شاهد.. إيران تعلن إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري

أعلنت إيران الأربعاء، أنها أطلقت بنجاح أول قمر اصطناعي عسكري، بعد شهرين من فشل وضع قمر اصطناعي علمي في المدار وفي خضم التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إنه أمر البحرية الأمريكية بتدمير أي زوارق إيرانية إذا تحرشت بالسفن الأمريكية في البحر.

وكتب ترامب على تويتر بعد أن أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أطلق أول قمر صناعي عسكري في مداره: “وجهت البحرية الأمريكية بتدمير أي زوارق إيرانية إذا تحرشت بسفننا في البحر”.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني عن وضع القمر في المدار مثنياً عبر موقعه على شبكة الإنترنت على “نجاح كبير تسجله الجمهورية الإسلامية وتطور جديد في مجال الفضاء”.

وكتب موقع الحرس الثوري “سباه نيوز”، أن القمر “نور 1” أطلق بنجاح، صباح الأربعاء، “بواسطة صاروخ من طراز ‘قاصد’ من صحراء إيران المركزية”، موضحاً أن القمر الاصطناعي “استقر في مداره حول الأرض على ارتفاع 425 كيلومتراً”.

وبث التلفزيون الحكومي صوراً لما قدمه على أنه القمر الاصطناعي الذي تم تركيبه على صاروخ لإطلاقه الأربعاء.

ويمكن على جسم الصاروخ قراءة اسمه “قاصد” وكتابة “سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما کنّا لَهُ مُقْرِنِینَ”.

وقال وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أزاري جهرومي، الأربعاء، إنه زار موقع الإطلاق قبل ثلاثة أسابيع وأشاد “بالإنجاز الوطني العظيم”، معرباً عن “تهانيه الخالصة للقوة الجوفضائية” لدى الحرس الثوري.

وأضاف الوزير على تويتر: “إنها ممتازة” في إشارة إلى القمر الاصطناعي والقاذف الذي يعمل “بالوقود الصلب والمؤلف من ثلاث طبقات”.

ويأتي ذلك بعد أكثر من شهرين على إطلاق إيران قمراً اصطناعياً أخفقت في وضعه في المدار في 9 فيفري.

وأكدت طهران حينذاك، أن إطلاق القمر العلمي “ظفر” الذي حصل قبل أيام من الذكرى الحادية والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، ليست له أبعاد عسكرية.

وقد دانت فرنسا والولايات المتحدة إطلاق القمر حينها واتهمتا طهران بالعمل على تعزيز خبرتها في مجال الصواريخ البالستية من طريق إطلاق أقمار اصطناعية.

لكن طهران تشدد على الطابع “السلمي” لبرنامجها الفضائي وتدحض الادعاءات بأن له بعداً عسكرياً.

وسط الجائحة
تفاقم العداء المزمن بين طهران وواشنطن منذ أن قرر ترامب في ماي 2018 الانسحاب من جانب واحد من الاتفاقية النووية الدولية مع إيران الموقعة في 2015 وإعادة فرض عقوبات اقتصادية شديدة على إيران.

وبلغ التوتر أشده بعد قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية في بغداد في 3 جانفي.

ومؤخراً، وضعت حادثة جديدة البحرية الأمريكية والحرس الثوري وجهاً لوجه في 15 أفريل في مياه الخليج. وتؤمن إيران بأحقيتها في منطقة الخليج وتستنكر الوجود العسكري الغربي في هذا المدخل البحري الحيوي لإمدادات النفط العالمية.

ويأتي الإعلان عن إطلاق القمر الاصطناعي العسكري الأربعاء، على خلفية أزمة صحية خطيرة في إيران وهي من الدول الأكثر تضرراً من جائحة فيروس كورونا المستجد.

وتتهم الجمهورية الإسلامية الولايات المتحدة بممارسة “الإرهاب الاقتصادي”، إذ تواجه طهران كلاً من الوباء والعقوبات الأمريكية التي تخنق اقتصادها منذ 2018.

ومنذ عدة أسابيع تؤكد إيران أن العقوبات الأمريكية أضعفت قدرتها على مكافحة الوباء من خلال خنق البلاد مالياً والحد من قدرتها على الاقتراض في السوق الدولية.

ويفترض نظرياً أن تكون السلع الإنسانية مثل الأدوية والمعدات الطبية على وجه الخصوص معفاة من العقوبات، ولكن في الواقع تفضل البنوك الدولية رفض أي تحويل على صلة بإيران أياً كان المنتج المعني، بدلاً من التعرض لسياط العقوبات الأمريكية الانتقامية.

وأعلنت إيران في مارس، أنها طلبت من صندوق النقد الدولي خط ائتمان طارئاً يصل إلى نحو 5 مليارات دولار.

لكن واشنطن التي تملك حق النقض في المؤسسة المالية وتشن حملة ممارسة “أقصى ضغوط” على إيران قالت حتى الآن إنها لا تعتزم السماح بمثل هذا القرض متهمة طهران باستخدام مواردها لتمويل “الإرهاب في الخارج”.

وسجلت إيران رسمياً ما يقرب من 5400 وفاة بسبب فيروس كورونا ونحو 86 ألف إصابة، وهي أعلى حصيلة في الشرق الأوسط.

ويقدر البعض، سواء خارج البلاد أو داخلها، أن هذه الأرقام أقل من الحقيقة، ويتحدثون عن ارتفاع عدد الوفيات بأربع إلى خمس مرات.

اقرأ المزيد