سيلا 2023 : الأدب الرقمي نمط جديد من الكتابة يتجاوز الفهم التقليدي للفعل الإبداعي

الجزائر- قال الباحث الجامعي حمزة قريرة, يوم الخميس بالجزائر العاصمة, في ندوة في إطار البرنامج الأدبي للطبعة ال 26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, أن الأدب الرقمي “نمط جديد من الكتابة الابداعية يتجاوز الفهم التقليدي لفعل الإبداع الأدبي الذي يتمحور حول المبدع الواحد”.

وأوضح أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة قاصدي مرباح بورقلة, في مداخلة بعنوان “ممارسة الكتابة في ظل الفضاء الرقمي”, أن الأدب الرقمي هو “مثال للعمل الجماعي المنتج الذي يتخطى حدود الفردية وينفتح على آفاق الجماعية لتحقيق مقروئية أكبر وإنتاج جماليات أخرى لا تتوفر في نسختها الورقية”, على حد قوله.

واعتبر المتحدث أن “الأدب والكتابة بشكل عام كغيرها من المجالات حاولت دخول العالم الرقمي لتحقيق مقروئية أكبر, ومن جهة أخرى من أجل إنتاج جماليات أخرى لا تتوفر عليها في نسختها الورقية”.

وذكر, في ذات الشأن, أن “الأدب التفاعلي, وهو الأدب المنتج والموجه عبر الوسيط الإلكتروني, قد استفاد من مختلف الصياغات التي ظهرت في النص الشبكي والمتفرع الذي يمنح المتلقي فرصة المشاركة في بناء النص, وعبر هذه النصوص الرقمية ذات الوجود الافتراضي برز أدب من نوع خاص سواء في بنائه أو جماليته أو تلقيه وموضوعاته”.

وأشار أن هذا الأدب التفاعلي “يوظف معطيات التكنولوجيا الحديثة في تقديم جنس أدبي جديد يجمع بين الأدبية والإلكترونية, ولا يمكن أن يتأتى لمتلقيه إلا عبر الوسيط الإلكتروني, وبهذا فالأدب التفاعلي هو في جوهره أدب لكنه متحد بالتقنيات الرقمية”.

وأكد أن هذه الحالة من الممارسة الإبداعية “تتيح الخروج عن البعد اللغوي مستثمرا كل الطاقات التعبيرية والرمزية في العلامات غير اللغوية كالصور

والأصوات والألوان وغيرها مما تمنحه الوسائل الرقمية كمساند للنص اللغوي وأحيانا كعنصر رئيس في النص-العرض”.

وفي هذا الشأن قال ذات المتحدث أن العمل الأدبي في المجال التفاعلي- الرقمي يتكون من “مكونات مختلفة بداية بالجهاز والبرامج والعمل, وهي أطراف تحدث عبرها العملية التواصلية بين كل الأطراف الفاعلين من كاتب وقارئ ومشاركين مختلفين, إضافة إلى شرط تلقيه عبر الحاسوب دون غيره, وهذه الميزة تمنحه التعدد والانفتاح غير المشروط”.

واعتبر الباحث الجامعي أن أجناس الأدب التفاعلي لا تختلف عن الأجناس الأدبية الورقية مع بعض الخصوصية كالرواية التفاعلية والشعر التفاعلي والمسرح

التفاعلي, وهي أجناس جديدة استفادت من هذه التقنيات والثورة المعلوماتية, مضيفا أنه “من خلال تعدد هذه الأجناس نجده من حيث الموضوعات لا يختلف عن الأدب الورقي في عمومه إلا أنه يتميز عليه من حيث الوسيط وفلسفة التأليف ..”.

وتستمر فعاليات صالون الجزائر الدولي ال26 للكتاب بقصر المعارض بالصنوبر البحري إلى غاية 4 نوفمبر المقبل.

اقرأ المزيد