صدور كتاب “الأيديولوجية السياسية والحركة الوطنية في الجزائر” لمحمد شفيق مصباح

صدور كتاب "الأيديولوجية السياسية والحركة الوطنية في الجزائر" لمحمد شفيق مصباح

الجزائر – يعرض كتاب “الأيديولوجية السياسية والحركة الوطنية في الجزائر: من المشاريع الحزبية إلى مشروع النهضة الوطنية (1936-1956)” لمؤلفه محمد شفيق مصباح, بشكل مفصل، الأسس السياسية والايديولوجية لكل تيار من تيارات الحركة الوطنية الجزائرية خلال تلك الفترة, كما يتطرق للعلاقة بين الجيش والأمة.

ويعد هذا الكتاب (349 صفحة)، الصادر عن دار النشر “القصبة”, “تكييفا وفيا” لأطروحة الدكتوراه التي ناقشها محمد شفيق مصباح سنة 1981 بجامعة الجزائر, هذا التكييف يستجيب لإرادة ترمي إلى عرض بيداغوجي للتاريخ المعاصر للجزائر، مما يتيح لشريحة واسعة من القراء التطرق بوضوح إلى موضوع تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية خلال الفترة الممتدة ما بين 1936 و1956.

وقدم هذا الكتاب الذي يحافظ على الطابع الأكاديمي للصيغة الأصلية للأطروحة, عرضا منهجيا حول أصول الحركة الوطنية الجزائرية والتيارات السياسية المختلفة التي كانت تشكلها, كما تكمن أهميته في كونه يشرح -دون أحكام مسبقة- الطابع السياسي والأيديولوجي لكل من تيارات الحركة الوطنية الجزائرية, أولها التيار الوطني (نجم شمال إفريقيا و حركة انتصار الحريات الديمقراطية وحزب الشعب الجزائري) الذي كان صلب الحركة وفقا للمسار العضوي الذي تميز به ثم التيار الاصلاحي البورجوازي, فالحركة الاصلاحية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتيار الشيوعي.

وتعد أطروحة الدكتوراه المقدمة من خلال هذا الكتاب ثرية بمصادرها الوثائقية المكتوبة وأيضا بشهادات مباشرة تم جمعها من الفاعلين وقادة الحركة الوطنية الجزائرية الذين كانوا على قيد الحياة آنذاك, حيث صدرت منذ ذلك الحين منشورات ومذكرات لأولئك القادة أنفسهم ولفاعلين آخرين دون المساس بمحتوى ومضمون أطروحة الدكتوراه المذكورة.

كما أن هذه الأطروحة تشكل امتدادا لمذكرة الدراسات العليا في العلوم السياسية, والتي تناولت نفس الموضوع, حيث تمت مناقشتها سنة 1974 بجامعة السوربون (باريس2), مما يعني أن تاريخ الحركة الوطنية كان ولا يزال في صميم المسيرة الفكرية لمحمد شفيق مصباح.

ويختتم مؤلف الكتاب، محمد شفيق مصباح -الذي انضم إلى الجيش الوطني الشعبي في سن مبكرة- بحثه بالتركيز على إشكالية أساسية تتمثل في العلاقة بين الجيش والأمة, وهي إشكالية برزت منذ السنوات الأولى للثورة التحريرية.

وعلامة على الطبيعة الأكاديمية لهذا البحث, فإن مؤلف الكتاب لم يخف أبدا اضطلاعه بمهمة “المثقف العضوي”، كما أشار إلى ذلك عالم الاجتماع الإيطالي, أنطونيو غرامشي, ويظهر ذلك بوضوح من خلال كتاباته اللاحقة, خاصة تلك التي نشرت منها, حيث يؤكد فيها تشبثه الراسخ بهذا الدور في سبيل وطنه الذي يفتخر به دون عقدة.

ومن المهم الإشارة إلى أن محمد شفيق مصباح اختار أن تكون مقدمة كتابه بقلم العقيد الراحل يوسف الخطيب المعروف بـ”سي حسان”, المجاهد والمقاوم الفكري الذي أشرف على قيادة الولاية التاريخية الرابعة لجيش التحرير الوطني, وكل هذا يدل على أن المنتوج الفكري الذي يقدمه لايزال يتمسك بدقته وأصالته, كما كان الأمر منذ مناقشة أطروحة الدكتوراه سنة 1981.

و مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية محمد شفيق مصباح، يعد شخصية معروفة على الساحة الوطنية, حيث استهل مسيرته المهنية كصحفي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائري, ثم ضابطا ساميا في الجيش الوطني الشعبي قبل أن يلتحق مرتين بديوان رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس اليامين زروال ثم الرئيس عبد المجيد تبون.