الصيام شريعة رفيعة القدر، عظيمة الأجر، تذكّر الإنسان بنسبه السماوي، وأصله الروحاني، أليس الإنسان نفخة من روح الله الأعلى، وقبسا من نوره الأسنى؟ بلى إنه كذلك، ولكنه ينسى، وتغلبه طبيعة الحمأ المسنون، فيجيء شهر الصيام ليقول للإنسان اضبط شهواتك، واجعل غرائزك تُقاد ولا تقودك، واجعلها تحت هيمنة الفكر الرشيد والتصرف السديد. الصيام الذي شرعه الله يُحاط بجوّ نقي من الأدب، أدب الصمت الذي يجعل الإنسان لا يخوض في النواحي الجنسية، وهو ما يسمى بالرفث، ويجعل الإنسان يلوذ بأدب الصمت في النواحي الأخرى، فيبتعد عن الثرثرة واللغو والمجون، ويجعل الإنسان يُؤثِر الصفح والسماحة، فإذا شاجره أحد أو خاصمه أبَى أن ي
شريعة الصيام