سيناريوهات الابادة الجماعية متواصلة بغزة وحصيلة الشهداء في ارتفاع

الجزائر- يواصل الكيان الصهيوني بقواته ومستوطنيه, سيناريوهات الابادة الجماعية التي ينفذها منذ عشرة أيام بحق الشعب الفلسطيني, كحال سكان غزة الآن و أيضا أبناء هذا الشعب في عديد المدن بفلسطين المحتلة, في ظل استمرار الاحتلال و اصراره على معادلة القتل والتهجير للسكان, بحجة ضرب حركة المقاومة الاسلامية “حماس”.

ويرفض الاحتلال حتى الآن أي وقف لإطلاق النار بل لجأ بالمقابل الى تكثيف قصفه وحصاره لقطاع غزة ورفع وتيرة الاعتقالات بعدد من المدن الفلسطينية المحتلة وتصعيد حربه ضد الاسرى بسجونه.

ويعكس رفض الكيان الصهيوني لأي وقف لإطلاق النار, عدم اكتراثه لحياة الفلسطيني الذي يموت كل دقيقة تحت قصف جيشه.

وحذر مسؤولون فلسطينيون وأمميون من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة, حيث أدت عشرة أيام من القصف المتواصل إلى تسوية أحياء بالأرض و استشهاد ما لا يقل عن 2808 فلسطيني و اصابة أكثر من 10 آلاف آخرين.

و استنادا لما اعلنه الناطق باسم حركة “حماس”, حازم قاسم, فإن الاحتلال “قتل أكثر من ألف طفل في عدوانه المستمر على قطاع غزة, في سلوك نازي وجريمة حرب مكتملة الأركان, ما يستدعي موقفا واضحا من المؤسسات الدولية كلها”.

وقال أن “الدول التي تقدم دعما للاحتلال في عدوانه هي شريكة في قتل الأطفال والنساء والمدنيين”, مضيفا : “على كل الدول والكيانات والمؤسسات الدولية أن تنحاز لما تعلنه من قيم ومبادئ, وتعلن استنكارها الواضح لهذا القتل المفتوح والمستمر للأطفال في غزة”.

الوضع الخطير الذي يتخبط فيه سكان غزة, تحدث عنه فيليب لازاريني, المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا), حيث كشف أنه “لم يسمح بدخول قطرة ماء واحدة ولا حبة قمح واحدة ولا لتر من الوقود إلى قطاع غزة خلال الأيام الثمانية الماضية”, مشيرا إلى ان ذلك يهدد ب “كارثة إنسانية غير مسبوقة” في القطاع الساحلي.

 

== 50 عائلة أبيدت بشكل كامل بفعل العدوان الصهيوني ==

 

بدورها, قالت وزيرة الصحة الفلسطينية, مي الكلية, إن “50 عائلة أبيدت بشكل كامل بفعل القصف (الصهيوني) ومسحت من السجل المدني بشكل كامل”.

ويستهدف الاحتلال غزة بما فيها من اجل احداث أكبر دمار لمنازل المواطنين والبنية التحتية, خاصة ما تعلق بالمستشفيات وما تتعرض له بغرض اخراجها عن الخدمة, ومنه قتل اكبر عدد من الفلسطينيين, الى جانب قصفه المستمر لمدارس “الأونروا” التي يحتمي فيها النازحون الغزاويون, من جحيم النيران الصهيونية.

فالاحتلال يستهدف القطاع الصحي بغزة ويطالب بإخلاء المستشفيات, غير أن الطواقم الطبية رفضت و أصرت على البقاء.

ووفق مصادر محلية, فقد استشهد 7 أفراد من طواقم الدفاع المدني في غزة ليلة أمس الاحد في غارتين لطائرات الاحتلال الحربية في حي “تل الهوا”, جنوب غرب مدينة غزة, ووسطها.

و اصدرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة, لين هاستينجز, تحذيرات من نفاد المياه المتوفرة لدى المنظمة الأممية لمساعدة السكان, إما غدا الثلاثاء أو بعد غد الأربعاء على الأكثر, وطالبت بضرورة السماح على الفور بدخول إمدادات الإغاثة إلى القطاع.

على صعيد متصل, انتقدت وكالات الإغاثة, ومن بينها تلك التابعة للأمم المتحدة, واللجنة الدولية للصليب الأحمر, فضلا عن حكومات أجنبية, مرارا طلب الكيان الصهيوني من سكان شمالي غزة النزوح إلى جنوب القطاع, و اتهمته بفرض عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني.

وقالت “الأونروا” إن نحو مليون فلسطيني نزحوا من منازلهم في القطاع خلال الأسبوع الأول من العدوان.

في هذه الاثناء, يعاني الاسرى الفلسطينيون منذ السابع اكتوبر من تصعيد ادارات سجون الاحتلال لعملياتها الانتقامية بحقهم.

و اعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين, ونادي الأسير, إن إدارة سجون الاحتلال “تسعى يوميا إلى فرض وخلق إجراءات انتقامية بشكل متصاعد بحق المعتقلين, في إطار عملية الاستفراد, وجريمة العقاب الجماعي المتواصلة بحقهم”.

و أوضحت الهيئة والنادي في بيان مشترك, اليوم الإثنين, أن “المعتقلين يواجهون واقعا بالغ الصعوبة والتعقيد داخل السجون, ويتعرضون لجريمة عقاب جماعي ممنهج هي الأشد منذ عقود, وما زاد حدة تعقيد الواقع في أقسام المعتقلين, تصاعد أعداد المعتقلين الجدد في الضفة الغربية بشكل أساسي, وما نتج عنها من حالة اكتظاظ عالية, إضافة إلى استمرار عرقلة عمل الطواقم القانونية والحقوقية”.

وفيما يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة, شنت قوات الاحتلال, اليوم الإثنين, حملة اعتقالات واسعة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة, طالت 69 مواطنا, بينهم معتقلون محررون.

وفجر 7 أكتوبر, أطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة عملية “طوفان الأقصى”, ردا على اعتداءات القوات الصهيونية والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته, لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.