صحيفة “لو جون انديبوندون” تشجب المرتزقة الذين يريدون استغلال الحراك من أجل زعزعة استقرار الدولة

الجزائر – جاء في مقال نشر اليوم الخميس في يومية “لو جون انديبوندون” أن الحراك الشعبي المتميز بالسلمية المثالية الى غاية الأن  يعتبر “السلاح الأمثل” الذي يحاول “مرتزقة” استعماله على غرار محمد- العربي زيطوط من أجل “زعزعة مؤسسات الدولة الجزائرية”.

وتحت عنوان “عدو الوطن يدعو الى العصيان المدني” تساءل الصحفي محمود بن مصطفى ” كيف لهذا الشخص الذي لا تعادل شهرته المزعومة سوى التضليل، أن يحاول تحريك جزء من المجتمع ليحقق الانتقام” و ” كيف لأحد بقايا عشرية رفضها الجزائريون كونها دامية و سوداء أن يحاول اللعب على براثن الشك في صفوف شعب من أجل تحقيق رغبته في تدمير حماس شعبي و تحويله الى عنف غير مبرر و أعمى”.

وكتب صاحب المقال يقول ” قد يكون السؤال الأجدر يتمثل في معرفة لماذا يريد هذا اللاجئ في لندن تسوية حساباته مع بلده من خلال التضحية بشعبه؟ ذلك لأن محمد -العربي زيطوط يلعب آخر أوراقه” معتبرا أن هذا الشخص ” يحاول من خلال فيديوهاته المرسلة انطلاقا من العاصمة البريطانية زعزعة الحراك من خلال الزج به كل مرة نحو التطرف و العنف”.

كما أضاف “من خلال دعوته المواطنين الى الخروج كل يوم من أجل وقف النشاطات الاقتصادية فان هذا الشخص الذي لا يحمل من اسم دبلوماسي سوى الوصف الذي نسبه لنفسه بغير حق، يشغل فضاءا مغلقا. و من خلال رغبته في استثمار الشبكات الاجتماعية الرقمية على غرار اليوتوب و الفايسبوك فانه يريد أن يكون زعيم رأي و صانع رأي عن بعد. و باستثناء بعض أزرار +اعجاب+ و التعليقات المقتضبة فان هذا المضلل القادم من بلاد الضباب يتكلم مع نفسه و بكل حقد حيث يتهجم على الدولة الجزائرية”، حسب كاتب المقال.

ويرى بن مصطفى أنه اذا كان هناك مانحين يتميزون بالسخاء و جد كتومين يمولون الحسابات الرقمية لهذا الشخص فانه من المؤكد أن هذه الأعمال بعيدة كل البعد عن الإحسان” و أن الأمر ” يتعلق هنا بتمويل احد الفيروسات المبرمجة من أجل تدمير الجزائر” مؤكدا أن “الظرف الاقتصادي هش لهذافان هذه العصابة التي تعمل على تدمير الجزائريين، تستخدم هذا العدو الداخلي الذي ينتهج و يفرط في خطاب قديم بثلاثين سنة تقريبا من أجل تغيير وجهة الحراك الشعبي و الزج به في العنف”.    

وأضاف أن “هذا المُتلاعب الصريح و المسير السابق لسفارة الجزائر بطرابلس الذي رفض الالتحاق بوزارة الشؤون الخارجية في الجزائر العاصمة عقب نهاية عهدته بالعاصمة الليبية يلجأ لاستعمال الصبغة الدينية إذ يستغل رئيس حركة رشاد، “الجبهة الاسلامية للإنقاذ-في حلتها الجديدة” المستقر حاليا بإنجلترا الأخطاء و الهفوات التي يرتكبها بعض أعوان الدولة، على غرار تلك التي ارتكبها والي مستغانم الأسبوع الفارط لتوجيه الاتهامات للدولة برمتها”، مضيفا أن حرصه على “تعزيز الاستياء الشعبي ما هو إلا محاولة لتوجيه هذا الأخير و تصعيد الأمور قصد اضعاف المؤسسات السياسية للجزائر الجديدة”.

وكتب الصحفي أنه “بإعادة الحزب المُنحل إلى الواجهة لا سيما عن طريق القناة التلفزيونية “المغاربية” الكائن مقرها بباريس يسعى هذا الشخص الذي يهاجم بشكل تلقائي الجيش الوطني الشعبي بدافع الاحباط الشخصي و ليس من منطلق مذهبي أو عقائدي، ذريعته المفضلة، إلى إعادة المشهد المأساوي +للعصيان المدني+ لسعيد مخلوفي في طبعته 2.0″.

وأضاف أن “هذا الشخص يأمل بدعوة الشعب إلى الخروج بقوة كل أيام الأسبوع من أجل تعطيل سير الموانئ و المطارات و باقي القطاعات الحيوية و عرقلة سير العجلة الاقتصادية في وقت الجزائر فيه في أمس حاجة إلى مضاعفة الجهود من أجل تجاوز الأزمة التي بدأت بوادرها تظهر مع تفاقم الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن فيروس كورونا و انعكاساته الاقتصادية”.

وأكد السيد بن مصطفى أن الهدف وراء التحريض على التمرد و المعارضة و العصيان يكمن في خلق مناخ من التحدي في أوساط الشعب ازاء مؤسسات الدولة”: الرئاسة و الجيش و على رأسها الحكومة و إلا فكيف تُفسر هذه النداءات المتكررة لحمل الجزائريين إلى جعل حراك يوم الجمعة تقليدا يوميا بخروجهم كل أيام الأسبوع من أجل +اسقاط النظام+؟ لكن الجزائري برهن تطلعه إلى التغيير و هو طموح أقل ما يقال عنه أنه شرعي، و ليس إلى هدم و تدمير البلاد”.

وبرأي ذات الصحفي فان “موجة الاستفزازات التي ما فتئت تتضاعف خلال أيام الجمعة الماضية و من الآن فصاعدا أيام السبت تحفز زوال الطابع السلمي للحراك بسبب خطاب الكراهية لهذا المنشق مالك مخابز بلندن”، مضيفا أن “الثورة المُسيرة عن بعد من بريطانيا هي الحلم الدفين لهذا الاسلاموي الذي يفرغ شحنة حقده و كراهيته ضد بلده”.

وأردف يقول أن “حس اليقظة الذي يتحلى به الشعب كل أيام الجمعة ما فتئ يبرهن لمن يزعم أنه يقود هذا الأخير بأن الجزائريين متمسكين أيما تمسك بالطابع السلمي لحركتهم التي وصفها الرئيس عبد المجيد تبون بالمباركة و الشرعية”.

وخلص السيد بن مصطفى إلى القول أن “رئيس الجمهورية الذي انتخب بتاريخ 12 ديسمبر المنصرم بصدد وضع الإطار التنظيمي لإعادة بناء الجمهورية بعد مضي 20 سنة من الانحطاط. ما من شك أن الأمر ليس بالهين سيما و أن الجهد الجماعي يتطلب تعبئة موارد البلاد لاسيما تفاني كل فرد من أجل تجاوز الصعوبات و بلوغ بر الأمان و افشال هذا المشروع هو تحديدا الحلم الخفي لزيطوط و عرّابيه”.

 

اقرأ المزيد