صحيفة ألمانية: الحرب المستعرة في الصحراء الغربية تنهك النظام المغربي

برلين (ألمانيا) – أكدت صحيفة “يونكا فيلت” الألمانية أن الحرب المستعرة في الصحراء الغربية المحتلة، منذ 13 نوفمبر 2020 بعد خرق المغرب لإتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى مربع الصفر، تنهك الإحتلال المغربي، مشيرة الى أن تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني جعل الرباط في مواجهة مع الشعب المغربي الرافض لهذا القرار.

كما توقف صاحب المقال, الصحفي الالماني “يورغ تيدشن” المتخصص في قضية الصحراء الغربية, عند “الانحراف المفاجئ” لموقف رئيس الوزراء الإسباني”بيدرو سانشيز” تجاه قضية الصحراء الغربية, مضيفا بأن “اسباب هذا الانحراف الذي تم ب 180 درجة غير واضحة حتى اليوم”.

و أبرز, في السياق, أن “سانشيز ليس من بادر بالإعلان عن هذا “الموقف المفاجئ” في ذلك الوقت بل أعلنه الجانب المغربي الذي نشر مقتطفات من رسالة يزعم أن رئيس الوزراء الاسباني كتبها إلى ملك المغرب, مردفا: “أصل هذه الرسالة لم يظهر بعد, و تستمر الشائعات بأن المغرب كانت له أوراق ضغط لإحداث هذا التحول”.

من جهة أخرى, تناول  الصحفي  الالماني و بإسهاب ما يعرف بفضيحة  “ماروك- غايت” التي انكشفت خيوطها نهاية عام 2022, عندما اعتقل المحققون البلجيكيون مجموعة من البرلمانيين والسياسيين في الاتحاد الأوروبي ومعاونيهم بحقائب معبأة بالأوراق النقدية في مداهمة كبرى, و التي كانت العنوان الابرز لسياسة “دفع الرشاوى و استغلال النفوذ على مستوى البرلمان الأوروبي”.

و إستدل في هذا الاطار بما اوردته صحيفة” لوسوار” البلجيكية, استنادا الى تحقيقات الامن البلجيكي نهاية العام 2021 بعد تلقيها لمعلومات “من جهاز استخبارات أجنبي”, مفادها أن المغرب يوظف “أشخاصا مقربين من البرلمان الأوروبي” من أجل “التلاعب بأعضاء لجان البرلمان الأوروبي” لتبني مواقف تخدم مصالح المغرب, و خاصة ما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية المحتلة.

كما تطرق “يورغ تيدشن ” الى فضيحة تجسس المخزن عبر البرنامج الصهيوني “بيغاسوس”, موضحا أن منظمة “سيتيزن لاب” الكندية كشفت في العام 2016 أن المغرب كان إحدى الدول التي استخدمت برنامج التجسس الصهيوني.

 

تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني وضع الرباط في مواجهة مع الشعب 

 

 

و أبرز, في السياق, أن الرباط لم تكن تتجسس فقط على المعارضين في بلدها, ولكن أيضا على سياسيين أجانب من أمثال رئيس الوزراء الإسباني, بيدرو سانشيز, مذكرا بأن البرلمان الاوروبي, بعد تلقي التقرير النهائي للجنة التحقيق في هذه الفضيحة, أصدر  قرارا وبخ فيه المغرب بسبب قضية “بيغاسوس” الصيف الفارط.

و لم يستبعد الاعلامي الالماني أن تكون “السلوكات الطائشة للرباط السبب وراء تساهل الاتحاد الأوروبي بقبول انتهاء سريان العمل باتفاق الصيد البحري مع المغرب خلال الصيف المنصرم”, مشيرا الى  انه سبق لمحكمة العدل الأوروبية ان خلصت الى أن الاتفاق “يعد لاغيا وغير قانوني”, بسبب استغلال مناطق الصيد الواقعة في اقليم الصحراء الغربية تحت غطاء الاتفاق المذكور.

يشار الى انه من المتوقع  صدور الحكم النهائي لمحكمة العدل الأوروبية حول الدعاوى التي رفعتها جبهة البوليساريو بخصوص هذه الاتفاقيات و  الاستئناف الذي قدمته مفوضية الاتحاد الاوروبي, خلال الثلاثي الاول من عام 2024.

و قال الصحفي الالماني في هذا الصدد: “إذا ما ثبتت محكمة العدل الاوروبية الحكم الحالي, فمن المرجح أن تصبح أحلام “الهيدروجين الأخضر” الذي منشأه أراضي الصحراء الغربية المحتلة في مهب الريح”.

و تطرق الصحفي ايضا الى فضيحة “فريق خورخي” و هو عبارة عن وكالة تضليل صهيونية متخصصة في التأثير على الجمهور عبر نشر الأخبار المزيفة حول العالم, مذكرا في هذا الاطار بإقالة مقدم برامج التلفزيونية في قناة” BFM ” التلفزيونية الفرنسية, رشيد مباركي, والذي كان متورطا في حملة “فريق خورخي” لصالح احتلال المغرب للصحراء الغربية, حسبما كشف عدد من الصحفيين الاستقصائيين العاملين بمشروع “فوربيدن ستوريز”  بداية العام 2023.

في ختام المقال, أكد الصحفي الالماني أن” تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني, نهاية 2020, وضع الرباط في مواجهة مع الشعب المغربي, مشيرا الى ان الملك المغربي محمد السادس الذي يرأس “لجنة القدس”, وهي إحدى المؤسسات المسؤولة عن حماية الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس, لم يفعل شيئا وبقي عاجزا أمام الاعتداءات  المتكررة على المسلمين في المدينة المقدسة.

و أبرز في سياق ذي صلة أن “النظام المغربي قام بحظر ومنع التظاهرات المتضامنة مع  فلسطين في البلاد, و هذا حتى بعد أحداث 7 من أكتوبر الماضي (بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة) و”هو ما يضع الملك المغربي في موقف لا يحسد عليه”.