“شهر العسل” الصهيوني-المغربي مستمر رغم حرب الإبادة في غزة

باريس- أثارت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية التعاون العسكري المغربي-الصهيوني الذي يتعزز في ذروة العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني بإستعمال شتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليا, بينما يصر المغرب على عقد المزيد من عقود التعاون لشراء معدات عسكرية جديدة من الكيان المغتصب.

ويأتي هذا التعاون العسكري المغربي مع الكيان المجرم, الذي وصفت الصحيفة مساره ب”شهر العسل”, في أوج دعوات المجتمع الدولي لوقف جميع أشكال التعاون من شراء وبيع للأسلحة من الكيان الصهيوني بهدف وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ ما يقرب 10 أشهر.

وفي تقرير تحت عنوان التحالف العسكري بين المغرب والكيان الصهيوني “يتعزز رغم الحرب في غزة”, تحدثت صحيفة “ليزيكو” عن بداية جني الاحتلال الصهيوني ثمار ما يعرف ب”اتفاقيات السلام” في أوج حرب الابادة الدائرة في قطاع غزة, مذكرة بالصفقة التي أبرمتها شركة الصناعات الجوية الصهيونية مع الحكومة المخزنية لتسليم قمرين صناعيين “للمراقبة” إلى المغرب في غضون خمس سنوات.

وحسب الصحيفة الفرنسية, تعد هذه الصفقة, التي تبلغ قيمتها مليار دولا, أكبر عقد بين الطرفين منذ اتفاقات أبراهام نهاية عام 2020, والتي سمحت بتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والمغرب, بينما يعاني فيه المغرب من أزمة اقتصادية واجتماعية “خطيرة”.

واعتبرت “ليزيكو” بأنه وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام, أصبح الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة المورد الثالث للمعدات العسكرية للمغرب بحصة تبلغ 11 بالمائة في هذا السوق, وترجم هذا التعاون في يونيو الماضي, من خلال فضيحة مدوية تمثلت في السماح لمركبة إنزال للجيش الصهيوني بالتوقف في طنجة للتموين بالوقود والغذاء, بينما منعت إسبانيا, التي تنتقد بشدة الحرب الدائرة في قطاع غزة, قبل بضعة أيام سفينة ترفع العلم الدنماركي وتحمل 27 طنا من المتفجرات من الهند متجهة إلى الكيان الصهيوني من التوقف في أحد موانئها.

وانتقلت بعدها الصحيفة الفرنسية للحديث عن المظاهرات التي تعم منذ أشهر مدن المغرب للتنديد بفضائح تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني والمطالبة بتجميد التعاون مع الاحتلال, أو حتى التراجع عن تطبيع العلاقات بين الجانبين, مبرزة أن هذه الاحتجاجات “بعيدة كل البعد عن تحقيق هدفها”, مستشهدة بتصريح لحسني عبيدي, مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسطي, الذي أكد “أنه تم الترخيص لهذه المظاهرات لأنها تشكل صماما للسماح للسكان بالتعبير دون إعاقة الحكم المغربي” لا سيما وأن هذا الأخير جعل من مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني “مسألة وجودية” من خلال ربطها بأمن المملكة.

اقرأ المزيد