شد وجذب بين المعارضين والداعمين للعهدة الخامسة

إستنفر حزب جبهة التحرير الوطني، قواعده النضالية لدعم ترشح الرئيس بوتفليقة للاستحقاقات الرئاسية المقبلة، وذلك بالتزامن مع دعوات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج إلى الشارع في مسيرات سليمة يوم 22 فيفري الجاري، احتجاجًا على العهدة الخامسة التي يرونها خطرًا على البلاد، وفق تعبيرهم.

وأبرق المنسق العام لقيادة حزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، تعليمة إلى رؤساء المحافظات بتاريخ 15 فيفري الجاري، يدعوهم فيها إلى “عقد جمعيات عامة تحسيسية في كل محافظات الحزب يومي الجمعة والسبت القادمين 22 و23 فيفري على أن تجمع هذه الجمعيات كل مكونات الحزب على المستوى القاعدي”.

واشترطت التعليمة مشاركة كل أمناء المحافظات ومكاتبها، بالإضافة إلى أمناء القسمات ومكاتبها، نواب الحزب في البرلمان بغرفتيه (المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة). بالإضافة إلى رؤساء المجالس الشعبية الولائية والبلدية ورؤساء الكتل وأعضاء المجالس المنتخبة، ناهيك عن إطارات الحزب من مجاهدين وأبناء الشهداء، أعضاء اللجنة المركزية ونواب البرلمان السابقين وكذا مناضلي الحزب على مستوى المنظمات الوطنية وتنظيمات المجتمع المدني.

وقال معاذ بوشارب” أدعوكم إلى بلوغ تعبئة شاملة لقواعد حزبنا النضالية من خلال تعزيز وحدة الحزب ولم شمل جميع الإطارات والانتخابات والمنتخبين والمناضلين والتفافهم بإخلاص وتفان حول مرشح الحزب”، مطالبًا أمناء المحافظات بفتح قسمات الحزب أمام المناضلين والمواطنين للتحسيس بأهمية الانتخابات الرئاسية ومباشرة العمل استعدادً لخوض حملة انتخابية قوية وناجحة”.

تعليمة حزب جبهة التحرير الوطني لحشد أنصاره، تأتي عقب خروج المئات من المتظاهرين إلى الشارع، في مسيرات ضد العهدة الخامسة، كان من بينها المسيرة الضخمة التي نُظمت بمدينة خراطة (ولاية بجاية)، يوم الجمعة، رُفعت فيها شعارات” لا للعهدة الخامسة” و”أعيدوا الكلمة للشعب” وغيرها من الشعارات المناوئة لنظام.
رفض واحتجاج

ومنذ 10 فيفري الماضي، تاريخ نشر رسالة ترشح بوتفليقة الموجهة إلى الشعب الجزائري، تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المنتقدة للوضع السياسي في البلاد، ورغبة صناع القرار في ترشيح الرئيس بوتفليقة بالرغم من متاعبه الصحية.

وأقرّ بوتفليقة في رسالة ترشّحه، بأنه لا يملك القوة البدنية ذاتها التي كان عليها. وقال “لم أخفِ هذا يوماً على شعبنا، إلاّ أنّ الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قَطُّ، بل ستُمكنُني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض، وكل امرئ يمكنه التعرّض له في يوم من الأيام”، وهو ما إعتبره نشطاء على أنه دليل على عدم قدرة الرئيس على الاستمرار في الحكم.
السلطة تُهوّن من معارضيها

في مقابل ذلك، هونت السلطة من “معارضة العهدة الخامسة”، بينما يقود عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية للمترشح بوتفليقة حملة مسبقة، لحشد أكبر عدد ممكن من الداعمين للرئيس الحالي، محاولًا في كل خرجاته الدفاع عن أهلية بوتفليقة لقيادة البلاد لمدة 5 سنوات أخرى، بعدما شككت أحزاب وشخصيات بأنه “ربما لا يعلم شيئًا عن فحوى الرسالة”.

وفي وقت سابق، أعلن أويحيى أن بوتفليقة “لن يقوم بتنشيط حملته الانتخابية شخصياً”، بداعي أن الشعب الجزائري “يعرفه وقد اختاره عام 2014 على الرغم من حاله الصحية”.

في حين فجرت تصريحاته لقناة فرانس 24 حول رد فعل الشارع من العهدة الخامسة بقوله إن “الشعب الجزائري سعيد بترشح الرئيس بوتفليقة وانتظاره بفارغ الصبر هذا الإعلان”، جدلاً حاداً على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرها البعض محاولة للحديث باسم الشعب الجزائري