجودة والابتكار.

تُختتم فعاليات الصالون الدولي الثاني للتمور بمشاركة واسعة من مختلف الفاعلين في القطاع، متوقعًا أن تسهم هذه الفعالية في تحقيق المزيد من النجاح لهذا القطاع الواعد.

اقرأ المزيد